أخبار

ماشيين صح!!

أعلن وزير المالية والاقتصاد الوطني أن “دولة قطر” منحت السودان القسط الثاني من الوديعة القطرية والبالغة مليار دولار ستمنح للبنك المركزي لدعم احتياطات النقد الأجنبي بالبلاد، الدعم القطري المقدر، حق بنا شكر القطريين عليه، بارك الله فيهم وحياهم يجب أن يوجه إلى مصارفه الحقيقية وليس هذا وحسب، بل والأهم أن يكون قاعدة للبناء عليها حتى لا يأخذ الناس الكسل بأن مسألة العام المالي الحالي قد رتبت أو تم تضييق فجوته، المنح والإعانات والإسناد الاقتصادي أمر جيد وفيه إشارات صادقة وتعاون وانسجام سياسي ودبلوماسي، لكنه لا يكون أبداً حلاً نهائياً ودائماً، والمفيد بالطبع في المسألة الاستفادة من الانفراج المؤقت الذي تحدثه وصبه في مصرفه المناسب.
“الدوحة” قدمت وديعة وهي أموال توضع للاستثمار لفترة زمنية وترد كما هي، وهي من ناحية اقتصادية أعلى من حيث العوائد على الاقتصاد مقارنة بالقرض الذي يبقى ديناً على الحكومة تقوم باستدانته ويتم سداده على أقساط مع فوائد مما يضاعفه فيزيد عن أصله عكس الوديعة، وهذا التفصيل لازم ومهم لقياس أهمية شكل الدعم القطري وآثاره الايجابية على اقتصادنا، لأن غالب الناس انصرف (تضريبهم) إلى سعر العملة! في وجود أعمال أكبر ومكاسب مثل سد جزء كبير من عجز الموازنة وتقوية الجدارة الائتمانية للاقتصاد وكثير مفيد وايجابي مع عدم إهمال أثره على سعر الصرف وحربنا الطويلة مع الدولار.
ما أن ذاع الخبر وانتشر ظهر أمس الأول إلا وانعكس الأمر مباشرة على سعر الصرف وحرك ميادين الدولار والريال وتلك التجارة غير الشرعية وإن كان الناشطين فيها يجلسون في (شارع القصر) يلوحون بحزم النقد من كل الألوان في طريقة لا تنتشر إلا في الدول والعواصم الخارجة عن انساق السيطرة والضوابط، والشاهد أن سوق النقد الأجنبي السوداء سيضطرب تماماً، ولكنه لن ينهار إذ أن له قدرة غريبة على التماسك واستدراك المواقف والطارئات، وهذا التراجع يؤكد ما يجمع عليه الكثيرون من أن هذا السعر في فرق أسعار الصرف لا يعبر عن القيمة الحقيقية للجنيه السوداني، وأن حالة الصعود الهائل للدولار حالة تتأثر أحياناً بالحالة السياسية والإعلامية في البلاد، ويمكن بقياس ما جرى أمس أن يهبط الدولار إلى مستوى متدنٍ للغاية أن تتابعت على البلاد منحتين أحدهما حسب مراجعاتي آتية من “أسيا” وأخرى من بلد بذات الناحية، أيضاً ولو جزئياً يمنع عن ظهوره اشتباهات التحالفات التي قد لا يتفهمها البعض في هذه الظروف.
ويبدو على أي حال أن الفريق الاقتصادي للحكومة سيتنفس الصعداء ولو لبعض حين، ولذا نتوقع منه أداء أكثر حماسة وقدرة على إحداث نشاط مفيد في برامج الإصلاح الاقتصادي خاصة أن ثمة مبشرات أخرى تلوح من قطاع النفط وحبذا إن حدث ظهور مناسب من (الزراعة) و(التعدين)، وحبذا أكبر وأهم أن شهد الشهر الحالي خواتيم سعيدة على محاور الحوار والوفاق الوطني والسلام، سنكون حينها.. ماشيين صح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية