جاسوس "إسرائيل".. رسالة الخرطوم للموساد!!
– 1 –
} لا شك أنه إنجاز (أمني) مهم، ذلك الذي حققه جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالقبض على (جاسوس) يعمل لصالح دولة الكيان الصهيوني.. “إسرائيل”، وهو ما اعترفت به صحيفة (تايم أوف إسرائيل) في تقرير كتبه المحرر (الأمني) للصحيفة “جبرائيل فيسكي”. وكشفت الصحيفة أن الجاسوس الموقوف مدََّ إسرائيل خلال السنوات الأخيرة بمعلومات حساسة للغاية ساعدتها على القيام بعدد من (الغارات) الجوية على الأراضي السودانية!
} بالتأكيد فإن هذا (الجاسوس) لا يمكنه العمل لوحده، ولابد أن له (شركاء) و(مصادر) عميقة في (شبكة) تجسسية ضاربة بجذورها في (أوساط) وقطاعات وأنحاء مختلفة حتى تتوفر له تلك المعلومات (الدقيقة) لاستخدامها في ضربات (عسكرية) فائقة الدقة!!
} توقيف شبكة (الموساد)، أو بعض عناصرها، عمل وطني كبير يستحق التحية والإشادة والإشارة والتنويه.
– 2 –
} الحكم بإعدام (529) من (الإخوان المسلمين) وغيرهم في “مصر” في جلسة واحدة للمحكمة، إجراء معيب شكلاً ومضموناً، يطعن في حيادية وعدالة القضاء المصري، كما أنه يضرب (كل) العملية (السياسية) الجارية لإعادة المياه للمجرى (الديمقراطي) وانتخاب رئيس جمهورية جديد.
} وبالفعل، فقد توالت فور صدور حكم (الإعدام الجماعي) ردود أفعال عنيفة تستهجن القرار من كل دول العالم (الكبرى) بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وفرنسا، والاتحاد الأوربي، فضلاً عن (الأمم المتحدة). كيف تسنى لهذا القاضي أن يستدعي كل هذه (الجرأة) على القانون، لا على (الإخوان)، بإصدار هذا الحكم (الجماعي) في جلسة (واحدة)، لم تشهد شهود (دفاع)، ولا مرافعات، ولا طلبات للدفاع ولا (فصل) لقضية المتهمين (الغائبين) كما يحدث في كل محاكم الدنيا؟!!
} أظن أن القيادة السياسية ستتدخل عبر قرار (المفتي) المطلوب للتأكيد على الحكم، بمراجعة هذا القرار حتى لا تتطور الأوضاع في “مصر” الشقيقة إلى مراحل أكثر تدهوراً تطيح ببعض الأمل في إعادة الأمور إلى نصابها في (أم الدنيا).
} نأمل.. ونرجو ذلك.
– 3 –
} عندما يصرح وزير مسؤول عن قطاع محدد، وتنقل حديثه وكالة أنباء رسمية رصينة ومحترمة مثل (سونا)، فإن نقل التصريح بكل اطمئنان هو (الطبيعي) و(المهني). أما الزعم بالحرص على دقة المعلومة بالطعن في حرفية (سونا)، والإدعاء بأن الخبر كان (مضروباً) بسبب (ضخامة) الرقم أو لوهنٍٍ شابََ أداء (سونا) خلال الفترة الأخيرة، فإن هذا من باب الادعاء والتنطع ليس أكثر، فقد نشرت هذه الصحيفة أو غيرها أخباراً أضعف، من مصادر أضعف في عديد المرات، وتم نفيها بواسطة الصحيفة أو صحف أخرى!
} كما أن مبلغ الـ(3) مليارات دولار ليس كبيراً، ولا مدهشاً لهذه الدرجة، والمفروض ألا تقل حصيلة صادرات (الصمغ العربي) في السودان عن هذا الرقم بل يزيد، لو كانت هناك (إدارة) تعمل، و(حماية) تمنع التهريب.
} لم يكن رقماً ضخماً، بل كان (مفرحاً) قياساً بحجم صادراتنا الزراعية والحيوانية والمعدنية ولهذا استوجب منا التنويه.
} الوزير هو المسؤول عن هذا الخطأ، فكيف له أن يصرح بأن صادرات الصمغ – كما ورد بالتصحيح – (ثلاثة ملايين دولار)، هل هذا المبلغ (التافه) يستحق التصريح من وزير تجارة في (أصغر) بلد في العالم؟!
هذه (الثلاثة ملايين دولار) موجودة في (شنطة) أي تاجر عملة في (السوق العربي)؟! وما كان لمحرر (سونا) أن يكتب الخبر أصلاً، إذا كان الوزير قد قال (ثلاثة ملايين) وليس (ثلاثة مليارات).
} ليس هذا هو الخطأ (الأول) للسيد “عثمان عمر الشريف” ولن يكون الأخير.