أخبار

تيدي آفرو .. مشكلة !

طالعت في بعض أرجاء العاصمة الخرطوم ملصقات إعلانية لحفل من المقرر أن يحيه المغني الإثيوبي المعروف (تيدي أفرو) وهو اسمه الفني أو (تويدروس كاساهون) وهو اسمه الحقيقي، ولست أدري الجهة الممولة لهذا العمل أو المتعهد الواقف خلفه وصحيح أنه نجح في التعاقد مع نجم كبير وعالمي ومن المعروفين في قائمة الغناء الإثيوبي لكنه فيما يبدو قد يتسبب في مأزق وحرج كبير للخرطوم إذ من المعروف عن (تيدي) اعتداده ببعض آرائه ومواقفه السياسية (المغناة) كما أنه نجم مثير للجدل بسبب كثير من المواقف حتى بالنسبة للإثيوبيين أنفسهم إذ من المعروف عنه إدغام خطابه السياسي في بعض نصوصه الفنية مما دفع السلطات في بعض السنوات لحظر بعض أغانيه.
قبل نحو عامين أصدر المغني نفسه ألبوم (الرجل الأسود ) = (تكر سو) في الأمهرية وهي أغنية يمجد فيها الإمبراطور (منليك) وانتصاره في موقعة (عدوة) ضد الطليان ورغم أن النصر يعد من أيقونات الملاحم الوطنية الإثيوبية إلا أن اعتراضات برزت من جانب بعض القوميات لما تعده تكريما لرجل أسرف في دمها وهي قصة معروفة بسببها وقعت مقاطعة لأحد الشركات الكبرى من قبل السكان المحللين في بعض الأقاليم بعد أن مولت أو رعت الشركة جولة لتيدي أفرو في ذات المناطق اعتبرها السكان مرفوضة وتسبب الأمر في خسائر فادحة للشركة التي تعرضت لمقاطعة صادمة.
واضح – وإن كنت أؤمن أن هذا لا يعني المنتظرين لسماع الفتى – أن الأمر كان يحتاج إلى تدقيق ومعرفة بخلفيات كثيرة غائبة عن المتعهد والذي في الأغلب انطلق من معلومات أولية كان يمكن أن أدرك تفاصيل أعمق منها أن يأتي بمطربين مجمع عليهم من أمثال (نواي دببا) أو (استير أواك ) أو (سلومون هايلو) وكان سيحقق ذات المكاسب التي يرجوها في الرعاية والإعلان والشباك عكس الحالة الماثلة الآن والتي في كل الأحوال وحال اكتمالها ستحدث جملة أضرار فى المسار الرسمي والشعبي وهذا حديث أراهن عليه وإن (ألغيت) كذلك سيقع ضرراً ما أدناه تعرض المتعهد لأضرار وخسائر مادية باهظة لعلو تكلفة التعاقد مع فنان إثيوبي مهاجر ومقيم بالولايات المتحدة.
مثل هذه الأمور وإن بدت صغيرة لكنها أحيانا تستبطن أوضاعاً معقدة وتحتك بتقاطعات بعضها لا تجبر كسوره، فالأمر ليس مجرد (حفل) لكنه منشط قد يتحول إلى (أزمة دبلوماسية) بين الخرطوم وأديس أبابا رغم يقيني أن الأخيرة أكثر رصانة وتهذيباً من أن ترد بفظاظة كما أنه سيحدث انقسامات قد تتطور إلى مخاشنات في وسط جالية تعد الأكبر بالسودان ولمثل هذا كنت أقول دوماً أن المبادرة وحدها لا تكفي بقدر يتطلب الوضع مرات وعياً أعمق بالمطروح من أغراض المشروع ولو كان حفلاً موسيقياً خيرياً ولو أني للسلطات من الناصحين لطلبت منهم التريث والتشاور فهذا حفل ليست مشكلته الإجراءات وإنما عقدته في دلالاته وإشاراته.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية