حوار "الخرطوم" قبل "أديس أبابا"
} بقراءة موضوعية لمشهد المفاوضات الأخيرة بين الحكومة ومتمردي (قطاع الشمال) في “أديس أبابا”، لا يتوقع أن تحقق الجولة القادمة أي تقدم ملحوظ، ما لم تتنازل الحكومة وتوافق على اعتماد (الاتفاق الإطاري) الموقع في (28) يونيو 2011 (نافع – عقار)، الذي اصطلح على تسميته معظم المراقبين بـ(نيفاشا “2”).
} وإذا تنازلت الحكومة (قيد أنملة) فعلينا أن ننصب (صيوانات عزاء) جديدة في الوطن بدار (المؤتمر الوطني) بشارع (أفريقيا)!!
} من الحكمة أن تخاطب الحكومة السيد “أمبيكي” صاحب (مقلب) بل (مأزق) بل أزمة (14 ميل) الشهيرة، فهو الذي أقحمها في (خريطته) المفخخة الشهيرة ضمن المناطق المتنازع عليها مع دولة جنوب السودان، أقول من الحكمة أن تخاطب الحكومة الوسيط “أمبيكي”، وتطلب منه تأجيل موعد الجولة القادمة لشهر، وليس أقل من شهر، بسبب ارتباطات طارئة داخلية وخارجية للسيد مساعد رئيس الجمهورية، رئيس وفد الحكومة المفاوض.
} خلال هذا الشهر تتقدم مفاوضات (المؤتمر الوطني) الأهم مع القوى السياسية في الداخل، وعلى رأسها أحزاب الأمة القومي، والاتحادي الديمقراطي بأجنحته المختلفة والمؤتمر الشعبي، وتحالف قوى الإجماع الوطني الذي يضم (الشيوعيين) و(البعثيين) و(الناصريين) وحركة (حق) وحزب (المؤتمر السوداني) وآخرين.
} أي تقدم يتحقق داخلياً، هنا في “الخرطوم”، يمثل (قوة ضغط) رهيبة على حركة (عقار – عرمان – الحلو)، ولا أدل على ذلك من تصريحات “عرمان” المتوترة من التقارب الأخير بين (الوطني) و(الشعبي)!! ثم تصريحات “مناوي” نائب رئيس (الجبهة الثورية) المناوئة لحزب الأمة القومي وتحميله مسؤولية (تفكك) تحالف المعارضة بالداخل!!
} عندما يذهب بروفسور “غندور” إلى “أديس أبابا” مسنود الظهر من “الخرطوم” بحالة حوار سياسي وتلاقٍ وطني (حقيقي) وليس (تمثيلي) ولا (تكتيكي)، وغايته ليست جولة تفاوض قادمة مع فصيل (متمرد) لا يمثل ثقلاً سياسياً لا في (مركز) البلاد، ولا في أطرافها المختلفة، فإن ذلك يمثل أكبر دعم لنجاح المفاوضات مع هذا الفصيل المتنطع استناداً إلى قوة (عسكرية)!!
} أما السفر إلى “أديس” هكذا.. بقلوب مفتوحة، ونوايا حسنة، وملفات بيضاء إلا من القرار (2046) الملغوم، فإن ذلك مثل سفر السحاب الخُلَّب، لا مطر فيه!!
} الأقوم أن يتحلى وفد الحكومة المفاوض بالصبر والأناة على تفاعلات حوار “الخرطوم” فإن نتائجه الإيجابية المتوقعة حسبما أفاد الشيخ “الترابي”، فإن في ذلك دفعة (سياسية) و(معنوية) للوفد، فإذا اقترب (الشعبي) اقتربت (العدل والمساواة)، وهذا مما يثير أعصاب “عرمان” و”مناوي” و”عبد الواحد” ويجعل كل واحد منهم يسعى للحاق بقطار الوفاق قبل الآخرين.
} تمهلوا فإن حبل المهلة (يحل ويربط)، و(السايقة واصلة)..
} وسبت أخضر.