اقتراب طرفي الصراع في جنوب السودان من الاتفاق على وقف العدائيات
اقترب طرفا الصراع في جنوب السودان من التوقيع على اتفاق بوقف العدائيات. وفي الأثناء كشفت مصادر (المجهر) عن سيطرة المتمردين في جنوب السودان بقيادة د. “رياك مشار” على مناطق “كاكا التجارية” و”ودكونة”، وانتقال القتال إلى مدينة “الرنك” واستمراره بعاصمة ولاية أعالي النيل “ملكال” التي تضاربت الأنباء حول السيطرة عليها.
وفيما أقر الرئيس اليوغندي “يوري موسفيني” بمساعدة نظيره في جنوب السودان “سلفا كير ميارديت”، في مواجهة تمرد في دولته ضد نائبه السابق د. “رياك مشار”، كشفت مصادر (المجهر) عن استعانة (يوغندا) بمتمردين من شرق الكنغو،ودخول متمردي حكومة السودان من الجبهة الثورية وحركة العدل والمساواة الحرب لصالح حكومة جنوب السودان.
وتوقعت (المصادر) سقوط ولاية أعالي النيل في يد المتمردين، لافتا إلى استمرار محاولات جيش الحكومة لاستعادة “بور” عاصمة ولاية جونقلي.
وقال “موسفيني” الذي كان يتحدث في قمة المؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى في العاصمة الأنغولية “لواندا” (الأربعاء)، إن قوات يوغندية ساعدت هذا الأسبوع في هزيمة المتمردين خارج “جوبا”، وقتلت بعضهم في المعركة.
وأكدت المصادر توقف آبار النفط بولاية الوحدة واستمرار تدفق إنتاجها بولاية أعالي النيل، التي قالت إنها تشهد مواجهات بين الطرفين. وحذرت من خطورة عدم التوصل إلى تسوية سياسية بين الأطراف المتصارعة على مستقبل جنوب السودان. وتوقعت انقسامه إلى ثلاث دويلات فصلتها في دولة (أعالي النيل الكبرى) و(الاستوائية الكبرى) و(بحر الغزال الكبرى).
وفي السياق غادر رئيس وفد حكومة جنوب السودان المفاوض والناطق باسمه، مقر المفاوضات مع متمردي الجنوب بـ”أديس” “نيال دينق نيال” أمس (الخميس) إلى “جوبا”، لإجراء مشاورات مع الرئيس “سلفاكير ميارديت”.
وأعلن رئيس وفد حكومة الجنوب في تصريحات الاقتراب من توقيع اتفاق لوقف العدائيات، وقال لدى وصوله “جوبا” إن الطرفين توصلا إلى صيغة تقضي بفصل القضايا التفاوضية ومناقشتها واحدة تلو الأخرى.
وذكر “نيال” أن بعض أعضاء الوفد وصلوا إلى “جوبا” للتشاور مع الرئيس والمسؤولين في الحكومة، وقال : (سنغادر إلى “أديس” بعد يومين أو ثلاثة حاملين التوجيهات النهائية للحكومة).
وأكدت مصادر في مقر المفاوضات بـ”أديس أبابا” حدوث انفراج كبير، وتوقعت التوقيع على اتفاق الهدنة بعد تلقي المتمردين ضمانات بالإفراج عن المعتقلين. وأشارت إلى أن الترتيبات اكتملت لحفل التوقيع.
وذكرت المصادر أن الوسطاء قدموا ضمانات لوفد المتمردين بإطلاق المعتقلين التسعة، وعلى رأسهم الأمين العام السابق للحركة الشعبية “باقان أموم” والقياديان في الحركة “دينق ألور” و”كوستي مانيبي”. وأكدت المصادر أن “أموم” و”ألور” و”مانيبي”، سيقودون المرحلة الثانية من المفاوضات التي ستنطلق في “أديس أبابا” خلال الأسبوع المقبل.
ورصد مراسلون لوسائل إعلام منذ يوم (الأربعاء) ترتيبات مراسمية لتوقيع اتفاق الهدنة، في محاولة لإنهاء القتال المستعر في أحدث دولة في العالم منذ منتصف ديسمبر الماضي.