أخبار

قطر دولة محترمة..!!

نبأ مفرح ذاك الذي جرى تداوله وقال بتسلم وزارة السياحة والحياة البرية السودانية تمويلاً من قطر تبلغ قيمته (135) مليون دولار لمشروع تطوير الآثار السودانية، بدءاً من أبريل القادم وينتهي خلال خمس سنوات، ويشمل الآثار التاريخية في ولايتي نهر النيل والشمالية ومتحف السودان، كما تشيد قطر ضمن المشروع مخيماً بمواصفات فندقية قرب جبل (البركل) الأثري بشمال البلاد بكلفة ستة ملايين دولار بمواصفات صديقة للبيئة، وهذه نقلة كبرى في هذا العمل، حيث أهملت مشروعات تطوير السياحة وصارت بعض واجب يؤدى بفتور وفي نطاق لا يتجاوز تنظيم زيارات للبجراوية والنقعة.
المشروع بشكله الذي أعلن عنه، يقدم شكلاً جديداً للمنطقة، وسيقفز بعائدات ومحصلة كسبها، وسيسوق الآثار السودانية في شكل جديد واحترافي، ولا يوجد قطعاً عاقل يرفض هذه الطفرة المنتظرة والمرجوة التي تأخرت، وطالما أن دولة قطر (دقت صدرها) فالمفترض أن يجد دعمها هذا كل التقدير والإشادة والثناء المناسب، وعظم المعروف الذي أتته.. وقد تعجبت والله من حملة منظمة ضد القطريين في الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل، زعمت أن السودان باع تاريخه وتراثه لقطر!
هذا نوع غريب من طرائق التفكير لا تتحلى بالموضوعية أو المنطق، فنظراً لسابق تجربتنا وواقع مواقع الآثار السودانية، فإنها كانت ستنتهي غالب الأمر إلى الإهمال المهلك، وستكون محض مكان يتخوف منه الأهالي، وبقعة يقصدها علماء الآثار والباحثون لأغراض الدراسة والبحث الميداني مع قلة من الزوار الأوربيين، وكل هؤلاء كانوا يصدمون حينما يجدون أمامهم آثار حضارة سودانية هي الأعرق والأقدم، وهي الحقيقة التي حاولت بعض الدول والجهات طمسها وإخفاءها، وكان التساؤل المهم والأهم عن السبب الذي يجعل السودان يسقط من حسابه آثاره، فلا هي قدمته للعالم ولا هي كانت له مصدر دخل!! ولهذا فإن واحدة من أعظم إيجابيات المنحة والدعم القطري أنها تضع الجميع أمام مسؤولياتهم، فتطوير المكان من حيث البنيات التحتية والخدمية وبمواصفات عالمية، سيجعل كامل البقعة الأثرية عالماً آخر تنتعش فيه الحياة وتتجدد، وسيتضاعف عدد السياح، وتنفتح حضارة البلاد على آلاف من الواصلين للمعرفة والاستزادة، وسيمرون قطعاً بأجزاء البلاد الأخرى، ولك قياس الإيجابيات والمكاسب الاقتصادية والسياسية والإعلامية المرجوة من هذا.
أنا من أنصار إدارة القطريين للآثار السودانية وبصلاحيات وميزات أوسع، فهم قوم ماهرون في النجاح والتفوق، ولا تعوزهم الإمكانيات والقدرات ثم الخبرات الفنية والإدارية اللازمة لجعل الآثار التاريخية في ولايتي نهر النيل والشمالية قبلة للأنظار، وهم يديرون العمل كشركاء كرام مع احتفاظ السودان بحقوقه كاملة ولا أفضل من هذا، إلا إن كان البعض يريد توظيف المسألة في سوق ونخاسة الإساءة لقطر بمناسبة وبلا مناسبة.. ولتمضي الصفقة إلى خواتيمها وبالتوفيق بإذن الله، وحبذا لو امتد التعاون والشراكات إلى كل المجالات العائدة بالخير على البلدين، فأفضال قطر من بعد الله تعالى على السودان كبيرة وكثيرة، وهي دولة محترمة وبلد مسؤول.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية