أخبار

أسرار ياسمين!!

عليك أن تشعر بالفخر وأنت تراها كالنجمة المضيئة في سماء المدينة المظلمة.. وعليك أن لا تدع الضيق والقلق يتسربان إليك كونها تجاوزتك ولم تعد تزجيك حتى السلام عبر الهاتف النقال.. دعها تمضي في علوها وسموها وتتربع على سلم الشهرة والمجد.. فليس ضرورياً أن يعرف الناس أنك صنعتها وطرزت مقعدها الوثير بخيوط حريرية من الصبر والاحتمال حتى وصلت ونجحت وتميزت..!
لماذا تشكو لي صدمتك في نجمة كانت قريبة منك ثم حلقت بعيداً عنك؟! ألم تكن هي نفسها التي كنت لا ترضى أن أمسها بطرف أو أحذرك من كونها متمردة ومنقلبة.. قلت لك يومها لا تفرح بها كثيراً ستتركك وتمضي بعد أن تنتزع منك كل شيء حتى صبرك وحلمك وهدوئك وقلت لك أيضاً: هي تسعى للمجد وأنت تشبه (الطبال) ولن أقول إنها (الراقصة) ولكن كلاكما كان بحاجة للآخر.. هي تريدك عوناً لها وبساطاً وردياً يأخذها حتى نهاية الطريق.. وأنت كنت مبتهجاً بقربها ودفئها.. كانت كالوردة الندية في بستانك الحزين.. تؤنس وحشتك وتمنح لأيامك شباباً ورونقاً وبهاء..!
دعها تمضي يا صديقي إلى حال سبيلها ستجد من تتبناها غيرها وتسهر عليها وتوصلها أيضاً إلى سلم المجد فهذه مهنتك في الحياة (ملحن وموسيقار) والصبايا يطرقن بابك بحثاً عن أغانيك الأنيقة التي من يغنيها حتماً تطبق شهرته الآفاق.. لن تكون تلك التي تنكرت لك هي آخر العنقود.. ثمة أخريات يقفن في طابورك يتمنين أن تكون أباً روحياً لهن وأن تمنحهن بعضاً من رحيقك الفني.. كلهن يتمنين أن يغنين لك.. ويسألن عن رقم هاتفك.. بالأمس القريب هاتفتني مطربة ناشئة بصم لها عشرات النقاد بالكفاءة والأهلية قالت لي: أريده.. أرجوك ساعدني.. هو وحده من سيأخذ بيدي.. أنا على استعداد أن أقدم له أية أغنية يقوم هو بتلحينها وتوزيعها..!
ولكنك حين أخبرتك بقصتها رفضت.. وأعلنت أنك لن تعود للفن.. وأنك اعتزلت بلا رجعة وأن “ياسمين” هي آخر بناتك في جيل المطربات.. وبعدها لن تعزف على آلة أو تداعب وتراً!!
هل “ياسمين” أيها الموسيقار العظيم هي نهاية العالم.. أنا أعرف أنك رجل وفي مخلص.. وأكثر ما يصدمك هو النكران والجحود، ولكن إن كنت تحبها كابنتك تماماً حاول أن تجد لها العذر.. ربما هي مشغولة.. أو خافت أن تكرر نفسها لو ظلت حبيسة في عالمك.. لماذا لا تدعها تجرب حظها مع آخرين..
“ياسمين” حدثتني ذات مرة عن… وقبل أن أكمل قاطعتني.. وبغضب سألتني: (حدثتك عن ماذا؟!) ولم يكن أمامي إلا أن أصارحك القول بأنها مقبلة على الزواج.. وأن حبيبها غيور جداً.. ولا يعرف أنك كأبيها تماماً.. وأنك تبنيتها وترعرعت بين يديك حتى وصلت إلى برجها العالي..!
يومها كدت تصفعني.. ويومها أيضاً قرأت في عينيك حباً لـ”ياسمين” يتجاوز هذه الأبوية التي كنت أظنها.. لقد قرأت في عينيك وبالخط الأحمر أنك تحب “ياسمين”.. تحبها لدرجة الجنون.. وحين بحت لك بحقيقة ما استشعرته.. تساقطت دموعك الحبيسة.. وبكيت.. وتلك هي المرة الأولى التي أراك تبكي.. وأعرف كم هي عصية دموع الرجال.. لم تعترف لي بشيء وتركتني في حيرتي.. لأدرك الآن فقط.. أن “ياسمين” هي كتلة صماء من الأسرار.. الأسرار التي لا يعرفها أحد سواك..!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية