الوردة الجميلة
حين يزداد الطقس رداءة.. ويمعن الآخرون في سوء الظن.. وتنغلق الأبواب في وجوهنا.. وتتسع حيرتنا.. ونشعر أننا نتضاءل أمام البلاهة والغباء.. حين تحتبس الكلمات في صدورنا وترتجف الأقلام في أيادينا.. وتعجز ألسنتنا عن ممارسة القول.. وحين تداهمنا السكتة الدماغية ويُصيبنا صداع الضوضاء والضجر فنهرع إلى دواخلنا بحثاً عن الطمأنينة والأمان.. حين نفتقد كل شيء ولا نجد أي شيء.. ونفتش عن شيء لا يشبه كل الأشياء.. ولا يذوب في كل الأشياء ولا يتوه في كل الأشياء!!
وهل غير (الوردة) تمنحنا الأمل وتعطر أرواحنا وتسمو بذواتنا.. فنحلق بعيداً كي نصبح أكثر قُرباً من ظلالنا.. وأكثر وهجاً بفكرة الخلاص وبذرة الحب!!
الآن تتفتح (الوردة) وتنثر شذاها في المكان.. تقاوم العطش والجفاف وتتخطى الأسوار العالية.. تدخل بيوت المساكين والفقراء لترسل الفرح في قلوبهم.. تطرق أبواب التعساء والمقهورين كي تبعث فيهم نبض الحياة.. تعلم الناس أبجدية الكتابة الأُخرى.. والقراءة الأُخرى.. وتجعل للكلمة رنين الصدى في بهو الظُلمات.. تعيد للحرف سطوته الأولى وتزهو بالعبارة إلى شواطئ آمنة!!
أيتُها (الوردة).. هل حدثوك عن الدفء.. والظل.. والضياء؟.. هل قالوا لك كم أنت عطوفة وحنونة ورؤوفة؟!..
كم يحبونك وأنت تطلين عليهم كالفجر الطازج كل صباح.. تشرقين في دواخلهم بالنور الذي طاف سماوات العشق وجاب فيافي الحقيقة.. وهل الحقيقة غير الوردة.. وهل الوردة غير الحقيقة؟!
الحقيقة أنك (البوصلة).. والحقيقة أنك (الشراع).. والحقيقة أنك (الشُعاع).. أنت البدايات الأجمل التي لم تخطُ بعد.. أنت النهايات الأروع التي لم تكتمل بعد.. قبلك أرض بور.. وصحراء ظامئة.. وأُناس حيارى.. وفكرة ضلت الطريق.. بُعدك كان (الوطن).. بستاناً أخضر.. ووردة حمراء.. وأعيُن باتساع (الوطن) تغني للشمعة المضيئة.. للسنة الجديدة.
سنة حلوة أيتها )الوردة الجميلة)!!