تجارة (العناية المكثفة)!!
} تجارة جديدة من المستشفيات اسمها (العناية المكثفة)، فالمريض بين الحياة والموت على نقالة بقسم الطوارئ بمركز القلب بالخرطوم التابع للسلاح الطبي، ويُمنع دخوله إلاّ بعد دفع (أمنية) قيمتها (ثلاثة آلاف جنيه) نقداً، ولا يُقبل (شيك).. واليوم (جمعة)!!
} ذات المشهد تكرر قبل أيام بمستشفى (تقى) بأم درمان، حيث لم يتم إدخال مريض في حالة خطرة للعناية المكثفة بعد منتصف الليل إلا بعد إحضار مبلغ (الأمنية).. ستة آلاف جنيه!! حضرت (النقود) عند السابعة صباحاً، ومات الرجل – رحمه الله – بعد الواحدة ظهراً!!
} والحاج “عبد الله” الذي داهمته (الذبحة الصدرية) ليل (الخميس)، ظل يدور من مدينة الثورة والألم يعتصره بين مستشفيات (النيل الأزرق) و(الحكيم) و(تُقى) و(البقعة) بأم درمان، ثم (المودة) بالخرطوم، بعد أن تم إسعافه بمستوصف (الروضة) بالثورة بـ(قرص) تحت اللسان، وكل تلك المستشفيات (الخاصة) لم تستقبل حاج “عبد الله” بالعناية المكثفة، إما لعدم وجود (غرفة عناية) أصلاً كحالة (النيل الأزرق)، أو لعدم توفر (سرير)، أو لتعذر الوصول إلى اختصاصي قلب، أو لاعتذاره عن الحضور خاصة يومي (الجمعة) و(السبت)!!، وخلال هذين اليومين يموت المساكين في السودان على نقالات الطوارئ بالذبحات الصدرية والنوبات القلبية، دون أن يراجعهم اختصاصيو قلب في بلد (الدكاترة الأباطرة)، إما أن يعملوا كيفما شاءوا و(براحتهم)، أو أن يسافروا إلى “السعودية” لأن (البلد طاردة)!! أو كما يقولون!! يا سبحان الله.
} وفي مركز القلب (الحكومي) لا يتم استلام المريض بغرفة (العناية) إلا بعد دفع (القروش).. (ألف) جنيه.. ينطح (ألف)!! ورغم ذلك فإن (الاختصاصي) غير متوفر يومي (الجمعة) و(السبت) ويناوب هناك (النواب) مع تضجر (إحداهن) على الطريقة السودانية عند ملاحقتها لمراجعة المريض!!
} تلفون (العناية) متعطل، وعندما يسعى ابن المريض لسعادة الدكتورة (النائبة)، تعاجله بجفاف معتاد: (تناديني أنت.. ليه؟!) (يا دكتورة تلفون العناية عطلان و… و…)!!
} هل هكذا تكون (العناية) بصحة الإنسان في السودان، يا وزير الصحة الاتحادي “بحر أبو قردة”، ويا بروف “مأمون حميدة” وزير الصحة بالخرطوم؟!
} لماذا تشترط المستشفيات دفع الرسوم (مقدماً) حتى في آخر ساعات الليل، والساعات الأولى من الصباح؟!
} لماذا يعتذر الاختصاصيون عن الحضور لإنقاذ حياة مريض، في وقت لا يمكن السماح بدخول المريض (العناية) ما لم يأذن بذلك (اختصاصي)؟!
} ننتظر توجيهات صارمة وعقوبات على تلك المستشفيات التي تعتذر عن استقبال مريض بأقسام العناية بسبب (الرسوم) أو عدم توفر (اختصاصي).