الديوان

مدينة «رشاد» درة المنطقة الشرقية بجنوب «كردفان»

مازالت المنتجات الشعبية في السوق الشعبي بمدينة “رشاد” بولاية “جنوب كردفان” تجد رواجاً لدى زوار المدينة، كما تمكنت النساء العاملات في بيع هذه المنتجات من استقطاب أعداد كبيرة من المتسوقين الذين يمرون بها، وتعتبر مدينة “رشاد” درة “جنوب كردفان” لما تتميز به من طبيعة خلابة ومناخ استوائي، بجانب كونها تطوقها الجبال من كل الاتجاهات، ويشكل سوق المنتجات الشعبية أحد أهم ما تشتهر به المدينة التي يعود تاريخها إلى أواسط عهد مملكة (تقلي) الإسلامية التي أسسها الملك “آدم أم دبالو” ولا يمكن للزائر أن يغادر المدينة قبل أن تسحره بجمالها الفاتن، حيث الهدوء وراحة البال وبشاشة الترحاب من السكان، ويعج سوق المدينة الشعبي بعدة منتجات شعبية نادرة معظمها طبيعية تستجلبها النساء من الحقول والوديان القريبة من المدينة، ويتم تجفيفها وتصنيعها من ثم تعرض للبيع لتوفر لهن مكاسب مادية زهيدة. ومن منتجات المنطقة شجرة (الكمردودة) التي تستخدم لعلاج مرض السكري والضغط وتعد في شكل عصير مخلوطاً بـ(التبلدي)، وشجرة (الكمردودة) لا تخضر في فصل الخريف، بل تظل جافة وتشبه شجرة الجوافة، كما يوجد بالمنطقة (الفول السوداني) و(القنقليز) و(القضيم) و(النبق) و(الطماطم) و(فاكهة القشطة).
تقول إحدى النساء العاملات في بيع هذه المنتجات “محاسن آدم عيسى” إن المنتجات الشعبية التي تتمثل في الأعشاب والعطارة والثمار البلدية تعمل على علاج الكثير من الأمراض، وتشير إلى أن هنالك طلبات خاصة من بعض المناطق لهذه الأعشاب، وتوضح أن من بين المعروضات (الحلوق) لعلاج تقلبات المعدة، حيث يؤكل ثماره وهو يجنى من شجرة (الدليب)، وهنالك (عرق أبو عشة) أو (فتاشة) ويستخدم لدحر الحسد والعين من الأطفال حيث يحرق ويبخر به الأطفال، وأشارت إلى أن هنالك عشباً آخر لعلاج (اليرقان) المعروف محلياً في منطقة “رشاد” باسم (البايل) و(الغبيش) لعلاج مرض الكلى (وعرق الكيل) لعلاج مرض سوء الهضم و(الكركر) لعلاج مرض السكري وضغط الدم (وأم قليلة) لعلاج أمراض متنوعة.
واكتسبت مدينة “رشاد” الجميلة أهميتها من كونها منطقة تاريخية، حيث يتوسطها منزل الحاكم العام أبان الاستعمار البريطاني للبلاد.
وأهم المعالم في المدينة (جبل أبوعنجة) وسلالم (جبل الحوش) والخزان القديم والمباني الأثرية ذات الطابع المعماري الإنجليزي و(جبل تيمن) من الجبال العالية يقع شمال غرب “رشاد”، ولا ننسى خارج المدينة (خور الشوم) و(خور العواي) الذي يعتبر من أكبر الخيران التي تغذي (خور أبو حبل) ومنه إلى “النيل الأبيض” وسُمي هكذا نسبة لأن الخور تعبره كميات ضخمة من المياه تحدث صوتاً أشبه بـ(العوي) الصوت العالي الذي يسمع من مسافات بعيدة وسُمى (الشوم) لأنه يتشاءم به الناس في الخريف حينما يهمون قطعه وهم في طريقهم إلى “أبو جبيهة”.
ويرتبط دائماً هذان الخوران بذكريات لدى عابريهما خاصة وإن كانت الرحلة في موسم الخريف حيث يتوقف الكثيرون لالتقاط الصور التذكارية لتوثيق لحظات بين أشجار(التيك) و(السدر) و(الطلح) و(الكرسان)، وفي منطقة (تجملا) نجد أشجار (المانجو) و(الرمان) و(الريحان).
وتعرض النساء مشغولات فخارية رائعة الشكل منها القوارير وبرادات الشاي وطقم الجبنة والقُلل الصغيرة، وتتميز المنتجات الفخارية بالمتانة ومزينة بنقوش هندسية وألوان جذابة غاية في الروعة، وتستورد المنتجات الفخارية من مناطق (طنطاي) و(خور الرملة)، حيث تتميز المنطقتان بطين لزج يصلح للصناعات الفخارية.
ويوجد في سوق المدينة العسل الأصلي الذي يورده التجار من مناطق (تبدون) و(أقد) و(ستيب) و(أم دافوق) التي تقع في الحدود مع دولة “إفريقيا الوسطى”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية