تفاصيل تتويج سودانية و نيوزلندي لقصة حب بدأت من «ولنجتون» وانتهت بالزواج في «الـخرطوم»
حينما طلب إمام مسجد (سيدة سنهوري) بحي المنشية من العريس النيوزيلندي ترديد صيغة عقد زواجه بالفتاة السودانية “دانة” ساد الصمت طويلاً، وكان الإمام يؤكد على اتفاق الطرفين لبناء أسرة سعيدة قامت على الحب والقبول المشترك، بدا العريس الذي ارتدى الزي القومي السوداني (جلابية وطاقية) وخضب يديه ورجليه كما يفعل السودانيون في عرسهم، ضاحكاً وسعيداً، لم يفقه فرحاً وسعادة سوى والد العروس الأستاذ الجامعي “صديق عبد المجيد”، الذي أكد أمام الجميع أنه شاور ابنته وفقاً للشرع وأعلنت قبولها بالعريس القادم من بلاد الصقيع، وأنه تسلم مهرها من العريس وسلمه لابنته العروس.
العروس “دانة صديق عبد المجيد”، طبيبة سودانية درست في (نيوزيلندا) وتقيم الآن بأستراليا، وعريسها الشاب “جوناثان توو قوود” (نيوزيلندي) الجنسية، جمعت بينهما قصة حب امتدت إلى ثلاثة أعوام من العاصمة النيوزيلندية (ولنجتون) لتتوج بعقد قران استثنائي بالعاصمة (الخرطوم) بمسجد (سيدة سنهوري).. وكانت المفاجأة تضمين العروس الشابة البكر ثلاثة شروط أهمها أن تكون (العصمة) بيدها، والثاني أن لا يتزوج عليها العريس مستقبلاً، والشرط الثالث هو الاحتكام إلى (حكم من أهلها وحكم من أهله) في حال نشوب أي خلاف بين الطرفين، حتى لا تذهب أسرار الزوجية إلى ردهات المحاكم.
فيما شهد عقد القران حضوراً كبيراً جرت فيه مراسم العقد السودانية، علم المصلون أن العريس قد دخل الإسلام حديثاً على يدي العروس كشرط سبق الشروط التي دونت رسمياً، وتمت تلاوتها بواسطة المأذون الذي قال: (إننا في هذه الجلسة اليوم في طاعة الله ورسوله، لأننا نقيم أسرة جديدة بعقد ووثيقة بين خاطب ومخطوبة ونتبع سنة نبينا الكريم)، ثم دعا أن يكون هذا العمل صالحاً ومقبولاً.
والد العروس من مدينة (ود مدني) ويقيم حالياً بحي (الجريف) بالخرطوم، قال للصحيفة إن التعارف بين العروسين تم في (نيوزيلندا)، حيث كانت ابنته تدرس طب العمود الفقري، وتتدرب حالياً في مجمع للعيادات في أستراليا.
وفيما عدّ العريس وهو رجل أعمال ولديه فرقة فنية تسمى (شاهد)، شروط العروس (شرعية) وقانونية، وافق عليها الطرفان لتُضمن في عقد الزواج، شرح البروفيسور “عصام البوشي” الذي صاغ الشروط وفقاً للتكييف القانوني وتلاها بنفسه، أن هذه الشروط الشرعية موجودة في الشريعة الإسلامية، وقانونية مضمنة في قانون الأحوال الشخصية للمسلمين للعام 1991م، وهي أيضاً شروط قانونية ينفذها القضاء.
وعقب مراسم عقد القران حضرت عربة العروس “دانة” مزينة إلى شارع المسجد حيث خرج المحتفلون، وقالت “دانة” لـ(المجهر) إنها تعرفت على زوجها قبل ثلاثة أعوام، ونشأت بينهما قصة حب حقيقية، وعن شروطها التي تضمنها عقد الزواج فسرت: (لأن الشريعة الإسلامية فيها أنماط متقدمة لكنها مهملة، وهي تعطي المرأة حق الطلاق وأن لا يُتزوج عليها، بالإضافة إلى شرط التحكيم في حال حدوث مشكلة بين الزوجين، بحيث لا تنتقل المشاكل العائلية إلى المحاكم).
وعقب إتمام مراسم الزواج التف الحضور الكبير حول والد العروس وشقيقها والأعمام مهنئين ومباركين، وحضر للمناسبة الخليفة “الشيخ أحمد النعمة الخدام” شيخ الطريقة (القادرية) بمنطقة (عبود) بالمناقل لحضور المناسبة السعيدة، فهذه العائلة المتصوفة وجهت الدعوة للجميع لحضور وسماع مدائح المصطفى “صلى الله عليه وسلم” والقصائد الصوفية الجميلة التي عبقت المكان وكسته ألقاً بحضور المداح والمريدين.
وحضر مراسم الزواج أصدقاء العروسين من أستراليا التي ينتظر أن يسافرا إليها حيث ينتظرهما بقية أصدقاؤهما ليفرحا بهما في احتفال خاص بالعروسين هناك.. وبسؤالي للعروس “دانة” التي تتدرب حالياً بمجمع للعيادات الأسترالية عن خيارات المستقبل، قالت إنها تركتها لله سبحانه وتعالى.. ومن القارة العجوز (أستراليا) سيطير العروسان إلى وجهة أخرى، لم يفصحا عنها، لقضاء شهر العسل هناك.