رأي

تأشيرة دخول

ينعقد بالخرطوم هذه الأيام اجتماع مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية وهو اجتماع راتب ظلت المنظمة محافظة عليه وعلى دولة المقر.. السودان.. ومنظمة الدعوة الإسلامية شريط من الذكريات لعشرات السنين حينما كانت الأفكار منتجة والأذهان متقدة وباب الاجتهاد قد فتح في الفقه العملي بعد أن تم وضع الفرشة الفكرية والتأصيلية والتي أثمرت عدداً من المؤسسات والمنظمات والجمعيات الإسلامية ذات الأهداف الواضحة والرؤى البينة والبرامج العملية التي أينعت وأزهرت وأثمرت هذا التحول الكبير الذي شهده السودان والمنطقة العربية والإسلامية عامة.
ويأتي انعقاد مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في هذا الوقت الحرج والمنعطف الخطير الذي تواجه فيه الدعوة الإسلامية قضايا الاختلافات المذهبية وجماعات الأفكار المفخخة والفتاوى المتعجلة وتربص أعداء الإسلام وحربهم الشاملة التي تستهدف الترسانات والبنى الفكرية والنفسية في المقام الأول وإزكاء روح الفتنة والخلاف والمذهبيات والقبليات التي جعلت من العالم الإسلامي اليوم ساحة للاحتراب والاقتتال والدماء والأشلاء والصورة بادية للعيان لا تحتاج إلى شرح أو توضيح..
نأمل وندعو بالتوفيق لهذا الاجتماع وللمنظمة آملين أن يتواصل الشعار الذي جعلته المنظمة عنواناً لها ولافتة رفعتها عبر السنوات:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) فما أحوجنا للحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى في زمن صار قتل النفس المؤمنة فيه أهون على الطغاة من قتل ذبابة أو بعوضة فما فوقها.. وسيبقى وعد الله لعباده المؤمنين قائماً غير كذوب رغم الران والكدر والارتكاس في حمأة المادية والشهوات.. (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) حفظ الله منظمة الدعوة الإسلامية ومجلس أمنائها وقادتها والعاملين معها وفيها، وجعل بلادنا مقراً دائماً للدعوة والإسلام والأمن والسلام .. ومصداً للأهواء التي تريد إطفاء نور الله .. وهيهات.
أبو رزان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية