أخبار

لا يمكن الوصول إليه…!

ما الذي حدث؟!.. سؤال لا أحد يملك إجابته.. الجميع ومنذ الصباح الباكر يحاولون ويفشلون.. تتكرر المحاولات .. مشفوعة بالأمنيات.. ليته يرد عليهم.. لكن هاتفه ظل مغلقاً: (عفواً هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حالياً.. أرجو الاتصال لاحقاً!!).
وتبدأ التكهنات: (ربما نائم.. أو في اجتماع.. بل سافر.. ولماذا لا يكون في المطبخ أو الحمام…). و تستمر التكهنات دون أن يكون من بينها أن (فلان) هذا قد أغلق هاتفه لأنه باختصار شديد لا يريد أن يسمع أو يكلم أحداً!!
هذا الاحتمال يكون وارداً عند البعض.. خاصة الذين يريدون من صاحب الهاتف خدمة أو مديونية أو.. لكن صاحب هذا الهاتف الذي قد أغلق هاتفه ليس لأحد عليه مطلب، لذلك فالأرجح هو (التكهنات) المألوفة والمعتادة التي تستمر إلى أن يفتح هاتفه دون أن يكلف هؤلاء المتصلين أنفسهم مشقة زيارته للاطمئنان عليه، طالما أن مجرد إغلاق الهاتف في هذا الزمن يعني أن ثمة كارثة قد وقعت!! لكن كيف يفعلون ذلك وقد تعلموا فن الكسل بعد أن حلت (الهواتف) محل التواصل الاجتماعي والإنساني بشكله الحميمي التقليدي، وأصبح الناس يزورون ويواصلون بعضهم البعض عبر هذا الأثير السحري المدهش!!
والحق يقال إن ثمة أناس نألفهم و ينشأ بيننا و بينهم ود كبير وإلفة خاصة.. وهؤلاء الناس نستأنس بسماع أصواتهم عبر الهاتف حين يصعب لقاؤهم، وحين تغيب أصواتهم يتركون أثراً نفسياً سيئاً على أنفسنا .. هنا ننزعج و نقلق ونتوتر ونتكهن بكل الاحتمالات المألوفة حين تكون هواتفهم مغلقة وتأتينا تلك العبارة المسجلة كالصدمة القاسية : (عفواً هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حالياً.. أرجو الاتصال لاحقاً!!).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية