حوارات

مع اقتراب امتحانات الشهادة .. (المجهر) تحاور وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم "عبد المحمود النور":

أكد الدكتور “عبد المحمود النور محمود” وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم أن الهجرة المتزايدة من قبل المعلمين وأسر كاملة من الولايات إلى الخرطوم، شكلت عبئاً كبيراً على ولاية الخرطوم في استيعاب هذه الأعداد الضخمة، ووجود صعوبة في توفير مقاعد الدراسة والكتب المدرسية والمعدات. وأقر الوزير بوجود نقص كبير في تدريب المعلمين، وأرجع استمرار فرض رسوم على الطلاب لعجز بعض المدارس عن سداد فاتورة الكهرباء.. (المجهر) حاورت الوزير مع اقتراب الموعد المضروب لامتحانات شهادة الأساس، وطرحت عليه ملفات عدة.. فمعاً إلى مضابط الحوار:

} نود التعرف على استعدادات الوزارة لامتحانات شهادتي الأساس والثانوي؟

– بدأت التحضيرات بالنسبة للشهادة الثانوية قبل فترة مبكرة، ومرت بكل المراحل المعلومة للجميع، وعلى مستوى الولاية شكلت اللجان المعنية بتجهيز المخازن وترتيب المراكز وتحضير الأدوات اللازمة كافة من تأمين وغيره.

} كم عدد الطلاب الجالسين والمراكز؟

– تم تجهيز (46) مخزناً للامتحانات في هذا العام، و(850) مركزاً لجلوس الطلبة والطالبات، وجملة الطلاب الجالسين في ولاية الخرطوم تبلغ (124508)، بينهم (61099) من البنات و(63409) من البنين في المساقات المختلفة.

} ما الملفت في هذا العام؟

– في هذا العام تلاحظ ارتفاع عدد الأولاد الجالسين للامتحان مقارنة مع البنات على عكس بقية الأعوام.

} وهل سلمت الوزارة كشوفات الطلاب الممتحنين لـ (الاتحادية)؟

– سلمت الكشوفات، وتمت مراجعتها، وكان السابع والعشرون من الشهر الماضي آخر يوم لتسليم الكشوفات الخاصة بمراكز الطوارئ، والآن الوزارة جاهزة ومستعدة لامتحان الشهادة الثانوية.

} ماذا عن شهادة الأساس؟

– بالنسبة لشهادة الأساس سيبدأ الامتحان يوم 23 من مارس الجاري وينتهي في الـ (31) منه، وبلغ عدد التلاميذ المتقدمين للامتحان (123662)، عدد البنين منهم (62532) والبنات (61130)، وبلغ عدد المراكز لامتحان شهادة الأساس (722) مركزاً و(16) مركزاً خارج السودان، ويجلس (50) من نزلاء السجون، بجانب مدارس الموهبة والتميز وعددها ست مدارس، وشهادة تجويد القرآن أربعة معاهد، ومدارس تاج الحافظين يجلس (112) من طلابها.. ويشارك في أعمال المراقبة (15021) معلماً ومعلمة، وبلغ عدد المشاركين في أعمال الكنترول (497) في المحليات السبع بالولاية.

} متى ستبدأ الإجراءات الخاصة بالتصحيح؟

– في ما يتعلق بأعمال التصحيح وفقاً للخطة ستبدأ في الثالث من أبريل، وقد اكتملت الأعمال التحضيرية بصورة جيدة، وتم ترشيح المشاركين في التصحيح من المعلمين، ويبلغ عددهم (1367) معلماً ومعلمة، بينهم معلمون من التعليم الخاص.

} هل تم تحديد زمن لإعلان نتيجة شهادة الأساس؟

– نتوقع الفراغ من النتيجة قبل أسبوع من الترتيب الذي كان في العام السابق، ولا نستطيع أن نحدد الوقت الآن، ولكن نتوقع أن لا تأخذ وقتاً كبيراً، ولدينا فائض زمن أسبوع نطمئن فيه على النتيجة وإعلانها.

} الكورسات الصيفية تظهر خلال العطلة.. هل من ضوابط لها؟

– شكلنا لجنة للنشاط الصيفي، ونعتقد أن العطلة الصيفية فيها تحدٍ كبير جداً، والوزارة تضطلع بدور لتهيئة مناخ معافى للطلاب لممارسة الأنشطة المختلفة، ويتم ذلك بمشاركة الجهات الفاعلة من المنظمات والجمعيات والشركاء في وزارة الشباب والرياضة والرعاية الاجتماعية، لتفعيل المدارس والأندية والمراكز المناسبة لإقامة أنشطة تربوية جيدة، بما فيها الأنشطة الأكاديمية، ولكن بنسبة محدودة.

} فيما تتمثل هذه الموجهات؟

– الموجهات هدفها أن لا تركز المدارس على الأنشطة الأكاديمية والكورسات، وإذا وجدت تكون بنسبة قليلة ومحدودة، وتكون الغالبية العظمى للأنشطة التربوية والثقافية والرياضية، ونحن نناشد القطاعات الخاصة مثلما ينشئون مدارس خاصة أن يقوموا بإنشاء مراكز للأنشطة تلبي الاحتياج الكبير للطلاب في المجالات المختلفة. ونتوقع أن يكون القطاع الخاص قادراً على إنشاء عدد من المراكز الناجحة جداً، وهناك إقبال وتفهم كبير من الأسر وأولياء الأمور والطلاب أنفسهم للتوجه نحو ممارسة أنشطة السباحة والرياضة والأنشطة الثقافية وغيرها، ولكن يوجد شح في إقامة هذه الأنشطة، وإذا تدخل معنا القطاع الخاص سنستطيع سد الفجوة الموجودة.

} الرسوم الدراسية والرسوم المفروضة على المياه والكهرباء تهزم قرار مجانية التعليم؟

– هذا واقع لا نستطيع تجاوزه الآن.. فاتورة المياه والكهرباء في المدارس كبيرة بالرغم من أن ولاية الخرطوم التزمت بدفع فاتورة المياه كلها تدفع بشكل مركزي وتستقطع من المحليات ومن الوزارة لتدفع إلى هيئة مياه الخرطوم، ولكن في ما يتعلق بالكهرباء صراحة هناك مشكلة خاصة في المدارس الثانوية التي يعجز بعضها عن سداد رسوم الكهرباء، لذلك تضطر إلى تحصيل رسوم عن طريق مجلس الآباء. وعموماً نتوقع مع بداية العام الجديد أن تكون هناك حلولاً إضافية، إذا توفرت ميزانية تسيير لكل مدرسة.

} ما زلت مشكلة الاكتظاظ والاختلاط موجودة خاصة بالمدارس الطرفية؟

– السبب الأساسي يكمن في التنمية، وإذا لم يتم إنشاء مدارس إضافية وفصول إضافية داخل المدارس فلن نستطيع فك الاختلاط، ونتوقع حسم والقضاء على ظاهرة الاختلاط والاكتظاظ خلال ثلاث سنوات.

} بعض المدارس الخاصة لا تلتزم باللوائح وتفرض رسوماً عالية على الطلاب؟

– الآن انتهينا أيضاً من قانون التعليم الخاص، وسيرفع لمجلس الوزراء والمجلس التشريعي خلال الأسابيع القادمة، وبعد إجازته ستكون هناك قيود صارمة على تطبيق اللوائح والضوابط الخاصة بالتعليم غير الحكومي، بما فيه التعليم الأجنبي، والآن شُكلت للتعليم الأجنبي لجنة لمراجعة المدارس الأجنبية كافة وتقنين وضعها بالشكل الذي يتسق مع مواصفات وضوابط وزارة التربية والتعليم.

} ماذا عن المدارس العشوائية بالولاية؟

– المدارس العشوائية هي مدارس خاصة، وليست حكومية، وتنشأ في مناطق أصلاً عشوائية.. والآن شكلنا لجنة على مستوى التعليم غير الحكومي لحصر كل هذه المدارس لإعادة تقنين وضعها أو إلغائها بشكل كامل.. وهذه المدارس نشأت استجابة لوجود شرائح من الطلاب في تلك المناطق غير المخططة.

} هناك شكاوى من بعض المعلمين بخصوص عقبات تواجههم في النقل والتدريب إلى بعض المحليات؟

– النقل من محلية إلى أخرى سببه أن يكون هناك معلم يسكن في محلية ويسعى للتعيين في محلية أخرى.. فهذا المعلم هو الذي يخلق لنا مشكلة وليس هو الذي تواجهه مشكلة.. ونحن دائماً ننادي بأن الأفضلية يفترض أن تكون للشخص المقيم في المنطقة المعينة (عشان ما يفاجئنا بعد فترة إنو عاوز ينتقل لمحلية أخرى).. وهذا وضعنا له ضوابط جديدة من خلال التعيينات القادمة.

} تظهر في الإعلام بين فترة وأخرى حوادث اغتصاب معلمين لطلاب؟

– كانت هناك حوادث محدودة وانتهت منذ سنوات، ولم نسمع عنها مجدداً.. والحمد لله هي حالات نادرة ولها مسببات معينة لها علاقة بمشكلات نفسية ببعض المعلمين، ولا نسميها ظاهرة لأنها حالات فردية محدودة جداً، وإن شاء الله لن تتكرر ثانية.

} تدريب المعلمين أصبح يشكل تحدياً كبيراً؟

– صحيح، وقضية التدريب أولوية عندنا، وفعلاً هناك عدد كبير جداً من المعلمين غير مدرب، ونعتقد أن هذه القضية هي الأساسية والمحورية، لأن معلماً غير مدرب معناه الضعف في مخرجات العملية التربوية والعملية، لذلك وضعنا خطة لتدريب (35) ألف معلم ومعلمة خلال العام 2014م بشراكة مع وزارة تنمية الموارد البشرية وكل الجهات ذات الصلة.

} البعض يرى أن تدريب الوزارة صفر كبير؟

– ليس صفراً كبيراً، ولكنه ليس بالحجم المطلوب، بالرغم من أننا دربنا العام الماضي أكثر من تسعة آلاف معلم، ولكن بالنسبة لنا ليس هو العدد المرضي، لذلك رفعنا حجم الاستهداف إلى (35) ألفاً، ولا نستطيع أن نقول إن كل المعلمين الموجودين غير مدربين لكن التدريب الذي تم هو أقل من حجم الساعات التدريبية التي يجب أن يتلقاها المعلم.

} توجد هجرة كبيرة وسط المعلمين من الولايات إلى الخرطوم.. وبلغت طلبات النقل خمسة آلاف.. ما هي المعالجات التي وضعت لتوظيف هذا الكم الهائل؟

– الطلبات وصلت إلى أكثر من خمسة آلاف، وحقيقة عدد كبير جداً من المعلمين يرغبون في النقل إلى لخرطوم، وهذا أمر طبيعي، وليس هجرة معلمين فقط بل هجرة أسر كاملة تأتي إلى الخرطوم، وهذا شكل عبئاً كبيراً جداً على ولاية الخرطوم في استيعاب هذه الأعداد الضخمة،، وزادت نسبة النقص في المعلمين، ونرجو أن تساعدنا الحكومة الاتحادية في حلها.. والآن ولاية الخرطوم تتحمل عبئاً أكبر من العبء المعنية به.. نحن دائماً نخطط لسعات محددة ولكن نفاجأ أثناء العام بوفود أعداد إضافية. وفي ما يلي هجرة المعلمين إلى الولاية وطلباتهم توجد لجنة مشكلة من قبل الأخ الوالي لمراجعة هذه الطلبات واستيعاب أعداد منهم وفقاً لاحتياج الولاية.

} وهل سيتم إنشاء وظائف لهم؟

– نعم.. توجد مساحة لإنشاء وظائف جديدة، ولكنه للخريجين في مجال التربية والتعليم، وبالنسبة للقادمين فقد تكون بينهم درجات كبيرة لا نستطيع إنشاء وظائف لها إلا حسب الحاجة والفجوات الموجودة في الدرجات الشاغرة.

} هناك إشكالات في تعيين العمال بالمدارس.. فبعضها الآن (فاضية) مما يعرضها للسرقة؟

– هذا همّ كبير بالنسبة لنا، خاصة وأن المدارس أغلقت أبوابها، ويجب أن تكون مؤمنة من قبل الخفراء والعمال لنضمن سلامة المعدات الموجودة فيها، ونشكر وزارة المالية فقد اعتمدت لنا (700) وظيفة جديدة سيتم فيها تعيين العمال على دفعتين، وهذا يغطي جزءاً كبيراً من الفجوة الموجودة الآن في الثانوي.. ونتوقع من الإخوة المعتمدين المساعدة في سد الفجوة بتعيين محلي على مستوى المحليات.

} ماذا عن قضايا الإجلاس والكتاب المدرسي؟

– شُكلت لجنة للاستعداد للعام الدراسي الجديد، وبدأت التحضيرات ورصد النواقص في الكتاب المدرسي والإجلاس والمعلمين والعمال، واكتمل الحصر.. وعموماً نستطيع القول في ما يلي الكتاب المدرسي والإجلاس لا توجد مشكلة، وحجم الفجوة ضئيل جداً ومقدور عليه قبل بداية العام الدراسي الجديد، وسنوفر احتياطياً تحسباً لوفود طلاب إضافيين بولاية الخرطوم، ونحن دائماً نخطط حسب العدد المطلوب، لكن في ظل الكوارث والحروب تزيد نسبة الهجرة مما يحدث الفجوة.

} هناك حديث عن أن ميزانية التنمية مبعثرة.. ما قولك؟

– فعلاً لدينا مشكلة في التنمية كما قلت، لأننا في حاجة إلى إنشاء عدد كبير من المدارس الجديدة وزيادة عدد الفصول في بعض المدارس التي بها نسبة فصول أقل. أيضا نحتاج إلى إنشاء بعض المعينات المدرسية مثل المكاتب ودورات المياه والأسوار خاصة بعد الهزة الكبيرة التي تعرضت لها الولاية أثناء السيول والفيضانات، التي أثرت على البنية التحتية للمدارس، ولكن المالية وعدت بمعالجة المشكلة الخاصة بالتنمية، وسنشرع فيها مباشرة قبل بداية العام الدراسي، وسننفذ نفرة نستهدف فيها الجهات الخيرية والحكومية لتساهم في إعادة تأهيل المدارس التي تأثرت، وقد قطعنا شوطاً بنسبة (80%) وتبقت (20%) نحتاج أن نستنفر فيها كل الجهود الرسمية والشعبية.

} ولكن كيف ستتمكنون من إكمال هذا العمل والخريف على الأبواب؟

– نحن سننفذ نفرة الهدف منها تجاوز الطريقة التقليدية التي نعمل بها، بأن نوفر دعماً إضافياً وبعد ذلك (ربنا يقدرنا).. فما يخرج عن إرادتنا لا نستطيع أن نتدخل فيه، ولكن نتوقع أن تكون النفرة ناجحة بإذن الله تعالى.

} ماذا عن الهيكل الوظيفي؟

– العمل يسير بصورة جيدة، وهناك لجان تعمل، ولجنة الهيكل فرغت من وضع المخطط الهيكلي، والآن بدأنا تدريجياً في بعض الإجراءات الخاصة بالهيكل، ولدينا اعتماد لعدد من الوظائف في الدرجات القيادية، وسيتم تسكين كل من يمكن ترفيعه في هذه الدرجات، وهناك (900) وظيفة قيادية ستتم الترقية إليها، والآن بدأت نفرة لترقيات متأخرات 2012 و2013م، وهناك قرابة خمسة آلاف معلم بالثانوي لم تتم ترقيتهم، وقد بدأ العمل في ذلك، ونتوقع الفراغ خلال شهرين، وهناك خطة لترقية المعلمين شهراً بشهر لتفادي حدوث أي نوع من التعجيز أو الترحيل لشهور أو سنوات إضافية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية