القيادي بالاتحادي الديمقراطي (الأصل) الوزير د. "يحيى مكوار" في حوار استثنائي مع (المجهر):«1-2»
محاور سياسية ساخنة قلبناها مع القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، وزير التنمية البشرية والعمل بولاية الخرطوم د. “يحيى صالح مكوار”، غصنا معه في تقطعات قيادات الحزب وخلافات الانسحاب والمشاركة في الحكومة وفرص تحقيق وحدة الأحزاب الاتحادية من جديد، بجانب جدوى مشاركتهم كحزب في الحكومة في ظل اتهامات بأنهم مجرد (ترلة) لحزب المؤتمر الوطني، وكذلك رؤيتهم لثورة التغيير الكبيرة في المؤتمر الوطني في الجهاز التنفيذي والحزب، بجانب محاور سياسية أخرى، علاوة على محاور جريئة حول ما يدور في كواليس وزارته، ونفرد الجزء الأول للشأن السياسي، فإلى مضابط الحوار :
} دكتور “مكوار” هناك حديث متضارب عن خروج “الاتحادي (الأصل) من الحكومة..أين الحقيقة؟
-الحقيقة أنتم معي الآن في مكتب وزير التنمية البشرية والعمل بولاية الخرطوم ممثلاً للحزب.. أما الحديث الآخر يسأل عنه من يقول به أو يطلقه.
} قيادة الحزب تحدثت عن اجتماع مرتقب لحسم أمر المشاركة وإصدار قرار بالخصوص ؟
-هذه طبيعة عندنا نحن في الحزب الاتحادي، وزمان أستاذنا الجليل الشهيد الراحل المقيم “الشريف حسين” كان دائماً ما يقول وهو يدرسنا ألف باء تاء السياسة، ونحن طلاب (ما تقولوا إنتو حزب بل انتم جبهة)، فحقيقة نحن جبهة اتحادية فيها مختلف الآراء وفيها المتشدد وفيها المتساهل، لكن كحزب ومؤسسة المؤسسة موقفها واضح جداً منذ المشاركة، وبُُعد المشاركة كان بمعنى إنو لا الوطن ولا المواطن تسمح ظروفه بأن يكون الناس متفرجين أو جالسين على الرصيف، فلابد من المساهمة في رفع العبء عن كاهل هذا المواطن ودك الأخطاء الماثلة أمام الوطن، فكان لابد من المشاركة والناس يتحدثون عن مشاركة غير متوازنة وليس بحجم الحزب و..و.. الخ، لكن الظروف متغيرة والناس تفتكر إنو بقدر ما نحن أكدنا جديتنا في مقاصدنا من المشاركة بقدر ما اتسع حجم هذه المشاركة ونصبح مشاركين حقيقيين تماماً، وأنا أقولها الآن وأؤكدها ليس هناك انتقاص من مهامنا أو اختصاصاتنا، إنما نتحدث عن (الكم بتاع المشاركة).
} (مقاطعة).. ولكن بعض قيادات الاتحادي يتحدثون عن أن مشاركتكم مجرد تمومة (جرتق) وأنكم مجرد (ترلة) للمؤتمر الوطني؟
-بصراحة شديدة أعتقد أن الذين يتحدثون عن تمومة (جرتق) أو (ترلة) هؤلاء كانوا في الأصل مشاركين باسم الحزب من قبل تحت راية التجمع، وكانت مشاركة لنظام شمولي وحسب ما بقولوا هم إنو نحن تاريخنا وأدبياتنا ما حصل فيها أن الحزب كان جزءاً من نظام شمولي، ودي حقيقة لكن الضرورة اقتضت والناس عندما تتحدث عن النظرة الشمولية وعن الإنقاذ وعن حكومة القاعدة العريضة، فهناك تطور حادث ونحن اليوم ليس كما في العام 89، يعني أن هناك فرقاً بين من يحكم اليوم وبين الأمس، فإخوانا الذين يتحدثوا عن (ترلة) و(تمومة جرتق) وزينة ساكت، ومثل هذا الكلام!!، فهؤلاء لو تفحصت فيهم تجد أنهم كانوا في يوم من الأيام مشاركين.
} معنى حديثك هذا أن هناك خلافات داخل الحزب؟
-نعم هناك اختلاف والاختلاف ده لابد منه، ودي الحتة بتاعت (الجبهة) التي تحدث عنها الشريف “حسين” وأنا شخصياً كنت مصنفاً بأنني في يسار الحزب، وهناك من يقولون إنني شيوعي مزروع في الحزب. فهؤلاء الذين كانوا يقولون بأننا شيوعيون الآن ( بقولوا مؤتمر وطني، والمؤتمر الوطني أدانا واشترانا وعمل لينا) ..لكن كل الكلام ده انا بحتسبه، لأنني أعتقد أن الغرض الذي من أجله تم إقرار المشاركة من قبل قيادة الحزب، كان في النهاية موجباته سليمة ( ما دايرين الناس تتكلم ساي ونقول لهم اتقوا الله في الوطن بس وكلهم إخوانا وحبايبنا وأشقاؤنا وزملاؤنا الكبار أو من دورنا أو أصغر مننا) . لكن الواحد يقول لهم اتقوا الله في الوطن.
} تعني أن أمر المشاركة حُُسم وليس هناك من حديث جديد؟
-نعم .. لا حديث بعد حديث القيادة، خلاص القيادة قالت نشارك كما نحن والتغييرات الأخيرة دي من بدايتها، قيادة المؤتمر الوطني قامت بإخطار قيادة حزبنا بأن شأن التغيير شأن يخص المؤتمر الوطني ولا يخص بقية الأحزاب المشاركة في الحكومة، ونحن بالنسبة لنا كان هنالك توجيه واضح بأن وضعنا كما هو في الوقت الحاضر.
} إذن ماذا تقول للذين يطالبون بالخروج من الحكومة؟
-أقول لهم اتقوا الله في الوطن وفي هذه المرحلة أفتكر أن الانسحاب من الحكومة أو مجرد التفكير في الخروج من الحكومة الآن أنا افتكرها خيانة عظمى وده رأيي الشخصي لأنو لو نظرنا للمخاطر التي من حولنا اليوم أصبحنا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً محاطين ببؤر صراع، وهذا الصراع يجب أن نفكر فيه تفكيرا عقلانيا، والصراع شيء طبيعي، وما يدور في افريقيا الوسطى وجنوب السودان وما يبدو في أي مكان حوالينا يؤكد تماماً أن هناك دولاً أكبر من دول المنطقة هي التي تحرك هذا الصراع فالهروب من معركة مثل هذه افتكر أنه لا يتماشى مع الاتحاديين الديمقراطيين.
} ماذا عن تطلعات وحدة الاتحاديين ؟
-والله ده ملف، وأنا شخصياً أحسب ليك سنين عددا، ولكن وصلت لقناعة تامة باستحالة أن يلتقي الاتحاديون في بوتقة واحدة في حزب واحد، لأنه وللأسف الشديد كثير من الكيانات الصغيرة التي تحمل اسم أحزاب اتحادية مبنية على أفراد والأفراد عندهم مطامعهم الشخصية، وباختصار شديد نمرة واحد فيهم لا يقبل يكون نمرة اثنين، ونمرة اثنين لا يقبل أن يكون نمرة ثلاثة، وعشان كده أن افتكر الحديث عن وحدة الاتحاديين بقت قضية يصرفوا بها الاتحاديين عن قضية الوطن، فيبقى كل واحد في مكانه يخدم وطنه، ونحن في النهاية – الاتحاديين- جبهة لكن كونه يكون حزباً واحداً استحالة، ممكن أقول ليك في كيان أو كيانين يعني في ملامح تقارب مع الأخوان في الحزب الاتحادي الديمقراطي وأنا ما بقول المسجل لأن (المسجل) و(الأصل) و(الموحد) وغيرها كلها مسميات اضطر لها الناس ولكن في النهاية نحن اتحاديون ديمقراطيون وبفتكر إنو ممكن بقليل من الجهد الناس تصل لاتفاق نحن وهم يمكن نكون كيانا واحدا في يوم من الأيام إن شاء الله ونرجو من الله أن نحضر ذلك اليوم.
} كيف تنظرون كحزب للتعديلات التي قام بها حزب المؤتمر الوطني مؤخراً ؟
-في الأول هو شأن يخص المؤتمر الوطني، لكن من وجهة نظري أنا افتكرها تغييرات إيجابية، يعني عملية الإحلال أفتكرها كان خطوة موجبة خالص، وقد يكون الناس الذين تم إحلالهم نالوا حظهم من القرب من الذين حلوا محلهم حتى تكون هناك دراية، والعجلة تسير، فتجربة الإحلال افتكرها تجربة مفيدة وإن شاء الله الواحد متفائل أنها تكون عندها نتائجها.
} ما هو رأيك في ترجل “طه” والقيادات الأخرى؟
-الموضوع ذو شقين، هناك قيادات عليا حصل فيها تغيير وقيادات وسطى أو متوسطة برضو حصل فيها تغيير.
} (مقاطعة) فلنبدأ من الجزئية الكبيرة؟
-الجزئية الكبيرة دي والله أنا ما قادر أستوعب، يعني رغم أن الواحد يرحب بالذين حلوا من الجدد، ولكن أفتكر إنو نحن لسه ما أخذنا كفايتنا من الذين ترجلوا.. يعني أقول ليك شنو!!. هي عبارة موجزة أنه وبالرغم من أننا نرحب تماماً بالنائب الأول الجديد لكن الواحد يفتقد النائب الأول السابق لأننا بنينا أشياء معه لنقدم شيئاً، ونتمنى انو الخط يكون ماشي كما هو، وده يؤكد أن التغيير لم يكن لإخفاق بل تغيير للأحسن، وأن الناس ماشة في خط التغيير والتعداد السكاني للسودان فيه نسبة الشباب طاغية وكبيرة، لذلك لابد أن يشاركوا ويسهموا في حكم السودان بأي صورة من الصور وما تم في المؤتمر الوطني نتمناهو يحصل في كل الأحزاب بما فيهم الحزب الاتحادي الديمقراطي، ولكن على مستوى قيادة عليا وقيادة وسطية في النص ويكون في إحلال وإبدال تدريجي حتى لا يتفاجأ الناس وتحدث صدمة بأن أناساً قد غادروا وجاء آخرون يكون الناس على علم بأن فلان ده مشى في يوم من الأيام كتطور طبيعي، وفي يوم من الأيام يكون قائد وبنفس الصورة، والحلقة تكون مستمرة وفي النهاية تكون الدولة مستفيدة والفهم ماشي لوجود الشباب.
} إبان التشكيل الوزاري سرى حديث عن رفضك مغادرة المكتب بالوزارة؟
-أنا لم أرفض مغادرة المكتب، فقد جاءني أحد الصحفيين قال لي إن هناك تغييرا وزاريا وأنك ستكون من المغادرين لمكتبك، وقلت له أنا حتى اللحظة في مكتب وزير التنمية البشرية والآثار والسياحة، ولم يأتني قرار من قيادة الحزب أن أبارح مكاني، ولن أبارح إلا بعد أن يأتيني قرار من الحزب وهذا ما قلته تحديداً وأنا شخصياً لم أسع لهذا الكرسي لكن ارتباطي التنظيمي في الحزب وأنا كنت من غلاة المعارضين للمشاركة عشان أديك كمان ليها (من الآخر) عشان ما يجوا يقولوا (إن هذا الشخص كان متزعما للمعارضين لكن الجماعة دفعوا له ذي ما واحد قال لي قالوا بنوا ليك بيت في كافوري).. بهذه الطريقة.. ولم يحدث أني في يوم سعيت إلى أن أكون تنفيذي في الحزب ونحن فتحنا عيوننا في الحزب وأتحدى أي شخص من الذين يتحدثون عبر الصحف يكون لديه تأصيل في الحزب أكثر مني، وكل هؤلاء أقول لهم أنا عندي تاريخ انضمام معروف، أحدهم قال إنه انضم سنة 86 يعني بعد الانتفاضة وأنا سميت “يحيى” وسمَّاني “أحمد السيد حمد” لأنو “يحيى الفضلي” ومولانا “السيد علي” كانوا مختلفين وتصالحوا في فترة متزامنة مع ولادتي، فاقترح “أحمد السيد” بأن يطلقوا عليَّ اسم “يحيى”، فأنا قمت ووجدت “أحمد السيد” و”علي عبد الرحمن” قدامنا لذلك زول ما في بدعي الانتماء التاريخي للحزب وحتى لا يكون الكلام متاجرة، وتنظيمياً نحن مؤهلون تماماً نعرف ما لنا وما علينا في هذا الحزب، بعض الإخوان قالوا لي أعمل مؤتمر صحفي قدم استقالتك لأن القاعدة الاتحادية قالت إنها ضد المشاركة، وأنا ما عارف ياتو قاعدة، (ضحك) أنا مشرف سياسي لمحلية جبل أولياء، وهي تعد لو ما أكبر ثاني محلية في ولاية الخرطوم تعدادها قدر الكويت والبحرين ومرتبط مع جماهير المحلية تمام الارتباط، وفي المقابل كان هناك أناس لديهم آراء من قبل المشاركة، لكن لم يطلبوا مني أن انسحب وديل جماهيري الممكن إذا في خلاف بين رأي القيادة، لكن لا يوجد خلاف وهم مؤمنون تماماً على رأي القيادة على المشاركة في الحكومة، لكن هذا لا يمنع الناس كلها وأنا ذاتي أفتكر إنو تمثيلنا في الحكومة ليس بنفس حجمنا وقدرنا كحزب اتحادي ديمقراطي، وهذه مشكلة لأن البلد بها قانون أحزاب وأصبحوا الآن أكثر من سبعين حزباً وما ممكن تعمل ليك حكومة فيها كم وسبعين زول، من كل حزب تأتي بشخص ودي إشكاليات أنا أفتكر إنو من السهولة بمكان أن تتحل مستقبلاً بحيث يكون الأساس حجم الحزب ونحن ننادي الآن بمشروع الوفاق الوطني، فمولانا السيد “محمد عثمان” يدعو الجميع أن يشتركوا فيه ومن بعد ذلك يأتي التمثيل، وهذا مشروع بالنسبة لينا إستراتيجي ونحن نقاتل من أجله بمعنى أن الآخرين لا يفتكروا بأننا “قاعدين” في الحكومة وساكتين عن مشروعنا الإستراتيجي للوفاق الوطني بل بالعكس ده واحد من حكم مولانا إنو الناس موجودة في الحكومة تعمل على دفع الحكومة للقبول بمشروع الوفاق الوطني وهذا ما يمضي الناس في اتجاهه الآن .
} وهل بدأتم تحركات مع المؤتمر الوطني للوفاق ؟
– نعم ما يحدث أن التقينا مع إخوانا من بقية الوزراء والمسؤولين في الحكومة والمؤتمر الوطني إلا ونطرح رؤيتنا؛ لذلك أنا بفتكر لابد للناس أن تصبر، وأولئك الذين يدعون أنهم من يتحدث مع جماهير الحزب هم من يعرقل قيام المؤتمر وهذه معلومة لأنهم متأكدون تماماً بأن المؤتمر إذا انعقد معروف سلفاً من سيقدمه ومن سيؤخر لذلك المؤتمر ليس قصة امكانيات أو غيره إنما المؤتمر عُطل بسبب أن هناك أناساً كثيرين شادين الفرامل حتى لا يقوم وهم ليس لهم من سند يعني ممكن نفر أو نفرين يتحدثوا عن قطاع، وهسي لو قلت ليهم جيبوا لي (50) نفر من القطاع يفشل، فهذا موضوع وأنا أتجنب الخلاف مع الأشقاء عشان ما نصل مرحلة المهاترات، لكن أنا أضرب ليك مثل جاري في انتخابات المحامين أولاً ليس هناك كيان باسم أمانة المحامين لأن الحزب أصدر قراراً بتشكيل لجنة عليا لقيام المؤتمر، وحل كل الأجهزة الموجودة في الحزب يمكن ما عدا المشرفين السياسيين المكلفين بمزاولة أعمالهم لكن، وهؤلاء يقوم على عاتقهم قيام المؤتمرات القاعدية والتصعيد لأعلى، وبالتالي ليس هناك أي كيان آخر يدعي الحديث عن أمانة المحامين الاتحاديين الديمقراطيين، مجموعة أفراد مهمومة بالأمر بتتناقش، والأخوان عندما انسحبوا من التحالف قطع شك كانت لديهم حوارات مفتوحة مع قيادة الحزب، ولأنه رأي يتوافق مع قيادة الحزب فيقوم نفر أو اثنين يقولوا ، قيادة الحزب من يحاكم من ؟! فيبقى كلام في الهواء للدعاية وتلميع الذات وحمدنا الله لذلك نحن اخترنا أن نسكت ولدينا المقدرة على الرد على أي شخص، مثلا يقولوا ليك الوزراء قاعدين مستمتعين بخير الحزب والامتيازات وهم ما عارفين، والقصة ليست بهذا الشكل لأنه ليس هناك من امتيازات أو مخصصات بالصورة التي يتخيلونها في الأذهان، فالقضية كما قلت لك أن يتقي الناس الله في وطنهم، فالشخص الذي يقصدنا معروف وعدونا معروف فلا يمكن أن نأتي لنختلف في صغائر الأمور حتى تأتي الطامة الكبرى والعدو الذي يأتي لن يقول إن هذا اتحادي ديمقراطي استثنوه وذاك مؤتمر وطني أقطع رقبتو، والآن الذين يقومون بضرب الدانات في كادوقلي يضربوا ولا يفرقوا، لذلك لابد أن يضعوا الرحمن في قلبهم ويقعدوا، والقصة ما مشكلة مشاركة، البلد دي عندها تحديات كبيرة لو الناس كلها ما اجتمعت ما بتنحل، لا مؤتمر وطني لوحده ولا معانا نحن اتحادي ديمقراطي لوحده، لو ما قعدنا كلنا في (الواطة) ونحن نأمل أن يكون وجودنا في الحكومة للمساهمة في تحقيق إستراتيجيتنا وخطة الوفاق الوطني وبذلك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي.