عندما تعترف الأمم المتحدة بجريمتها…!!
} تماماً.. وكما قلنا في زاوية الأمس، فإن هناك أطرافاً (دولية) و(إقليمية) لا تريد للعلاقة بين (السودان) و(جنوب السودان) أن تستقر وتمضي قدماً باتجاه التطبيع الكامل والتعاون المشترك المثمر والبناء.
} ولهذا من المفيد أن لا تتعجل بعض الجهات الحكومية في (السودان) بإصدار البيانات والتصريحات رداً على ما يتردد في وكالات الأنباء (الغربية) و(العربية) عن أفعال وأقوال منسوبة لمسؤولين في (الجنوب).
} وحسناً فعل سفير (الجنوب) بالخرطوم “ميان دوت” بنفيه القاطع تقديم حكومته شكوى ضد السودان لمجلس الأمن حسب ما أوردت (الرأي العام) في عددها الصادر أمس بقلم المحررة (الأعرق) في دسك (الخارجية) الزميلة “مريم أبشر”.. لها التحية.. وللسفير “ميان”.
} وللتأكيد على ما ذهبت إليه هنا بعدد (الجمعة)، بثت وكالة (رويترز) أمس خبراً من “جنيف” عنوانه كالآتي: (الأمم المتحدة: قوات من السودان قد تهاجم مخيماً للاجئين بجنوب السودان)!!
} وجاء في متن الخبر: حذرت الأمم المتحدة يوم (الجمعة) من أن قوات في السودان قد تهاجم مخيماً للاجئين في جنوب السودان لأن (جماعات مسلحة) تستخدمه، وإذا تم هذا الهجوم فإنه قد يشعل من جديد التوتر بين البلدين.
وقالت “مليسيا فلمينج” المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للصحفيين في “جنيف”: إن طائرة (مجهولة) – الأقواس من عندي – حلقت فوق مخيم “بيدا” للاجئين في ولاية الوحدة الحدودية بجنوب السودان هذا الأسبوع الأمر الذي أثار مخاوف من هجوم.
ويأوي مخيم “بيدا” عشرات الآلاف من الأشخاص الذين هربوا من أعمال العنف والاشتباكات بين المقاتلين وقوات حكومة الخرطوم في ولاية جنوب كردفان على الجانب السوداني من الحدود. لكن المفوضية قالت إن التأكد ما إذا كان (كل) سكان المخيم من (المدنيين) أمر صعب وأن ظهور الطائرة يوم (الأربعاء) أجج التوتر). وعندما سُُئلت “فليمنج” إن كانت الطائرة تتبع للحكومة السودانية، رفضت “فليمنج” التكهن بذلك قائلة: (عندما يكون لديك مخيم للاجئين يسكنه (70) ألف شخص، وعندما تكون هناك (عناصر) لا ينبغي لها التواجد في مخيم للاجئين، فإن هذا قد يتسبب في وقوع هذا النوع من الهجوم من الجانب الآخر من الحدود)!!
انتهى الخبر الذي أعده للنشرة العربية “ليليان وجدي” وحررته “دينا عادل”.
} إذن.. المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (تحرض) – علناً – حكومة (الجنوب) على الاستعداد لهجوم (متوقع) من داخل حدود (السودان).
} المتحدثة باسم المفوضية – ومقر عملها في “جنيف” وليس ولاية الوحدة – تقدم على طبق من ذهب أكبر دليل إدانة للمفوضية وللأمم المتحدة، بعلمها واستضافتها وتوفيرها الرعاية والخدمات والتسهيلات للمتمردين من قوات (قطاع الشمال) و(الجبهة الثورية) باعترافها في نص الخبر أن مخيم “بيدا” يضم (مسلحين) يقاتلون حكومة الخرطوم!!
} ودعونا نسأل السيدة أو الآنسة – لا أدري- “مليسيا فلمينج”: ما الجهة المسؤولة عن هذا المخيم وهي التي تكفلت بقيامه ابتداء من توزيع (الخيام) مروراً بجمع (اللاجئين) السودانيين داخله، بعد أخذ بياناتهم واستخراج (هويات) لهم، ثم إمدادهم بخدمات الغذاء والصحة والمياه وغيرها؟! أليست (الأمم المتحدة) ممثلة في المفوضية السامية؟!
} كيف – إذن- تسمحون باستغلال المخيم لأغراض (عسكرية) من قبل (المتمردين) على حكومة السودان؟!
} إما أنكم متواطئون وشركاء في عملية (التمرد) – نفسها- أو أنكم تعلمون – وقد اعترفتم بعلمكم في الخبر أعلاه- بأن (المسلحين) يستخدمون هذا المعسكر لتنفيذ عملياتهم الحربية داخل حدود السودان وتحديداً في ولاية (جنوب كردفان)؟!
} في الحالتين فإن (الأمم المتحدة) متورطة حد الفضيحة في مخطط التآمر على حكومة وشعب السودان، أولاً بتفجير العلاقات بين دولتي (السودان) و(الجنوب) بنشر مثل هذه التصريحات الملغومة، علماً بأن المتحدثة لم تؤكد أن الطائرة التي حلقت حول المخيم تتبع لحكومة السودان، وثانياً بإيواء المتمردين على حكومة السودان وجعل (مخيمات اللاجئين) قواعد محمية بشعارات (الأمم المتحدة) لانطلاقة هجماتهم على السودان!!
} وبعد كل هذا.. وذلك تتحدث الحكومة ومفوضية الشؤون الإنسانية (السودانية) عن ضرورة تطبيق القرار (2046) وهو يحث على تنفيذ برنامج (المساعدات الإنسانية) وفق (الاتفاق الثلاثي) في ولاية جنوب كردفان!!
} “مليسيا فلمينج” شكراً لك لأنك كشفت للعالم أجمع أن مخيم “بيدا” للاجئين يضم (عناصر) – غير مدنية- وبالتأكيد (أسلحة) و(معدات)، ما داموا غير (مدنيين)!!
} الآن.. يتحتم على حكومة (جنوب السودان) برئاسة الفريق “سلفاكير ميارديت” تفكيك هذا المعسكر عاجلاً غير آجل، ونقل المدنيين بطائرات مدنية إلى السودان وتسليمهم لمفوضية الشؤون الإنسانية لتوفير المأوى المناسب والخدمات اللازمة لهم باعتبارهم مواطنين سودانيين.
} على حكومة السودان أن تتقدم بهذا الطلب لحكومة الجنوب، مع إبدائها الاستعداد الكامل للمساعدة (اللوجستية) في إتمام المهمة.. (ولا طلعات جوية.. ولا شكاوى لدى مجلس الأمن.. ولا تصريحات من جنيف. .ولا يحزنون).
} سبت أخضر.