رأي

(مكتول هواك يا كردفان).. مرة ثالثة !!

الأستاذ “الهندي عز الدين” رئيس مجلس إدارة صحيفة (المجهر السياسي)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أرجو أن أوضح الآتي حول تعقيب الأستاذ “عبيد محمد سليمان” (أبو شوتال) الذي نشر بالصفحة التاسعة من صحيفتكم الغراء بتاريخ 23/1/2014م العدد (602).
أولاً- كيف يكون الأستاذ الشاعر “عبد الجبار عبد الرحمن” وسيطاً، وهو شاعر مجيد عرفته منذ عام 1967م، وهو الذي سلمني نص أغنية (مكتول هواك يا كردفان) منذ عام 1971م، لألحنها وأغنيها، وبالفعل غنيتها في البرامج المختلفة بالإذاعة القومية إلى أن تم تسجيلها رسمياً للإذاعة القومية عام 1972م.
ثانياً- لماذا صمت الشاعر “الطيب عبد الرحمن حامد” (35) عاماً دون السعي لإثبات أن النص من تأليفه؟!
ثالثاً- لم يحدث أن التقيت بالشاعر “الطيب عبد الرحمن حامد” إلا عام 2009م، حين جاءني مطالباً بذكر اسمه مقروناً بأغنية (مكتول هواك يا كردفان) باعتباره شاعراً للأغنية، فقلت له إن الأغنية من كلمات الشاعر “عبد الجبار” ولن أعدّك شاعراً للأغنية، إلا إذا نجحت في إثبات ملكيتك لها، وعليك باللجوء إلى القانون خاصة وهناك مصنفات أدبية وفنية تحمي حقوق المبدعين، وقضاء يلجأ إليه المتظلم.
رابعاً- أنفي وبشدة أنني في عام 2009م قد ذكرت لـ”الطيب عبد الرحمن” (بأني أبحث عن شاعر أغنية مكتول هواك يا كردفان).. وأتساءل كيف يحدث ذلك والأغنية المذكورة تم تسجيلها بالإذاعة باسم الشاعر “عبد الجبار عبد الرحمن”، الذي تقاضى استحقاقه المادي من الإذاعة أمامي في عام 1972م، كما أن الأغنية سجلت في ألبومات (كاسيت – CD) داخلياً وخارجياً بذكر اسم الشاعر “عبد الجبار” على أغلفة الألبومات، كما أن الشاعر “عبد الجبار” استضيف في عدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية باعتبار أنه شاعر (مكتول هواك يا كردفان).
خامساً- عندما التقيت بالشاعر “الطيب عبد الرحمن حامد” عام 2009م نصحته بأن يوثق لقصائده، وأن يسعى لإثبات حقه– إن كان له حق– بالنسبة للأغنية المذكورة، وذلك عبر مجلس المصنفات الأدبية والفنية الاتحادي، وقد ذهبت معه إلى المجلس، ونصحته بتغيير اسم ديوانه الشعري من (مكتول هواك يا كردفان) إلى أي اسم آخر يختاره حتى لا يُرفض، خاصة وأن مسمى (مكتول هواك يا كردفان) ورد قبل ديوانه في أغنية مشهورة مصنفة لشاعر غيره هو “عبد الجبار عبد الرحمن”.
سادساً- أما عن عدم إعطائي الحق الأدبي والمادي للشاعر “الطيب عبد الرحمن حامد”، أقول: نعم.. لم أفعل.. إذ من الطبيعي أن لا أفعل ذلك معه، لأن شاعر الأغنية هو الأستاذ “عبد الجبار عبد الرحمن” وليس الشاعر “الطيب عبد الرحمن حامد” إلى حين أن يثبت الأخير وعبر القانون أنه شاعر الأغنية.
في الختام.. احترامي للجميع.
د. عبد القادر سالم عبد القادر
ملحن ومؤدي أغنية (مكتول هواك يا كردفان)

السطو على الذكريات..!!
ما جال بخاطري ولا دار في خلدي أن يجرؤ إنسان سوي على السطو على ذكريات غيره فيدعيها لنفسه. (مكتول هواك يا كردفان) هي ذكريات حوالي عقدين من الزمان في كردفان الغرة، ولها حضور أساسي ودائم في ذاكرتي، وهي قريبة جداً حين تستدعيها الذاكرة.. ورغم أني كتبت عشرات غيرها فصيحة وغير فصيحة، إلا أن (مكتول هواك يا كردفان) ظلت تمثل في نظري واسطة العقد.
الأخ وكيل المدعي الذي عقّب على ما كتبه الأستاذ الشاعر “تجاني حاج موسى” في صحيفة (المجهر) الغراء، تمادى كثيراً، وأعتقد أن بعض ما ذكره يعاقب عليه القانون، وآمل أن يظل ثابتاً على أقواله ولا يتنصل عنها حين يجد الجد، وتتضح الرؤية وينكشف المستور، فمن العقل إدراك حدود العقل، وما كل الجياد تحسن الركض.. أنا فعلاً غاضب، لكني لا أتشبث بغضبي رغم الاستفزاز.
قبل أكثر من ثلاث سنوات اطلعت على لقاء مع المدعي الحقيقي في صحيفة أخرى، وتأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك أن وراء الأكمة ما وراءها، ولذا لم أعر الأمر أهمية أبداً، وفي ظني إن هذا هو ما شجع المدعي على التمادي. وتوهم فعلاً أن القصيدة من تأليفه، وصدّقه من يجرون مع كل ريح بحسن نية أو سوء قصد.
لا أريد أن أذكر هنا معلومات قد يفيد المدعي منها، وأحتفظ بها إلى أن يحين وقتها، وهي معلومات مهمة وكثيرة ودقيقة وموثقة.. وحتى لا أطيل أختصر الأمر فيما يلي:
} القصيدة من تأليفي، وهي مولود شرعي بشهادة ميلاده، وأنا أنشر الشعر الفصيح وغير الفصيح منذ العام 1965م، ولديّ ما يثبت ذلك، وقد سلمت القصيدة للأخ “عبد القادر سالم” في أوائل السبعينيات، وقد تابعت من على البعد تلحينها وبثها بتواريخ محددة وفي أوقات محددة وبرامج محددة، ويمكن الرجوع إلى أرشيف الإذاعة السودانية لإثبات ذلك، وحينها ستنهار حجة المدعي ومن يقف وراءه.
} اتصل بي هاتفياً زميل كردفاني عزيز وأنا أكتب هذا التعقيب، وسألني مندهشاً: متى سكنت الفتيحاب؟! وكان هذا ما ذكره وكيل المدعي، ولم أفعل فقط وأكاد أجزم بأني لم أدخلها قط ولسبب آخر هو أنني في ذلك التاريخ 1972م كنت ما أزال في كردفان، وتحديداً في مجلس ريفي البديرية – مدرسة (علّوبة) جنوب الأبيض، ولم أُنقل إلى الخرطوم إلا في نهاية العام الدراسي 1975م، وسجلات وزارة التربية موجودة. كما أني في حياتي كلها لم أسكن أم درمان– وهي جديرة بأن تسكن.
} لم أتشرف قط بمعرفة المدعي الحقيقي أو لقائه.. لكني.. أتمنى!
} هل يستقيم عقلاً أن تُلحن قصيدة مشهورة وتُغنى في أجهزة الإعلام مسموعة ومرئية داخل وخارج السودان منذ العام 1972م، وتنشر في الصحف والمجلات، وتُجرى لقاءات إذاعية وتلفزيونية مع الفنان الذي يؤديها ومع الشاعر، وتُعبأ في أسطوانة وكاسيت، ولا يعرف الشاعر المدعي ذلك إلا بعد قرابة أربعين عاماً، عام 2009م.. هل هذا معقول؟ أين كان المدعي؟ خارج السودان.. أم خارج…؟!
} واضح تماماً أن الأمر كله مطبوخ طبخاً رديئاً لا طعم له ولا رائحة، فليهنأ به من طبخه وساعد في طبخه.
} أنا التمس العذر للمدعي الحقيقي، لأن كردفان فعلاً (تكتل) من يقع في قبضة هواها (كتلاً) رحيماً، لكني لا أعذر مطلقاً الذين صدقوه ووقفوا من ورائه يشجعونه على ذا الخطل وعلى القتل غير الرحيم.
} وفد المقدمة لوالي شمال كردفان الذي شرفني بالزيارة في داري، رأيت في معيتهم ثلاث عرائس كردفانية سبق أن اقترنت بهن وهن: (عروس النيم) أم روابة، و(عروس الرمال) الأبيض، و(عروس الجبال) كادوقلي، كما كانت ترافقهم وصائف العرائس: شبّولة وأم جزيرة وحجر المك وعلّوبة وكثيرات غيرهن.
} خشية الإطالة، أكتفي بهذا وما خفي أعظم وإن عادوا نعُد، وحتى إن لم يعودوا سنعود إن شاء الله لمعرفة السبب الحقيقي وراء ذلك.
} خالص الشكر لصحيفة (المجهر) الغراء، وللأستاذ الشاعر “تجاني حاج موسى” لإتاحة الفرصة للتعقيب على التعقيب المنشور بتاريخ 23/1/2014م، وأرجو ألا يكون فيما كتبت ما يخدش شعور أحد أو يسيء إليه، ولكني أدافع عن نفسي دفاعاً مشروعاً.
عبد الجبار عبد الرحمن محمد الشيخ
النيّة – شمال بحري

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية