كل هذه الشائعات..!
حقاً النار من مُستصغر الشرر…. والحرائق الكبيرة لا تحتاج إلاّ لثقاب كبريت وربما قليل من المواد القابلة للاشتعال.. ومعروف أن تدمير الأشياء أسهل بكثير من بنائها.. وأن ممارسة الإلغاء والإقصاء والحذف لا تكلِّف الإنسان سوى “الكلام”.. والكلام في زماننا هذا لا ثمن له.. حيث الكلاّمون والثرثارون يملأون الأمكنة ويزحمون الأجواء بعطسهم في وجوه الآخرين ونقل عدوى التحدث عن الآخرين في غيابهم..!
ولأن “الشائعات” مهما كانت غبية وساذجة تجد من يصدقونها ويروجون لها فقد أصبحت في هذا الزمن “آفة” ولو بحثنا عن أي “مشكلة” أو”مصيبة” أو “كارثة” سنجد أن وراءها مجرد “شائعة”.. والذين يطلقون الشائعات ليسوا بريئين كما يظن البعض بل هم “ماكرون” و”خادعون” ويعرفون التوقيت المناسب لإطلاق شائعاتهم والطريقة الحكائية المثيرة التي يروجون بها “الشائعة” بل و”الأشخاص” الذين يطلقونها أمامهم ممن يمكن وقوعهم بسهولة في “الفخ” و إبداء المرونة والبلاهة في تصديق ما يسمعونه!!
علينا أن نعترف أن هذا البلد أصبح موبوءاً بالشائعات وأن هناك شائعات أخطر من التي راجت ستأتي في الطريق.. وعلينا أن نقرأ أيضاً بأن “الشائعات” الرائجة بكثرة هذه الأيام ليست مجرد “ونسة” فارغة لتزجية الوقت وكسر الملل و الترويج عن ما لا عمل لهم ولا مشغلة.. بل هي “شائعات” “محبوكة” ويكتب السيناريو لها متخصصون في صناعة الفرقعة السياسية وترويع الناس وفتح الأبواب لمزيد من الشائعات الخطرة التي ليس من المهم إن كان ما تحمله حقيقة أم خيالاً، حيث يكفي مجرد تصديرها لإثارة حالة من الضبابية و البلبلة وعدم اتضاح الرؤيا.. وعلى نحو يجعل “الحقيقة” في هذا الزمن أشبه بكرة الثلج حين تتدحرج على سطح أملس و مائل!!
فلنكن أكثر شجاعة ونتجاوز مربع “الشائعات” إلى مربع “المصارحة” و “المكاشفة” البحث المشروع عن الحقيقة بعيداً عن الذين يجيدون التبرع المجاني بالشائعات!!
خاص جداً:
أنا لم أكذب عليكِ
كنت محباً مخلصاً
حين طلبتُُ يديكِ
تركت كل شيء
و ما عدتُُ أرى في الكونِِ
سوى عينيكِ
فهل ذنبي أني
اشتقتُُ إليكِ
وبعثرتُُ وردي
تحت قدميكِ
وأطلقتُُ لخيالي
حلم السفر البعيد بجناحيكِ
***
أنا لم أكذب عليكِ
لكني اكتشفت أن
طريقي لا يقود إليكِ
وأن حزني أكبر من
أن تحتويه مقلتيكِ
أنا لم أكذب عليكِ