أخبار

توقعات وسقوفات!!

حالة من الترقب العظيم تحيط بالمشهد السياسي السوداني، وتضريبات الأخماس بالأسداس تتسع دائرة العاكفين عليها من السياسيين وعوام الناس، تفكيكاً لمعنى ما ورد في لقاء الرئيس “البشير” بضيف البلاد الرئيس الأمريكي الأسبق “جيمي كارتر”، بشأن (خطوة مهمة) سيقبل عليها “البشير”. التصريح المقتضب للضيف الكبير لم يقدم تفسيرات إضافية فيما ظل (التخمين) هو السائد في تفسير معنى الخطوة، وهل تخص الرئيس وحده أم تشمل معها موقفاً ما للمؤتمر الوطني، أو أن الخطوة إجراء جماعي بما يشمله رأي وسند آخرين من غير أهل الحزب الحاكم من أحزاب المعارضة !
توقيت التصريح الذى سبقه حديث مولانا “أحمد إبراهيم الطاهر” عن مفاجآت في الطريق في مسير عملية التغيير الحالي، وهذه مقروءة مع حالة الصمت الكبير لقيادات المؤتمر الوطني الأخرى التي كانت تتحدث سابقاً، عن مصفوفة ومسودة لمشروع للإصلاح الحزبي، الخاصة بالحزب شملت عدة محاور تم السكوت عنها الآن. وصعد قول عن مصفوفة إصلاح حزبي تتضمن نسخاً للمعارضة مما يعني أن الورقة لم تعد منشطاً حزبياً داخلياً، وربما هي مشروع توافقي يطال الجميع حال قبولهم به.
كل هذه الأجواء رسمت مساحات من التحليلات والتكهنات يرتفع سقفها وفقاً لتقديرات كل طرف، ففيما يحصره البعض في ترتيبات الانتخابات والدستور المرتقب، يمضي آخرون إلى القول بصعود الفريق أول “بكري حسن صالح” لسدة الرئاسة بحكومة انتقالية، بينما يتحدث آخرون عن مؤتمر جامع و…و … وكل يرمي سهمه حسب ما لديه من معلومات موثقة أو سماعية. وبناءً على استقراء لاتجاهات تحركات كل زعيم سياسي وتصريحاته ولكثافة هذه الاجتهادات، تلبدت الأجواء بطقس غريب غير مريح تفاعل مع الظرف الاقتصادي الماثل بأزماته وتعقيدات إشكاليات ندرة بعض السلع أو توفرها، لكنها تعاني من سوء إدارة جعلها دائماً في ظل الأزمة ! ولهذا أعتقد أنه من الأفضل إن كان هناك جديد، أن تدفع به الحكومة أو المؤتمر الوطني ودون مؤثرات تصويرية وشد للأعصاب، فكلما تأخر الأمر كلما أسرف الجميع في التوقعات، فإن أتى ما هو قادم وكان عملاً ما دون توقعات هؤلاء، فالراجح عن حالة من السكتة القلبية قد تصيب بعض الناشطين في التكهنات.
من المهم الإسراع في الخطوة المقبلة كيفما كانت، أي إرجاء وتأخير ستكون آثاره ضارة لظروف البلاد التى تتطلب الانتقال إلى مرحلة العمل الجاد والانطلاقة الجديدة. وأمامنا تحديات عديدة لا تواجه أو تحل بانغماس البلاد وقادتها في حالة الجذب السياسي التي ينبغي الخروج منه بحلول تؤسس لواقع جديد، فالمواطن لن يأكل أو يتعلم أو يأمن بالنوايا الحسنة والتصريحات القشيبة ثم حاجة ماسة لبرامج وعمل، وطالما أن الأمر كذلك فليس من الحكمة كما قلت كثرة التردد والعنعنة، فلعيتزم من بيده الأمر ويتوكل ودعوا الشعب وحكومته الجديدة أو القديمة المتجددة ينصرفان معاً إلى هموم البلاد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية