كمبارس وتمومة جرتق
لو كنت من الناشطين ضمن مجموعات ما يسمى أبناء المنطقتين لطالبتهم بالبحث عن سبيل للتواصل مع إخوتهم المنتمين للتمرد وقطاع الشمال لا من أجل جلب أولئك الذين بالخارج إلى الصف الوطني ولكن على الأقل ليكون لهم تأثير وقول وحضور في مواقف القطاع وإلا يكونوا محض (طراطير) ضمن وفد “ياسر عرمان” الذي يتحدث باسمهم ويفتي ويقرر وهم سكوت لا يتحدثون إلا بإصدار بيان يشيدون فيه بمواقف الحلول الداعية لحلول قومية حسب زعمهم وأنهم ضد حل يرتبط بجنوب كردفان أو النيل الأزرق.
إن الانتقادات والمناشدات من جانب “عفاف تاور” وغيرها من القيادات والقياديات للحكومة لا معنى لها، فالبروفسور “غندور” لو لم يضع أصلاً في اعتباره هموم مواطنيه بالمنطقتين ورغبتهم في السلام لكان قد قبل بأي طرح من الطرف الآخر و(انتهينا)، لأنه وحسب مراقبتنا ومتابعاتنا فإن كل الحلول والمقترحات الحكومية إنما تستهدف أهل الضرر من المواطنين ولهذا يظل التمسك بحرفية ما ينص عليه موضوع التفاوض أمراً مهماً لأن المشكلة محددة ومعروفة وواضحة وبالتالي فالأصوب والأفضل أن تبذل الجهود في التقريع واللوم والمناشدة لحاملي السلاح “فيليب نيرون” و”جقود” و”عبد العزيز الحلو” و”عزت كوكو” فهؤلاء لو كانوا حقاً فاعلين ومؤثرين لما أعجزهم “ياسر عرمان” وأجلسهم إلى جواره (ديكور) وتميمة تجلب له ثناء العالم لاهتمامه بقضية أولئك الرجال وأهلهم وهو لا ينتمي جغرافياً للمنطقة ولا يمثل حكومة حاكمة ليقول أحدهم إن منصبه قومي !
إن على الجنرال “خميس جلاب” وغيره من الذين لديهم تحفظات أو مواقف إصلاحية لصالح السلام في جماعة التمرد التحرك بإيجابية وحسم داخل الحركة الشعبية نفسها، فتحرير خطاب لأمبيكي رئيس الآلية لا يعني شيئاً، ولو تم حشوه بالشتائم والسباب لأن التساؤل الأول والموضوعي سيكون طالما أن المتمردين أنفسهم لهم هذه الآراء في من يسمى قائداً عليهم، فلماذا الإبقاء عليه وتقديمه فطالما أن الأغلبية ضد “ياسر عرمان” فكيف يستقيم عقلا ومنطقا أنه يخيف كل هؤلاء الذين يعجزون عن إزاحته وما أسهل ذلك وبعشرات الطرق السلمية بالطبع حتى لا يظن أحد أننا ندعو لتسوية ذلك عن طريق العنف.
طالما أن المتمردين من أبناء جبال النوبة والقيادات منهم قانعون بالوقوف في موقف (الكمبارس) و(تمومة جرتق) فلن تنحل عقدة التسوية سريعاً وعاجلاً، لأن الواقع سيظل تفاوضياً قائماً على تمسك الحكومة بالحل وفق اختصاص التفاوض بينما يحشر قطاع الشمال أجندته السياسية المحلية والدولية في المسألة فلا يلتقى الطرفان أبداً ولهذا فثمة مجهود يبذل بين أبناء المنطقتين بالطرفين حكومة وتمرد للتوصل أولاً إلى معالجة في وضعية من هو المخول له ومصرح له بقيادة الموقف من القضية هل هو “ياسر عرمان” أو غيره فإن لم يحل هذا فلا فائدة.
انتقاد متمردي قطاع الشمال من أبناء جنوب كردفان على الصحف ومن فوق الإذاعات لن ينجز تقدماً.