أخبار

إجراء روتيني!

ما الحل إذن؟! هل يترك الموظفون وظائفهم والعاملون أعمالهم لكي ينجزوا مشاويرهم التي هي ليست ترفيهية ولا ترويجية ولا لتزجية الوقت، وإنما مشاوير “إجراءات روتينية” تمر عبر أكثر من جهة وأكثر من موظف وتحتاج لعشرات التوقيعات.. وفوت وتعال بكرة!!
أيها المسؤولون – نحن فعلاً أمام مشكلة كبيرة وخطيرة.. وأي إجراء حكومي يستنفذ طاقة وجهد ووقت ومال أبناء هذا السودان وخاصة الذين هم في مواقع الإنتاج والعمل.. وهؤلاء الذين يقفون في طوابير تصديق “الأوراق” وختم “الأوراق” هم أصحاب عمل أيضاً، وهناك طوابير تنتظرهم أيضاً ومجرد غيابهم لدقائق فقط يعني عرقلة إجراءات عشرات المواطنين.. لكن لا أحد يمكن أن يلومهم أو يحاسبهم لأنهم مشغولون بدورهم في طوابير إجراءاتهم الخاصة!!
ما أكثر الأوراق في هذا البلد وما أكثر الإجراءات في هذا البلد وما أكثر الخطوات البيروقراطية في هذا البلد.. وكل هذا الذي يحدث الآن بعلم المسؤولين إنه لن يقدم ولن يطور هذا البلد.. فالناس التي تعيش (ماراثون) يومي طويل ومرهق وشاق لا يمكن أن تنتج وتعمر وتبني.. والناس التي تفكر وتنشغل وتدخر كل طاقتها لإنجاز الأوراق الحكومية المطلوبة لا يمكن أن ينتظر منها الوطن شيئاً ولا يمكن أصلاً أن يلزمها أحد كي تقدم شيئاً!؟
منذ يومين اكتشفت أن هناك موضوعاً صغيراً لابد أن أنجزه.. ومكان إنجازه في إحدى الدوائر الحكومية.. هذا الموضوع الصغير الذي أخجل من الإفصاح عنه لأنه صغير بل وضئيل جداً تحول بقدرة قادر إلى موضوع ضخم.. وبدلاً من إنجازه في دائرة حكومية واحدة توزع إلى ثلاث دوائر كاملة.. وكل دائرة لديها أوراقها الخاصة التي لابد أن أوقع عليها شخصياً ثم يوقع عليها من هم في الدائرة ثم الدوائر الأخرى.. انتهى اليوم بكامله ولم ينته الموضوع الصغير جداً.. حيث أخبروني بضرورة مراجعة دائرة رابعة غداً.. وهكذا يعيش الإنسان في السودان في دائرة كبيرة أشبه بدوامة كبيرة اسمها الإجراءات الروتينية!!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية