أخيره

اختصاصي مناظير الجيوب الأنفية د. "هارون أبو آدم" في (ونسة) خفيفة

أراد أن يكون طياراً، لكن القدر أراده طبيباً مشهوراً.. برع في مجاله داخل السودان وخارجه، وكان الأول بين أقرانه.. حصل على العديد من الشهادات العلمية من الجامعات الخارجية، ومارس الطب في مستشفياتها.. حاولنا التعرف على جوانب مختلفة من حياته.. أين كان ميلاده.. وأين كانت بدايات تعليمه.. مدن راسخة بذاكرته داخلياً وخارجياً.. أيام الفرح التي عاشها وأيام الحزن.. هوايات ظل يمارسها.. زملاء دراسة.. نادٍ يحرص على تشجيعه.. نقدمه للقارئ عبر هذه المساحة، وكان سؤالنا الأول له:
} من أنت؟
– “هارون أبو آدم حماد”.. من مواليد منطقة (أم خروبة)، وهي منطقة تقع في منتصف الطريق بين (نيالا) ومحلية (كبوم) معقل العسل في (نيالا)، وهي في قلب دار (بني هلبة). تلقيت تعليمي الابتدائي في (ذات الرئيسين) بنيالا الجنوبية، ومن ثم التحقت بـ (نيالا الأميرية الوسطى)، ثم (الفاشر الثانوية)، وأكملت بمدرسة (بورتسودان الثانوية).
} وما هو السبب؟
– أذكر عندما كنت بالصف الثالث الثانوي، عُقد امتحان على مستوى كل المدارس الثانوية بنين وبنات لاختيار طالبين يمثلان السودان للطواف بمعظم المدن الكندية، لتوضيح أين أنفقت الأموال التي قدمت في مشروع حملة التحرر من الجوع وسوء التغذية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية، وكنت واحداً من الاثنين اللذين وقع عليهما الاختيار للسفر إلى كندا، وعندما عدت كان العام الدراسي يكاد ينتهي، وكنت مصراً أن أجلس لامتحانات الشهادة الثانوية ولا توجد مدرسة لإكمال المقررات فيها إلا مدرسة (بورتسودان)، وهذا سبب إكمالي المرحلة الثانوية بها.
} هل تذكر بعضاً من زملاء الدراسة بتلك المرحلة؟
– الزملاء كثر، ولكن أذكر منهم الدكتور الآن “عبد الرازق الزين”، ودكتور “محمود بخيت”، ودكتور “إبراهيم سكر”.
} وبعد (بورتسودان الثانوية)؟
– التحقت بجامعة الخرطوم كلية العلوم، ولكن وقتها كانت رغبتي العمل في مجال الطيران، فدخلت العديد من المعاينات ولكن لم أوفق.
} وماذا فعلت.. وهل فقدت فرصة الجامعة؟
– أبداً.. عدت مرة أخرى إلى الجامعة لأن العام الدراسي لم ينته، ونجحت ووزعت ضمن طلبة كلية الطب.
} أول محطة عملت بها بعد التخرج؟
– عملت خلال فترة الامتياز بمستشفى (السلاح الطبي) وستة أشهر بمستشفى (الخرطوم)، وفي (السلاح الطبي) الجراحة العامة تحت إشراف المرحوم “علي الفاضلابي” والدكتور “بلال”، وأمراض النساء تحت إشراف المرحوم “شرف الدين الطيب”، والعظام بمستشفى (الخرطوم) ضمن وحدة مستر “آدم فضل الله” والدكتور “ريتشارد”، والباطنية بوحدة “الضو مختار”.
} والمحطة الأخرى؟
– عملت طبيباً عمومياً بجنوب كردفان.
} ولماذا التخصص في مجال الأنف والأذن والحنجرة؟
– لأنها جراحة تكون في المناطق المظلمة قبل التشخيص والعلاج بالمناظير.
} وأين كانت دراستك؟
– بالكلية الملكية بدبلن.
} شاعت أمراض الجيوب الأنفية.. ما هي أسبابها؟
– أمراض الجيوب الأنفية لا تحدث بسهولة، وإذا أصابت الإنسان لا تطيب بسهولة، وفي الغالب تحتاج إلى جراحة مناظير.
} ما هو السبب الرئيسي لها؟
– اعوجاج في حاجز الأنف أو لحميات في الأنف والتهابات الحساسية المزمنة، أو أي أمراض حميدة أو خبيثة في مجرى الأنف.
} والتشخيص؟
– تشخيص التهابات الجيوب الأنفية لا يكون دقيقاً إلا عن طريق الأشعة المقطعية بالكمبيوتر.
} هل هناك فرق بين الجيوب والحساسية؟
– التحسس أو الحساسية، عبارة عن تفاعل الأغشية المخاطية والغدد المخاطية نتيجة وجود عامل خارجي أدى إلى هيجان الأغشية وحكة في الأنف وعطس.
} ما هي الأشياء التي تؤدي إلى الحساسية؟
– العطور، الصابون، المأكولات، والمشروبات وبعض الأشياء التي يستنشقها الإنسان مثل الزهور ومخرجات الألبان.
} بعد حصولك على الزمالة.. أين كانت محطتك الأخرى؟
– عملت باسكتلندا، ثم المملكة العربية السعودية المنطقة الشرقية، ثم جئت مختاراً للعمل بمستشفى (الرباط الجامعي) وجامعة (الرباط)، وكنا ثمانية لواءات وستة عمداء، وكان ذلك في عهد الفريق آنذاك “عبد الرحيم محمد حسين”.
} والآن؟
– أعمل في عيادتي في جراحة المناظير.
} إذا أعدناك للوراء.. هل كانت لك هوايات؟
– مارست معظم الرياضات، كرة القدم والسلة والطائرة، ومثلت (داخلية النجومي) بـ(الفاشر الثانوية) في معظم الرياضات، بالإضافة إلى النشاط الثقافي والأدبي.
} هل كان لك نادٍ تحرص على تشجيعه؟
– الهلال بدون تعصب، ومشاهد جيد لمباريات كأس العالم والبطولة الأفريقية والأمم الأوروبية.
} وفي مجال السياسة.. لمن كنت تنتمي؟
– لم تستهوني السياسة، ولكن بالسنة الأولى بالجامعة انضممت إلى رابطة شباب حزب الأمة، ولكن لم استمر فيها.
} وكيف كانت قراءتك؟
– كنت محباً للأدب الإنجليزي، وساعدني في ذلك أنني كنت من المبرزين في اللغة الإنجليزية، كما اطلعت على كتب “سيد قطب” و”حسن البنا”، وأحببت الأدب والشعر.
} من أيام الفرح التي عشتها؟
– عندما نجحت في امتحان الزمالة، وكنا وقتها ستة وعشرين ممتحناً.. كنت الوحيد الذي نجح.
} وأيام الحزن؟
– عندما وصلني نبأ وفاة والدي، وأنا استعد لدخول امتحان الزمالة.
} مدن عالقة بذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
– خارجياً دبلن، التي أعدّها المدينة الثانية بعد الخرطوم.. ثانياً كندا التي زرتها وأنا طالب بالمرحلة الثانوية.. ثالثاً مدن المنطقة الشرقية الدمام الخُبر الظهران، وداخلياً كوستي.
} ما هي علاقتك بالسوق؟
– لست من محبيه، وإذا دخلته تعجبني القمصان.
} والمطبخ؟
– نحن من منطقة الرجل فيها ليست له علاقة بالمطبخ.
} يقال إن الرجل يخاف من امرأته؟
– عيب عندنا أن يخاف الرجل من امرأته، فهناك احترام بين الرجل وزوجته، وكل واحد منا له دور يقوم به، لن نقلل من شأنها ولا نحتقرها، فالاحترام بيننا متبادل، والحكامات في مناطقنا تلعبن دوراً كبيراَ في الحرب أو في السلم، والنساء في مناطقنا يركبن الخيل ويحاربن ويشاركن في المعارك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية