بلاغ ضد الحكومة!
المواطن يستطيع أن يرفع دعوى ضد الحكومة، ويستطيع أن يكسب هذه الدعوى.. لكن المشكلة أن المواطن لا يعرف حقوقه جيداً.. والمشكلة الأكبر أن الذي يعرف حقوقه لا يعرف كيف يطالب بها، وإذا عرف فهناك طابور طويل وشاق سوف يكون في انتظاره!
بالإمكان فتح بلاغ ضد الحكومة والمطالبة بالتعويض لأن شوارعها المسفلتة على هذا النحو السيء ظلت تتسبب في خسائر لا أول ولا آخر لها بالنسبة لأصحاب العربات العامة والخاصة علي حد سواء والمستفيد الأول بالطبع هم تجار الإسبيرات وأصحاب ورش الصيانة!.
وبالإمكان فتح بلاغ ضد الحكومة والمطالبة بالتعويض لأن مياه الشرب التي يشتريها المواطن من حر ماله بعضها غير صالحة للاستعمال الآدمي في كثير من الأحايين والعديد من الأمكنة.
وبالإمكان فتح بلاغ ضد الحكومة والمطالبة بالتعويض بسبب القطوعات الكهربائية غير المبرمجة وغير المعلن عنها مسبقاً لأنها تتسبب في خسائر فادحة نتيجة الأعطال التي تلحق بالأجهزة الكهربائية وغيرها إضافة لخسائر أصحاب الورش والمصانع والذين يعتمدون على إمدادات الكهرباء في أعمالهم !.
وبالإمكان فتح بلاغ ضد الحكومة والمطالبة بالتعويض بسبب التلوث الذي يحيط بالعاصمة المثلثة حيث إن الحكومة هي المسؤول الأول عن سلامة البيئة وحمايتها وأي إهمال في هذا المجال تترتب عليه مشاكل صحية بالجملة وأمراض من النوع المهلك !
وبالإمكان فتح بلاغ ضد الحكومة والمطالبة بالتعويض….
لكن من يجرؤ علي رفع دعوى ضد الحكومة ؟! ومن لديه القوة والصبر لانتظار قرار إدانة الحكومة؟! ومن يتبرع بوقته وماله وجهده لملاحقة الحكومة قانونياً نيابة عن المواطنين الآخرين؟! ومن سيتولى الدفاع عن هذا المتبرع في حال ثبت أن قضيته خاسرة وأن التعويض سيدفعه هو وليست الحكومة؟ !!.