لماذا يحاربون القطار؟
جاء في الأخبار أن القطار الذي يتحرك في منطقة ما محصورة بين (…!) و(…) يتعرض للحصب بالحجارة. وأن هذه الحوادث تكررت لدرجة أن زجاج النوافذ تحطم. أولاً لا يمكن أن يكون الذي يفعل ذلك رجلاً راشداً. ثانياً لا يمكن أن يكون مواطناً من أبناء المنطقة إذا كان عاقلاً. والاحتمال الثالث أن يكون هذا الشخص أو هذه الجماعة محرضة من قبل جهة ما بهدف تعطيل رحلات القطار، لأن لهم مصلحة في توقف الرحلات في هذا الخط. وأصحاب المصلحة في ذلك هم أصحاب البصات السفرية. في هذه الحالة لا بد أن تصاحب دورية من الشرطة أي قطار لتأمينه. وليس هذا بكاف لأنك لا تعرف المنطقة التي يقع فيها الهجوم.
لا أعرف ما هو الضرر الذي يعود على أصحاب البصات السفرية. في أوروبا تسير جميع أنواع المواصلات بما فيها القاطرات الكهربائية جنباً إلى جنب القاطرات. وكلها تجد نصيبها من الركاب. قد يقول أحدكم إن عدد الركاب في أوروبا كبير جداً بحيث يمكن ملأ كل الأوعية. وأقول الناس لو اعتادت على السفر المريح المنتظم فستملأ كل المقاعد. لجأ الناس للبصات لأن القاطرات لا تسير رحلاتها في منطقة غرب النيل. فماذا كانت النتيجة؟ لا يمر يوم أو يومان دون حادث مروع تفقد فيه آلاف الأرواح، هذا غير عشرات المصابين الذين سيبقون عاجزين عن الحركة بقية حياتهم، لأن الشوارع لم تصمم بحيث تسع الحركة في الاتجاهين فهي ضيقة. والذين يفضلون القاطرات يخشون على أرواحهم، ومن حقهم اختيار وسيلة المواصلات التي يرون أنها الأكثر أماناً.
شيء غريب إجبار الناس على استخدام وسيلة مواصلات واحدة مهما كان بطئها وخطورتها، ولا بد من الاجتماع مع وكلاء شركات البصات اليابانية ليوقفوا هذا العبث بأرواح الناس. الإنسان وهو أعظم رأس مال والله كرمه على المخلوقات كلها.
لنفرض أن هذا الإرهاب ينجح في تطفيش كل القاطرات. ماذا ستكون النتيجة.
أولاً: ستزداد الحوادث المميتة على الطرق السفرية، ولن يصبح لنا عملاً سوى دفن الموتى وعلاج المصابين، لأن البصات ستزيد من عدد رحلاتها وبالتالي تكثر الحوادث المميتة.
ثانياً: سيعطل زمن الناس لأن الذي كان يستطيع أن يقطع المشوار في ساعات قليلة سيحتاج إلى ما لا يقل عن (12) ساعة.
ثالثاً: لا أحد يضمن وصوله سالماً إلى وجهته فالاحتمال الأقوى هو وقوع حادث بسبب ضيق الطرق. وبدلاً من أن يرسل أحدهم برقية الوصول بالساعة والدقيقة سيقول (إذا قدر لنا أن نصل).
رابعاً: البص معرض لارتفاع الحرارة وبالتالي هو معرض للوقوف في الطريق حتى دون حوادث، وخاصة وأن الصيف عندنا حار. وبالتالي لحظات الوقوف لإراحة البص أكثر من ساعات الحركة.
لا أعرف ما الذي يمنع سير القاطرات والبصات معاً؟ كما هو الحال في كل أنحاء أوروبا وفي مصر. كل واحد يستخدم الوسيلة التي تتيسر له حتى لو كانت عربة خاصة.
على أية حال حتى الآن لم يثبت أن الحوادث التي تعرضت لها القاطرات هدفها منعها المرور، لكن هذه هي النتيجة الحتمية لو استمر الاعتداء على القاطرات. وستستمر المخاطر على أرواح الناس لأن بضعة أفراد لا ينظرون أبعد من أنوفهم.
{ سؤال غير خبيث
أيهما تفضل السفر بالقطار أم السفر بالبص؟ ولماذا؟