أخبار

قارئة الفنجان

لا أحد يغريه الرجوع إلى الخلف.. وتعس من يقطع مشواراً طويلاً ثم يكتشف لاحقاً أن الذي أمامه مسدود وأن عليه العودة للوراء مرة أخرى والبحث عن طريق آخر..!
و”عبد الحليم حافظ” الذي ظل يغني حتى مماته ((طريقك مسدود يا ولدي)) كان بطل قصته يذعن لقراءة الكف حيث أخبرته ((المنجمة)) بانسداد الطريق الذي سار عليه.. لكن ماذا عن الآخرين؟! هل نحن جميعاً بحاجة إلى ((قارئة فنجان)) كي تخبرنا إن كنا نسير في الطريق الصحيح أم لا؟!
ولأن ((كذب المنجمون ولو صدقوا)).. فالرهان عليهم ليس موضوعياً.. كما أن الطرق التي لا لوحات عليها توضح طبيعة المسار وما إذا كان الطريق ينتهي إلى طرق أخرى أو إلى نهاية مسدودة هي طرق تحمل في منعرجاتها الكثير من المفأجآت التي لا تخطر على بال أحد..!
إن كل تجاربنا الإنسانية تقوم على الفكرة نفسها.. فكرة انسياب الطريق أو انغلاقه.. ومهما بلغ بنا التفاؤل أو نقيضه أي التشاؤم فلا يمكن أن نكتشف نتائج هذه التجارب إلا بالخوض في غمارها والسير حتى النهاية..النهاية المفتوحة أو تلك المغلقة..!
أشقياء هم الذين يسيرون على أمل الوصول ثم يصطدمون بالجدران الأسمنتية والحواجز العالية.. يتحسرون على ما أضاعوه من وقت وجهد في التلاشي.. ويعضون أصبع الندم وهم يقولون في قرارة أنفسهم : ((آهـ لو كنا ندري هذه النهاية لما بدأنا..)) هي نفسها قصة أغنية ((قارئة الفنجان)) للراحل “عبد الحليم حافظ” وذلك البيت الشعري الذي صاغه بعناية فائقة الشاعر الفريد ((نزار قباني)):
لو كنت أعرف خاتـمتي ما كنـت بدأت..!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية