شهادتي لله

الحركة الوطنية للتغيير .. مرحباً

{ سرني إعلان مجموعة من القيادات السياسية وصفوة من المثقفين والأكاديميين، تشكيل حزب سياسي جديد باسم (الحركة الوطنية للتغيير)، وفي مقدمة المؤسسين رئيس وزراء السودان الأسبق الدكتور “الجزولي دفع الله”.
{ مبعث السرور أننا في الساحة السياسية السودانية في حاجة ماسة إلى أحزاب (حقيقية) تعمل، تجتهد وتقدم (بدائل) سياسية وفكرية واقتصادية، وتطرح مشروعات ومبادرات للتلاقي الوطني، ولترميم علاقاتنا الخارجية في محيطنا الإقليمي والدولي، من الشرق الأوسط إلى الشرق الأفريقي، إلى الغرب الأوربي والأمريكي، لتحقيق مكاسب تتعلق باستدامة الاستقرار والسلام والتنمية والرفاهية لشعب السودان.
{ أظن أن (الحركة الوطنية للتغيير) سيكون حزباً (حقيقياً) فاعلاً، وموجوداً، ولديه حظوظ في كسب ثقة قدر مناسب من (الناخبين) السودانيين عند أوان الانتخابات، خلافاً لأحزاب (كرتونية) ووهمية، لا هيئات لها، ولا مكاتب ولا دور، ولا مؤتمرات عامة.. بعضها يشارك في السلطة، وبعضها موجود في المعارضة (بالحلقوم فقط) والتصريحات على صفحات جرائدنا!! حيث لا وجود لها في الشارع، لا بين (الإنس)، ولا حتى (الجن)!!
{ بمعرفتي لأسماء مؤسسي (الحركة الوطنية للتغيير)، أتنبأ لهذا الكيان بوضع مختلف، يتجاوز محطة (الخارجين) على (المؤتمر الوطني) سواء (بالغبينة) أو بالتهميش والأعفاء من المناصب، أو بالخلاف مع قيادته في آراء ومواقف سياسية.
{ عدد من مؤسسي الكيان الجديد كانوا من عضوية (الحركة الإسلامية) و(المؤتمر الوطني)، لكنهم يؤسسون هذا الحزب في لحظة صفاء (نفسي) و(سياسي)، غير متأثرين بآثار عملية (جراحية) قريبة، أو (صدمة) حديثة مع حزبهم (الأم)، فقد تباعدوا عن ذاك (التنظيم) منذ سنوات بعيدة، لأسباب مختلفة، بعضها (عام) وبعضها (خاص). المهم أن (ردة الفعل) غير واردة في قرار قيام (الحركة الوطنية للتغيير) وهذا ما يجعلها – الحركة – قادرة على العطاء بتجرد وصدق، التزاماً بمبادئ وأفكار.
{ لم يجمعني بهذه المجموعة لقاء قريب، ولا هاتفني ولا هاتفت أحدهم، ولا أشعر برغبة تدفعني لذلك، غير أنني أشجعهم للمضي قدماً، لأن احتكار (السلطة) و(الفكرة) و(القرار) لفئة قليلة ومحدودة، عدداً وأفقاً، لن يقدم بلادنا، بل سيجرها للوراء كل صباح، ويدفع بها من (حفرة) إلى (حفرة)، ومن (ورطة) إلى (كمين) داخلي وخارجي.. من الأقربين والأبعدين!!
{ مشهد علاقاتنا (الخارجية) وقراراتنا السياسية (الداخلية)، يؤكد أن دولتنا في حاجة إلى (منظّرين) و(مفكرين) في (دسك) القرار السياسي، لا مرتجلين ومجربين حيث لا ينفع الارتجال، ولا ينجح التجريب غير (العلمي).
{ بلادنا منكوبة بالكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، من الأواسط إلى الأطراف، وبالتالي فإن (العلاج) الناجع لا بد أن يكتب روشتاته أطباء مهرة، خبراء وحكماء في معتركات السياسة والمجتمع.
{ كثرة (الأحزاب) غير مطلوبة، بل هي أمر (شائن) وقبيح يدل على العبث والفوضى في الممارسة السياسية، والمراقب للحال البائس لبعض أحزاب (الحكومة) و(المعارضة) وأعداد الأحزاب المسجلة لدى مجلس التنظيمات السياسية التي تبلغ (العشرات)، يصيبه الإحباط، وتمتد أمامه دوامات (السواد). أحزاب لا تعرف اسم قيادي فيها سوى (رئيس) الحزب الذي ضمن لنفسه وزارة أو رئاسة لجنة في البرلمان!!
{ أمريكا، بكل عظمتها ومكانتها المرموقة في العالم، يتنافس على مقعد رئاستها وحكومتها وبرلمانها بغرفتيه (الشيوخ) و(الكونغرس)، حزبان فقط، بينما ينزل الانتخابات في بلادنا (ثمانون) حزباً!! غالبيتها العظمى لافتات غير (مضيئة)!! أفضل منها (دكاكين) القطاعي في الحواري و(الحلال)!!
{ تكوين (الحركة الوطنية للتغيير) بمثابة دلق قارورة مياه (باردة) على جسد (المؤتمر الوطني) النائم في العسل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية