لعبة الكراسي!!
تمارين (الإحماء) قد تفيد كثيراً.. لكن الأفضل منها هو (التركيز)، أما (المدربون) فيوصون اللاعبين بضرورة اكتمال (اللياقة البدنية) رغم أن أحد قدامى اللاعبين اعترف مؤخراً بأن المسألة كلها مجرد (حظ)!!
الاعتراف الأخير خطير جداً جداً.. فضربة الحظ لا يؤمن بها كثيرون ويرون أن الحديث عن الحظوظ مضيعة للوقت وفتحاً لأبواب الفشل على مصراعيها وأن الذين يتحدثون عن الحظوظ يتخذونها (شماعة) لتعليق أخطائهم وضعفهم وعدم قدرتهم على العطاء والنجاح!
الأطفال الأبرياء الذين يجيدون فن (لعبة الكراسي) بالفطرة قدموا النصح والمشورة للكبار، فقالوا لهم إن اللعبة تعتمد على (النية الطيبة) ومن يفوز بالكراسي هم (الأخيار)، فقط أما (الأشرار) فغالباً هم الخاسرون!
كلام الأطفال الذي لا يخلو من براءة فيه (حكمة) العقلاء التي قد لا يعترف بها الساسة المهووسون بالكراسي حتى لو كلفهم ذلك ربط الكرسي على أجسادهم والتحرك به أينما ذهبوا بل والنوم وهو في أحضانهم.. ذلك أن (خوفهم) من ضياع الكرسي يجعلهم أكثر حذراً وتوجساً وعداءً للآخرين.. ولأنفسهم أيضاً!!
ولأن (المعايير) غير واضحة وملتبسة ومعقدة فلا أحد يعرف حتى الآن كيف تجرى (لعبة الكراسي) في هذا السودان الذي تفرغ تماماً لصناعة الكراسي بمختلف أنواعها وأشكالها و(إجلاس) أصحاب الحظوة في الوزارات والمؤسسات عليها رغم أن هذه (اللعبة) يحتكرها (قلة) فقط ، بينما السواد الأعظم هم مجرد (متفرجين) لا يملكون حتى حق الانفعال باللعبة أو رمي اللاعبين بالحجارة والطماطم!
أقترح أن تكون لعبة الكراسي (مشفرة) وحصرية على الأطفال فقط.. فهم على الأقل حينما يجلسون على الكراسي ويديرون (اللعبة) كلها لا يؤذون أحد ولا يمارسون جبروت السلطة وأنانية الذات.. وتكسير وتحطيم الكراسي بمجرد انتهاء اللعبة!!.