رأي

رغم الغياب كانت ليلة محضورة

} الالتزام المهني ودوامة العمل اليومي في مهنة المتاعب كثيراً ما تحرمنا من تلبية الدعوات لحضور العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والإبداعية وبالأمس حاولت جاهداً أن أنهي عملي بالصحيفة في وقت مبكر لأجد مساحة من الزمن لتلبية دعوة الصديق الفنان المشخصاتي المبدع نجم نجوم الدراما السودانية وملك الأدوار الرومانسية الدكتور الأستاذ “الهادي الصديق” الذي كرر لي الدعوة لحضور تكريمه مع اثنين من نجوم الإبداع هم المطرب المبدع “نجم الدين الفاضل” ورائد مسرح العرائس ومسرح الطفل الممثل القدير “يحيى شريف”.. وبفضل الله وتوفيقه ذهبت إلى مسرح مركز شباب أم درمان الذي احتضنت خشبته فعاليات ذلك الحدث التكريمي الذي تصدت لتنظيمه مجموعة (قلوبنا ليكم).
} وأنا ذاهب إلى هناك كنت أمني نفسي بمتابعة برنامج تكريمي يليق بمكانة وعظمة وتاريخ هذا الثلاثي المبدع من حيث الإعداد والتنظيم والرعاية والحضور الرسمي.
توقعت أن تكون الليلة تحت رعاية واحدة من شركات الاتصالات الكبرى (زين, سوداني, إم تي إن) وظننت أن يشرفها حضوراً وزيرا الثقافة الاتحادي والولائي ومديرا الإذاعة والتلفزيون، ولكن للأسف لم يحضر أي من هذا الرباعي وإذا عرف السبب بطل العجب، نتمنى أن لا تكون هناك مباراة لكرة القدم حرمتهم من الحضور.
} والحمد لله عدم حضورهم لم يؤثر في شيء لأن الأمسية كانت (محضورة) حيث حرص على المشاركة فيها عدد كبير من نجوم ورموز الفن والإبداع مطربين وشعراء وموسيقيين وإعلاميين بجانب حضور أسر المحتفى بهم.
} ومن الأشياء التي تدعو للدهشة فبرغم ضعف الإعداد والتقديم إلا أن تصاريف الأقدار جعلت من تلك الليلة ليلة استثنائية حيث أبدع فيها نجم الدراما “الهادي الصديق” الذي قدم أغنية باللغة الإنجليزية أدهش بها كل الحضور، كما أبدع الفنان “نجم الدين الفاضل” بتقديم فاصل من روائعه الغنائية التي أعادتنا إلى الزمن الجميل وختم الأمسية بروعته المعهودة في الغناء أو الطرب الفنان الجميل “مجذوب أونسة” وقدم رائعته (آخر خبر) التي تفاعل معها وابتهج بها كل النجوم.
وضوح أخير
} الدرة والتحفة الغنائية (بين جناين الشاطي وبين قصور الروم) لقيت حتفها علي صوت أحد مدعي الغناء شوهها تماما وعنده بدت (جناين معانيها) كصحراء قاحلة وحول (قصور) مفرداتها إلى خرابات.
} (أندومي) التي وضح من خلال الخلفية التي وضعت على صدر خشبة المسرح بأنها الجهة الراعية كان الأفضل أن تكلف نفسها بأن تقدر ظروف المحتفى بهم وتقدم لهم مبلغا ماليا يرفع معنوياتهم يرفع من قدر التكريم خاصة أن (اندومي) هذه وجدت ما وجدت من الترويج والدعاية والإعلان وسط صفوة من نجوم المجتمع.. وحقا كرتونة (الأندومي) (ما كان في ليها داعي).
} جمعية قلوبنا ليكم جهدهم مقدر ونشكر لهم حسن الاختيار للوفاء والاحتفاء وهم بالطبع غير مسؤولين عن أي ضعف في الإعداد أو التنظيم لأن تكريم مثل هؤلاء العظماء يحتاج لتضافر جهود من كل المنظمات والفعاليات الثقافية كما يحتاج دعم من الدولة ومن القطاع الخاص.. قلوبنا معاكم يا ناس (قلوبنا ليكم) فلكم أجر المحاولة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية