"هالة عبد الحليم"… الواقعية السياسية
– 1 –
} محاولات (النقد الذاتي) لتحالف (المعارضة) التي تمارسها من حين لآخر رئيسة حركة (حق) الأستاذة “هالة عبد الحليم”، تؤكد أنها (سياسية) واقعية من طراز مختلف، تعرف الفرق بين القدرة على (الفعل)، والقدرة على (طق الحنك).
} بعدد (المجهر) الصادر أمس وجهت “هالة عبد الحليم” جملة انتقادات جديدة لتحالف قوى (المعارضة)، وهي عضو فاعل بهيئته القيادية، وقالت إن طريقة بعض (قوى الإجماع) في وضع (شروط) على منضدة الحوار مع الحكومة قبل الإبحار في التفاهمات، لا يضعف النظام بل يضعف قضية المعارضة. وأشارت المحامية “هالة” إلى أن منهج (التحالف) مبني على الهتافات الداوية والشعارات العنترية دون استخدام الحنكة السياسية والنقد المسؤول.
} ورغم أن زعيمة (حق) أكدت أن دعوة (المؤتمر الوطني) للحوار تهدف للالتحاق بقطار السلطة، وأن (تحالف الحكومة) الجديد مع بعض الأحزاب يقوم على أساس (أيديولوجي) ويتنافى مع الفكرة (القومية)، إلاّ أنه بدا واضحاً من نبرة خليفة سيدة (اليسار) الأولى، الوطنية الشاهقة “فاطمة أحمد إبراهيم” – متعها الله بالصحة والعافية – أنها محبطة للغاية من النهج المتعثر لتحالف (الليبراليين) السودانيين الذي يقوده المحامي المخضرم “فاروق أبو عيسى”.
} “هالة عبد الحليم” صوت (عقلاني) مميز داخل هذا التحالف، وكنت آمل لو أن (الحرس القديم) سار على طريق (التغيير)، وانسحب من الصف الأمامي لصالح “هالة” وجيلها من شباب جيل (الواقعية السياسية).
} أفسحوا لـ”هالة” يفسح الله لكم.. فالنظام لن يسقط بالأماني العذبة، ولن ترتقوا معه لتفاهمات عبر بوابة (الادعاءات).
– 2 –
} معتمدو (محليات) ولاية الخرطوم يحاربون (الصحف).. مؤسسات السياسة والثقافة والتنوير، ومنابر الرأي العام، ويقطعون أرزاق آلاف الأسر، بإزالتهم لأكشاك بيع الصحف بدعوى التخطيط والتجميل!!
} بينما يقتلع هؤلاء أكشاك الجرايد، ويستهدفونها مع سبق الإصرار والترصد، فإن مجاري الصرف الصحي تطفح في محلياتهم على الطرقات العامة، وتتناثر أكياس النفايات خلف سيارات (النظافة)، وتغرق الشوارع في بحيرات جراء انفجار شبكات مياه الشرب، حيث لا رقيب على الشوارع، ولا على عمال هيئة المياه أثناء وبعد صيانة الأعطال عندما يغادرون مخلِّفين (حفراً) و(جبالاً) من الأطيان!!
} (المعتمد) الذي يزيل كشكاً للصحف، ثم لا يستبدله – عاجلاً – بآخر يناسب (المظهر الحضاري) لمحليته، ليس معتمداً، ولا مؤتمناً على مواطن تلك المحلية.
} أصحاب هذه الأكشاك ليسوا تجاراً في (العملة) الأجنبية، ولا هم مصدرون ولا موردون، ولا يبيعون سلعاً ترتفع أسعارها كل (يوم) بالجملة والقطاعي، بل هم مواطنون غلابى يقدمون (خدمة ثقافية) في زمن اندثر فيه الكتاب، المجلة والجريدة، وسادت فيه فيديوهات الأفعال الفاضحة المنتجة محلياً التي يُعاقب (فاعلوها)، لا مروجوها بأربعين جلدة وثلاثة آلاف جنيه غرامة!!
} المفروض أن تدعم (الولاية) و(المحليات) انتشار (المكتبات)، وتعفي أصحابها من الرسوم وتعاملها معاملة أكشاك ومراكز بيع المواد الاستهلاكية التي أنشأتها حكومة الولاية في الأحياء لتخفيف وطأة الأسعار، ولم تنجح الفكرة، ولم تنخفض الأسعار!!
} أكشاك الجرايد أهم من أكشاك الولاية للسلع الاستهلاكية، حيث لا فرق بين أسعارها وأسعار السوق!!