رأي

هل تود "أمريكا" فصل "جبال النوبة"؟

} يدور جدل في الساحة الآن، حول فشل الجولة من المحادثات مع (قطاع الشمال)، فمن هو المسؤول عن هذا الفشل، هل هو “ياسر عرمان” أم وفد التفاوض الحكومي؟ أولاً لا أعرف مصلحة للوفد الحكومي في تعطيل التفاوض، ولهذا أستبعد أي دور للشمال في توقفها. الجانب الآخر يعتقد أن انتهاء المفاوضات بنجاح يعني انتهاء دوره، ويعني توقف التغذية المالية له من جانب “أوروبا”. منذ أن دخلت “أوروبا” و”إسرائيل” إلى خط المشكلة والقضية تزداد تعقيداً كل يوم، وكلما اقترب الحل فتح لهم “ياسر عرمان” مشكلة جديدة لأنه سيكون بلا دور لو حُلت المشكلة.
} لا “ياسر عرمان” ولا وفد الشمال مسؤولون عن فشلها، إنها الجهة الراعية للتفاوض من البداية، فهي التي تحدد موعد انتهائها بعد أن تكون قد نالت كل ما تطلبه.
لا أحد يعرف ماذا يريد (قطاع الشمال) بعد أن انفصل الجنوب ودخل في حروب قبلية مدمرة، هل يريد نقل تلك الحرب إلى الشمال بعد أن دمرت الجنوب؟ وتوقفت كل مشاريع التنمية منذ الانفصال. ولم يعد أحد يفكر في السفر لـ “أوروبا” بقصد التعليم فيما عدا أبناء المسؤولين الجنوبيين الذين يرسلون إلى “أوروبا” لإبعادهم عن حروب الإبادة العرقية، بينما آلاف المساكين يموتون كل يوم.
} “أمريكا” هي المسؤولة عن توقف المفاوضات لأنها تعرف أن الشمال ليس به أية مشكلة حالياً، ومتى ما حلت مشكلة الجنوب سينصرف إلى قضايا التنمية، وليس من مصلحة “أمريكا” توقف القتال في “السودان”.
كما أن مصانع السلاح لا تعرف ماذا تفعل إذا انتهت الحروب في أفريقيا.
} أمريكا إذا أرادت إنجاح المفاوضات فهذا لا يكلفها شيئاً، كل المطلوب توقف القتال وعودة المقاتلين إلى قراهم ومزارعهم، كل ما تفعله الآن أنها توعز إلى “عرمان” بتعقيد التفاوض ليدور الجميع في حلقة مفرغة ولا يجدون حلاً.
توقف القتال لا يحتاج إلى كل هذه المفاوضات، إلا إذا كانت شروطهم فصل “جبال النوبة” وإقليم الأنقسنا عن باقي السودان.
} من طرق الإغراء للاستمرار في التفاوض إلى الأبد، الإقامة المريحة في فنادق الخمس نجوم ذات الخدمات الممتازة والماء الدافئ، والوجبات الفاخرة والمشروبات المعتقة. توقف التفاوض يعني انتهاء كل هذا النعيم لهذا ليس في المصلحة توقفه.
} إنسان “جبال النوبة” كان يعيش في وضع معيشي ليس له مثيل في السودان، فقد كان مشروع جبال النوبة الزراعي ينتج القطن والذرة والفول والسمسم. وكانت “جبال النوبة” منطقة جاذبة، لو توقف القتال ستعود الحياة إلى طبيعتها، ولهذا لن يقف. و”ياسر عرمان” مجرد أداة في يد غيره.
} سؤال غير خبيث
“أمريكا” بعد ما رأت ما حدث في الجنوب بعد الانفصال.. هل تسعى إلى فصل “جبال النوبة”؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية