حوارات

عضو المكتب القيادي بـ (المؤتمر الوطني) الشيخ "عبد الجليل النذير الكاروري" لـ (المجهر) "1 – 2"

الخطاب الذي تلاه الرئيس “البشير” مؤخراً، ألقى حجراً في بركة لم تكن ساكنة، فتناثرت التصريحات والتعليقات هنا وهناك في الشارع السياسي. وفيما رأى البعض أن الخطاب كان مبهماً في بعض جزئياته، تساءل آخرون: لماذا تضاربت وارتبكت تصريحات الوطني حول الخطاب، ولماذا استبق “كارتر” الرئيس “البشير” وأعلن هو عن مفاجأة سيعلنها الرئيس للشعب السوداني؟!
في هذا الحوار مع القيادي بالمؤتمر الوطني عضو المكتب القيادي الشيخ “عبد الجليل النذير الكاروري” حاولت (المجهر) أن تجلو المشهد، وعرَّجت مع ضيفها على قضايا أخرى مهمة في الساحة.. فإلى مضابط الحوار.

} فلنبدأ من آخر وأبرز محطة توقفت عندها الأحداث وأحدثت نوعاً من الحراك في الساحة السياسية – خطاب الرئيس البشير – ماذا بعد الخطاب؟
– بعد الحمد والصلاة والسلام على رسول الله.. الناس عابوا عليه الإحمال وبقية التفاصيل وهو لو فصَّل لقطع في شؤون هو أراد أن يشارك فيها الآخرون.. هو كان حريصاً في كل خطابه على أخذهم ومشاروتهم وإشراكهم معه، والمطلوب الجلوس للتفاصيل..
ومجرد حدوث حراك وزيارات متبادلة بين مجموعة من الأحزاب، وقبل ذلك مجيء الأحزاب نفسها لحضور الخطاب هذا يعتبر بعد الخطاب.
وأنا ذكرت في الجمعة الماضية أنه إذا كان هناك بعض الناس يرون أن الخطاب ما فيه زبدة فـ(أبدى المخض عن الزبد).. فالآن بعد الخضّ والرّج الزبدة بدأت تظهر.. فالخطاب فيه زبدة لكنها (دايرة مخض).
} خروج الخطاب بهذا الأسلوب غير الواضح والمبهم لدرجة جعلت الكثيرين يقولون (ما فهمنا حاجة) – ألا يعتبر فشلاً للمؤتمر الوطني؟
– هو فيه عيب في الصياغة، فيه محسنات بديعية كثيرة لأن من صاغه رجل أديب.
} من الذي صاغه؟
– هذه تشبه لغة “سيد الخطيب” وهو رجل أديب وشاعر، والشعراء يعملون بعض (التعمية) وإلا لما كانوا أدباء، وكما قال المتنبي: (أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصموا).. فهذا هو العيب ولكنه عيب شكلي ولو دخل الناس إلى ما وراء المحسنات البديعية لوجدوا الزُبد.
} حتى الجو العام الذي صنعته الحكومة قبيل خروج الخطاب يعبر عن عدم حكمة.. فهي رفعت سقف توقعات الناس إلى الدرجة القصوى.. ثم أخرجت خطاباً فارغاً أشعر الناس بالإحباط؟
– لا ليس فارغاً.. الناس كانوا يتوقعون صدور قرارات ولو أصدر قرارات سيكون مازال منفرداً، وهو أراد أن يُشرك الآخرين في القرارات.. الخطاب قدم توجيهات لتناقش فيما بعد.. هل نعدل الدستور الانتقالي أم نعمل دستوراً جديداً.. هل نعمل جمعية تأسيسية تعمل هي الدستور.. أم نعمل حكومة قومية أم… هذه كلها لو أجاب عليها يكون شطب من أراد التشاور معهم.
} نعم.. لكن هذه كلها لو قالها بطريقة واضحة لكان……؟
– صحيح.. كانت ستكون موضوعات ورؤوس موضوعات والآن أصبحت قضايا.
} لماذا لم يتحدث الخطاب بوضوح؟
– صحيح.. الأحسن من الصياغة الأدبية الصياغة العادية والتركيز على القضايا بوضوح.. وأنا أوافق “علي الحاج” في تقويمه أن (الشخص الذي في موضع الرئاسة يجب أن لا يكون تجريدياً)، فالتجريد هذا ربما يشبه منابرنا نحن، لكن الشخص الذي يكون في موضع الرئاسة، فلابد إن لم يقرر أن يشخِّص فهذا عيب، لكن لا يعني أن الرئيس تاني يعمل خطاب.
} شيخ “الكاروري” يبدو وكأنما “كارتر” وضع المؤتمر الوطني في (ورطة).. فالبشير لم تكن لديه أية مفاجأة للناس.. لكن “كارتر” أعلن للناس أن “البشير” لديه مفاجأة.. وحقيقة إذا كان لدى “البشير” مفاجأة للناس.. لماذا يستبق “كارتر” الرئيس “البشير” ويعلنها للناس؟
– الغربيون مشغولون بالحريات وعندهم الحرية والديمقراطية فلما عرف أن “البشير” (عنده هذه النية) تكلم.. وهذه من مقررات المؤتمر الوطني من قبل “كارتر”.
} بعد خروج الخطاب التصريحات تضاربت وارتبكت.. مرة قالوا إن سبب فشل الخطاب هو المعارضة التي رفعت سقف التوصيات لدى الناس إلى الدرجة القصوى.. ومرة قالوا إن هناك خطاباً آخر سيصدر يشرح ويفسر الخطاب.. ومرة ثالثة قالوا هذا الخطاب الذي تلاه الرئيس “البشير” لم يكن هو الخطاب المقصود بل خطاب موجه لجماهير الحزب؟
– المؤتمر نفى صباح اليوم التالي كل ذلك.. قال هو الخطاب وما حدث ليس فشلاً ولكن سوء تفاهم وأظنه الآن زال، وبالحوارات سيزول سوء التفاهم.
} ماذا بعد الخطاب؟ هل هناك خطوات حوار فعلية بدأها المؤتمر الوطني مع القوى السياسية؟
– نعم.. أُعلن الآن أنه ستكون هناك خطوات فعلية مع القوى السياسية.
} وهل القوى السياسية أبدت موافقتها على الحوار؟
– هم موافقون على الحوار إلا تحالف المعارضة حتى “فاروق أبو عيسى” قدم (4) شروط وهم يقولون إنهم يريدون حواراً بلا شروط.. هو الوحيد الذي فعل ذلك.. وأنا أستغرب كيف يضع شروطاً ويقول نريد حواراً غير مشروط! (حقو هو يتواضع والطرفين يكون ما عندهم شروط).
} قال لكم هذا بعد الخطاب؟
– آآي.
} الشروط هي نفس مطالبهم القديمة؟
– نعم.
} البعض يرى أنه (ما في طريقة للإصلاح إلا بذهاب الإنقاذ) ثم نبدأ من الصفر؟
وهناك آخرون يعارضون لكنهم يرون أن هذه هي الدولة وهذا واقع وأنه في إطار هذه الدولة نعمل إصلاحاً وأظنه هذا هو الاتجاه الغالب.. نحن الآن لسنا أمام انتفاضة ولا انقلاب عسكري.. ولكننا أمام كتابة دستور وتأسيس جمعية تأسيسية أو برلمان منتخب .. انتخابات حرة مراقبة دولياً وهذا كله متاح في إطار الحوار.
} أليس هناك مجالاً لوضع انتقالي وحكومة انتقالية أو حكومة قومية يشارك فيها الجميع بنفس المستوى؟
– حتى الآن هذه أجندة عند البعض.
} تحليلات بعض المراقبين تقول إن هناك اتفاقاً توصل له (المؤتمر الوطني) مع (الشعبي) وكانت من نتائجه حضور شيخ “حسن” لخطاب “البشير”.. ومن نتائجه أيضاً فك الحظر عن صحيفة المؤتمر الشعبي؟
– (المؤتمر الشعبي) لآخر لحظة كان ينفي مجرد اللقاء.. فأين تم هذا الاتفاق؟
} ألم يحدث اتفاق؟
– لا ما تقولي “الكاروري” نفى.. قولي إن في مواعين المؤتمر الوطني لم يحدث اتفاق.
} في أية المواعين حدث إذن؟
– في كل مواعين الوطني سواء أكان مجلس شورى أو مكتب قيادي أو أو لم يحدث.
} هل هناك مواعين أخرى حدث فيها الاتفاق؟ مواعين الحركة الإسلامية مثلاً؟
– ولا الحركة الإسلامية.
} حدث في مواعين شخصية؟ تحرك شخصي قامت به بعض القيادات؟
– طبعاً هذا أنا لا أنفيه.. لأنني لا أعرفه.. لا أنفيه ولا أثبته، لكن المحللين منكم قالوا إن هناك شخصيات كان هناك تحفظات عليها من (المؤتمر الشعبي) التعديل الوزاري أبعدها وهذا أغرى (الشعبي) بالحضور.. وهو التحليل الأقرب للحقيقة.
} بمناسبة إبعاد الحرس القديم.. هل الإبعاد تم في سياق عبارة الرئيس “البشير” (انتهى عهد التمكين)؟
– لا.. لا.. التمكين الذي أشار إليه “البشير” هو في الخدمة المدنية وشفافية التعيين وأن لا تكون الوظائف على أساس الانتماء الحزبي.. هو يتحدث عن الخدمة المدنية وليس عن السياسة.. يعني هناك أناس بالتمكين مكنوا أنفسهم من الوظائف.. ونحن الآن نريد الوظائف للجميع.
} شيخ “إبراهيم السنوسي” في الحوار الذي أجريناه معه لم يستبعد أن يكون إبعادهم تم لأنهم أسهموا في أخطاء ارتكبت وقال إنهم كانوا يتحدثون عن التمكين الإسلامي بطريقة خاطئة.. والآن النظام أبعدهم في محاولة لتصحيح أخطائه بإزاحتهم..؟
– لا أبداً.
المشروع هو نفسه.. تسديد ومقارنة.. ولا نتبرأ من الأعمال التي عملناها والخطأ يراجع حتى في العبادات، فما بالك في الشؤون العامة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية