رأي

المطلوب في المرحلة القادمة

الإصلاح والتغيير أصبح حقيقة وانتقل من دائرة الأحلام والأمنيات إلى دائرة التوقعات في من سيكون وزيراً، وما ينبغي عليه عمله في وزارته حتى يحقق إنجازاً. وكل واحد يتمنى وزيراً يحقق كل أحلامه حتى المستحيلة منها.
أمنيتي التي جاهرت بها كثيراً أنني أتمنى أن يكون هناك رئيس للوزراء وأن يكون هذا الرئيس للوزارة شخصية عركت العمل السياسي منذ عشرات السنين ولديه تجربة غنية. وأن يكون شخصاً متواصلاً مع الجميع بحيث يستطيع إحداث اختراق من المفاوضات مع المسلحين. صحيح أنهم الآن في أضعف حالاتهم وهذا الوقت المناسب للحصول منهم على السلام والتحول إلى النضال السياسي. وأتمنى أن يكون رئيس الوزراء القادم عارفاً بتاريخ أي ولاية وبكبارها حتى يقنع المسلحين أن حربهم هذه عبثية ولا تقود إلى شيء لأنهم الآن لو قيل لهم وافقنا على الانفصال فلن يذهبوا في هذا الطريق وهم قد شاهدوا ما حدث للجنوب بعد إعلان الانفصال، رغم أن الجنوب ظل يحارب كل الشمال دون توقف وإصرار شديد على الانفصال، ولكنه الآن بعض بنان الندم لأنه اكتشف أن دولته لا تملك بنية إنتاجية على أية درجة وإنه مضطر لشراء الذرة من الشمال بأي ثمن لكي يطعم شعبه. وإذا كان هذا حال الجنوب وبه حقول البترول فكيف سيكون الحال في كردفان ودارفور والشرق.
أصعب عمل سيواجهه رئيس الوزراء الجديد سيكون طريقة التعامل مع حرية الصحافة التي عاشت لفترة تتجاوز العشرين عاماً صحافة تسير في اتجاه واحد. ويتوقع بعد عودة الحرية إثارة معظم القضايا المؤجلة وتبادل الاتهامات. ولكن كل شيء سيمضي بسلام لو تعامل الناس حسب القانون وبإجراءات واضحة. ونتوقع أن تتهم بعض التجمعات السياسية المجموعات الأخرى أنها كانت تساند الديكتاتورية. وهذا الاتهام بالذات سيلصق بالجميع ابتداءً من الإخوان وحتى الشيوعيين، إذ كل واحد منها ساند نظاماً في فترة ما وليس هناك برئ في هذه الناحية.
مشكلة الأنظمة في عهد التعددية إنها تنشغل بالسياسة ولا تلقي بالاً للتنمية. وهذا الاتهام موجه للإسلاميين أنفسهم، فهم إذا نشأوا في نظام يعطيهم حرية التعبير ينشغلون بالمعارك الجانبية ولا يلقون بالاً للتنمية، لهذا تتدهور البلد في عهودهم وتتحول من التصدير للاستيراد وينسون أن الاستيراد فيه ذل البلد لأنه مرتبط باستمرار من يمنح في المنح. وليس هناك بلد في العالم يمنح دون ثمن. وليس هناك بلد يستمر في المنح إلى ما لا نهاية. والمطلوب من رئيس الوزراء في المرحلة القادمة أن يلي قضية الإنتاج أولوية قصوى وأن يطلق خيول المنافسة بين الشركات الزراعية والأفراد، فليس صحيحاً أن بلادنا عاجزة عن إنتاج القمح لأنها في أوائل التسعينيات أنتجت كميات من القمح زادت عن حاجتنا في نفس المساحات. ولا بأس من الاستعانة بالدول التي سبقتنا في هذا الطريق فهكذا تتقدم الأمم.
الأجهزة الإعلامية تتطلب رؤية جديدة تقوم على نشر مبادئ الإسلام وجعلها من العادات اليومية دون كثير خطب منبرية. وبالطبع الصحف ستتمتع بالحرية ولن تكون في حاجة لرسم خطوط لها وأسهم، فهي إضافة إلى قانون الصحافة كفيلان بجعل مسارها مستقيماً. وكنا قلنا فليتوقع الناس هجوماً في كل الاتجاهات وتبادل الاتهامات فهذا الأمر لو حدث لن يحل إلا بمزيد من الحرية وليس العكس. ولا يشترط أن يكون رئيس التحرير منتمياً للحزب أو الطائفة فهذا كان أحد أسباب ضعف الصحافة الحزبية وينبغي أن تعطى الوظيفة للأكثر كفاءة.
أما التعليم فهو الذي ينبغي أن تقوم من أجله المؤتمرات للخبراء لمراجعة السلم التعليمي للوصول لأفضل سلم بعد مراجعة نتائج التجارب السابقة.
وجود جيش قوي رادع سيكون أفضل ضمانة ضد هيمنة الحركات المسلحة. وفي هذا يجب اعتماد سياسة التفاوض مع الحركات المسلحة والدول التي ترعاها. بالنسبة لأمريكا وفرنسا لن يكون لديها حجة إذا اعتمدت الدولة النظام التعددي وبسطت الحريات العامة. وهذا أحد محاسن التعددية إن الأوروبيين لا يجدون حجة لتسليح الخصوم وإلا واجهت عداء كل الدول الأخرى.
> سؤال غير خبيث
هل تتوقف أمريكا وروسيا وفرنسا عن دعم الحركات المسلحة بعد تطبيق الديمقراطية التعددية؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية