مريخ "الوالي"..!!
خسر فريق المريخ بطل السودان مباراته الأولى أمام كمبالا سيتي الأوغندي في البطولة الأفريقية بهدفين نظيفين.. إلى هنا والأمر طبيعي، فكرة القدم نصر وهزيمة، ولكنه كان موجعاً هذه المرة لإحساس جمهور عظيم من الرياضيين وعشاق الفريق الأحمر أن الفشل والخيبات قد صارت حرفة مريخية كاملة التفاصيل رغم الأموال المهدرة وحرص رئيس النادي على تدليل اللاعبين والصرف والإنفاق عليهم إنفاق من لا يخشى الفقر، في بيئة تتوفر فيها كل مقومات النجاح والتفوق، ولكن الذي يحدث في كل موسم أن الفريق لا ينجز شيئاً، حتى صار عهد رئيسه الحالي “جمال الوالي” عهداً للهزائم والفضائح والتراجع الكبير لأسهم الفريق الرمز الذي لم يبق له سابق صيته وسمعته، مما يعني أن هناك خللاً جوهرياً في هذا النادي يجب التوصل إليه ومعالجته.
اللاعبون لا يستحقون من هذا الجيل إهدار حرف بشأنهم، فهؤلاء وبشواهد عديدة وموضوعية ظلوا أقبح ملامح الأزمة وأوضح تجلياتها، فمع ما يتوفر لهم ومع العطاء الذي يقدمونه لم يعد من شك في أنهم دخلوا إلى قوائم هذا النادي إما مصادفة وإما مؤامرة، لكن أن يكونوا فعلاً أصحاب قضية بالانتماء إلى هذا الكيان فهذا محل شك عظيم، لأن ما يبذل لهم والمكانة التي حازوها لو أنها منحت لعشرين من عوام الناس من غير المشتغلين بكرة القدم لأمكن تحقيق شيء بهم، ناهيك عن قائمة لاعبين ومنذ سنوات تصرف عليهم الأموال بالعملة المحلية والأجنبية و(الطين في طينو)، ولا جديد يذكر أو يعاد إلا تكرار صبّ اللعنات عليهم.
الخلل إذاً، وبلا مواربة في (الإدارة). وأعتقد أن “جمال الوالي” قد صار لعنة على هذا الفريق ولا أقول جالب نحس، لكنه فيما يبدو يدير الفريق لأغراض ليس من بينها تحقيق منجز كروي، وإلا لاتعظ من السنوات الماضية ولأدار شأنه الفني والاحترافي بمنهجية توفر له في الحد الأدنى وجهاً محفوظ الماء رياضياً، فطالما أن سياسة الإغراء بالمال والبنكنوت وتحسين بيئة اللعب واستجلاب المحترفين من كل أرجاء أفريقيا والعالم، وطالما أن الرجل رجل أعمال حاذق في إدارة المال وجلبه ومن ثم إنفاقه، فالصحيح توفير المليارات وإنفاقها على (صبية) من الأحياء والروابط يتولاهم النادي بالإنفاق والرعاية، إذ من المؤكد أن المحصلة الأخيرة ستكون فريقاً (زي الناس) ولاعبين وطنيين، واعدين أصحاب حماسة، ولكن هذا لم يحدث ولم يفكر فيه “الوالي” في كل سنوات حكمه للمريخ، فصار النادي العريق (تكية) لكل عاطل عن الموهبة وكل سمسار وكل قطب يهمه أن يكون تحت أعطاف رجل الأعمال الكريم!
إن المريخ هذا الذي نعاصره، مريخ منهزم من نفسه قبل أن يدك حصونه الآخرون.. إنه نادٍ للوجاهة وحشود الذين صار الفريق بالنسبة ساحة لإنجازات شخصية، لا حيز فيها لأحاسيس الملايين ممن كتبت عليهم الأحزان وساعات الضجر المقيم.