غرور القوة
غرور القوة مدمر لبعض الناس.. “صدام حسين” كان على رأس بلد جمع له الله كل أسباب القوة. إنتاج بترولي يزيد عن الحاجة ويصدر جزء كبير منه. عائد كبير من العملات الصعبة بسبب فائض البترول. وبعكس كل دول الخليج البترولية. أنعم عليه بأرض خصبة يشقها نهران دائمان وأمطار وموسم الشتاء.. هو بلد اجتمعت له كل أسباب القوة. وظف كل هذه الثروات نحو بناء جيش قوي. وكليات في كل التخصصات تخرج له في كل عام آلافاً من العلماء في مختلف المجالات.
وجد “صدام” كل هذه القوة تحت يده. بنى جيشاً قوياً له آلاف المقاتلين وآلاف الدبابات وقطع المدفعية. غرور القوة هو الذي دفع “صدام” إلى أن يتحرش بإيران. ودخل معها في حرب مدمرة التهمت نصف جيشه. وفي النهاية تركته وهو يطلب النجدة من جيرانه.. وفي أواخر الحرب كانت القوات الإيرانية تحاصر البصرة وهي مدينة داخل العراق بعد أن كانت قواته داخل إيران.
لو كان “صدام” وظف عناصر القوة لديه توظيفاً صحيحاً لأصبحت العراق أقوى دولة في المنطقة ولطلبت كل الدول ودها، ولكنه أنفق كل الثروة في إنشاء أحزاب ورقية ودمر نصف الجيش العراقي في حرب لا داع لها مع إخوة الدين.
وهم الانتصار على إيران دفعه لارتكاب حماقة أخرى مع الكويت، وأغراه صغر حجم الكويت وقلة عدد سكانها. ونسى أن العالم تغير وأنه غير مسموح بتغيير موازين القوة في المنطقة، جاءته أمريكا وأخرجته من الكويت بعد أن دمرت جيشه كله تقريباً. غروره صور له إمكانية الانتصار على أمريكا بعد أن خافت من كل دول المنطقة فدخل في حرب معها أتت على ما تبقى من جيشه.
} كان بإمكان “صدام” بناء أقوى دولة من ناحية التكنولوجيا. ولكنه بدلا من ذلك أدخل العراق في حروب لا داعي لها وأخيراً وقع العراق تحت الاحتلال وتمزق جيشه إلى مليشيات يحارب بعضها بعضاً وانتهى العراق.
لم يتعظ “صدام” بما حدث لطاغية آخر سبقه هو “هتلر” الذي بني جيشاً قوياً له آلاف المقاتلين والدبابات والطائرات وكلها كانت تصنعها ألمانيا. بعد أن رأى كل الأسباب مجتمعة لديه وأن جيرانه أضعف من أن يقفوا بوجهه أخذ يتحرش بهم. ويبحث عن مبرر لشن الحرب عليهم. فغزا الدولة الضعيفة وسيطر عليها. ليته اكتفى بالدولتين اللتين غزاهما ولكنه رآها فرصة لاحتلال كل غرب أوروبا. كيف لا وبيده أقوى جيش في العالم والمصانع تزوده في كل عام بالمزيد من الطائرات والدبابات وكعادة كل المغرورين أراد أن يؤكد لمن حوله أنه أقوى منهم فاحتل كل الدول التي لها حدود مشتركة مع ألمانيا والأخرى التي ليس لها حدود مع دولته. أغرته الانتصارات السهلة في البداية. وما درى أنه الله يستدرجه ليمضي إلى نهايته المحتومة. وكما يحدث دائماً مع الطغاة اجتمعت كل دول العالم عليه وهزمته واحتلت أرضه واقتسمتها في ما بينها.
ليت كل الطغاة في العالم يتعلمون من دروس “صدام” وألمانيا النازية، والله لن يترك عالمه هذا في يد رجل واحد يديره كيف يشاء ولا بد أن يسلط عليه آخر يعطيه من أسباب القوة ما يجعله أقوى منه، وليت الطغاة يتعلمون.
> سؤال غير خبيث
كان العراق البلد البترولي الوحيد الذي ينتج غذاءه فكيف أصبح البلد الذي لا يوجد به جيش؟.