رأي

تعمير حلفا والشرق

أعلن صندوق إعادة بناء وإعمار وتنمية شرق السودان عن اكتمال الترتيبات لبدء العمل في تأهيل مشروع حلفا الجديدة الزراعي بتمويل بمبلغ 50 مليون دولار مكون محلي من بنك التنمية الإسلامي بجدة.
}ويشمل العمل تأهيل المشروع. وعندما نقول إعادة تأهيل فإننا نعني أن البنية الأساسية للمشروع في حالة انهيار ولم تعد مؤهلة للإفادة منها في عملية الإنتاج. ويلاحظ هذه الأيام أن معظم المشاريع الزراعية تبدو وكأنها شاخت لأن الحاجة للتأهيل دليل على أنها لم تعد منتجة.. والمعروف أن مشروع حلفا الجديدة لا يزال في شبابه مقارنة بمشروع الجزيرة وهذا يطرح العديد من الأسئلة:
أين كان الخبراء الذين يديرون العمل والمشروع يصل إلى نقطة قريبة من الصفر. لماذا لم ينبهوا الناس منذ البداية. أما كان من الممكن مثلاً في الموسم الصيفي الماضي زراعة كل المساحات بالذرة وقد كان الخريف جيداً جداً وبيع محصول الذرة الذي نبت في الموسم الماضي؟ وأنا أقول الذرة لأنها محصول مضمون التصريف في السودان الذي يعيش غالبية أهله على استهلاك الذرة باعتبارها الغذاء الرئيسي. لا أصدق أن محصول الذرة لم يكن ناجحاً في الموسم الماضي لأن نفس المحصول أحرز نجاحاً في بيئة القضارف القريبة.
} ونحن نعرف أن حلفا الجديدة معروفة بأنها تحتضن أنجح مشروع لإنتاج السكر وفي أحد المواسم في العهد المايوي لم يجد رئيس ذلك النظام ما يشيد به سوى مشروع السكر بحلفا الجديدة من بين كل المشاريع في السودان فهل مصنع السكر ما زال محافظاً على مكانته أم تدهور هو الآخر؟
} إن المواطنين في حلفا الجديدة قدموا من منطقة تقل فيها الأمطار وبالتالي هم لا يستطيعون زراعة محاصيل تعتمد على الأمطار وتطلب الأمر تدريبهم على الزراعة في بيئة مطرية فهل تم تدريبهم على الزراعة المطرية أم أن الأمور تركت لتمضي بالبركة؟.
} المزارع في تلك المناطق بحاجة إلى إعادة تأهيل ليتعود على الزراعة في بيئة مطرية وعليه أن يوائم نفسه مع مناخ تكثر فيه الأمطار في موسم الخريف فهل يقيم هو نفسه في بيئة ملائمة لذلك المناخ الممطر؟ والمزارع في حلفا اعتاد على زراعة القمح منذ آلاف السنين فهل ما زال يحتفظ بالخبرات التي جاء بها؟
} هذه المنطقة من السودان مؤهلة لتقديم إنتاج كبير في المحاصيل الصيفية بسبب طبيعة الأرض وخبرات السكان هناك في بيئتهم الأولى. ولا أظن الناس في حلفا بحاجة إلى تدريب كثير لتعويدهم على زراعة الذرة أو القطن وهو محصول نقدي فلماذا لا تتم تجربة زراعة أحد هذين المحصولين.
} والمعروف أن المنطقة الممتدة من حلفا حتى إثيوبيا تكثر فيها الغابات فلماذا لم تتم تجربة زراعة الغابات لإنتاج الصمغ العربي وهو محصول نقدي ذو عائد طيب لماذا لم تزرع غابات على طول الحدود مع إثيوبيا خاصة في فصل الخريف الذي يمتد لحوالي ستة أشهر؟
} إن نجاح مشروع حلفا ومعه المشروع المقترح في القاش وطوكر يضمن لنا إنتاجاً وفيراً إضافة إلى تحويل الرعاة إلى مزارعين رعاة، إلى أن يواصلوا الرعي بجانب الزراعة فتضمن استقرار الأسر هناك وعدم هجرتها إلى المدينة.
> سؤال غير خبيث
في السبعينيات سجل مصنع حلفا أعلى أرقام الإنتاج في السودان فلماذا فشل في السنوات التالية؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية