أخبار

كاتيوشا

قذائف (الكاتيوشا) التي ظلت تسقط على حاضرة ولاية “جنوب كردفان” و”كادوقلي”، كلما أرادت الحركة الشعبية وقطاعها القول (نحن هنا)، لن تفعل شيئاً سوي رفع أسهم الاستثمار في بورصة كراهية “عرمان” والذي لم يعد يملك وزناً إلا بماسورة (الراجمة)، فحلفاؤه الجنوبيون في (تولا) وحركات دارفور احتقرت الرجل بالقدر الذي جعلها تشتمه على مواقعها ووصفه بأنه رجل الصف الأول، نعم لم يعد الرجل يملك قيمة أو حيلة، فقد انقسم حلفاؤه بالأمس والحركة الشعبية إلى ثلاث فرق متناحرة واحدة بقيادة “سلفا” وأخرى يقودها “مشار” وفريق ثالث يقوده “دينق الور”، أما حركات دارفور فإنها في الغالب ستمضي إلى تسوية ما خارج أسوار (جبال النوبة) ومن ثم فلن تبقى مع الثائر المتوحد إلا ثلة من الباحثين عن الوجاهة أو صناعة اسم من بعض النكرات الذين لا يعرف أغلبهم (الحركة الشعبية) التي تزعم أنها نصيرة أهل الهامش والمساكين وأبناء المهمشين، إنما تواصل بمثل هذه الأعمال منهجها في تعذيب أولئك الناس في الأطراف، فمثل هذه التصرفات الصبيانية لن تسقط الحكومة بالخرطوم ولن تهز عرش أحد، ولن يتضرر منها الحزب الحاكم، وسيموت أبناء الجبال بقذائف من يرفعون رايات تحريرهم، وستدمر القذائف منزلين أو عشرة سيتم لاحقاً اكتشاف أنها بيوت فقراء ومعدمين حتى هذا القليل الذي ادخروه أهدره تصرف نزق مثل القصف والذي يتم ليثبت المتمردون أنهم في ميدان المعركة وأنهم أقوياء!!
إن هذه الاعتداءات الجبانة تؤكد عندي أن (قطاع الشمال) إنما يتسوق بأهل تلك المناطق، وقد تعجبت والله حد الدهشة وأحدهم ويدعى “جاتيقو أموجا” (القيادي بالشعبية شمال) يعلن أن أهل الجبال يقفون وبقوة مع الطرح الذي دفع به “عرمان”، ويتمسكون في المعسكرات بقضايا الحريات العامة والمفصولين والمؤتمر الدستوري وهيكلة الدولة السودانية!!! ولا أعلم على وجه التعيين والدقة مصلحة مواطن في منطقة حرب وقتال وخدمات منهارة بالمؤتمر الدستوري وتلك الترهات المذكورة، إذ لو كنت متضرراً على ذاك النحو، فالطبيعي أنني أنشد السلام ووقف الحرب والموت والبحث عن أعمال منطقتي ولا أظن أن هناك نازحاً أو متأثراً بأزمة ومشكلة في هذه الديار بطول السودان وعرضه سيكون مهموماً بالمؤتمر الدستوري وحذلقات السياسيين أكثر من مطالبه الخاصة
أن الحل في قضية دارفور والمنطقتين لن يكتمل أو تبرز ملامحه إلا إذا نهض أبناء تلك المناطق بأنفسهم وخدموا قضاياهم بدلاً من أن تكون سرجاً مرمياً بالعراء يمكن لأي لص أو انتهازي وضعه على ظهر أية مشكلة وغرض مثلما نرى الآن في كثير من القيادات السياسية بالداخل والخارج والتي تجعل من أزمات الولايات مورداً للتكسب السياسي والتنفيذي وذيوع الصيت وكم شهدنا اتفاقيات سلام توقع ويأتي الثوار ليشيدوا لأنفسهم الأرصدة والدور والعمارات الشوامخ ويتم نسيان المساكين الذين كان باسمهم تتم المزايدات والصفقات والتنديدات، إنه رزق الهبل على المساكين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية