القيادي بتحالف المعارضة رئيس المكتب السياسي بـالمؤتمر الشعبي د. "كمال عمر" في حوار الصراحة مع (المجهر): (1-2)
حالات من الشد والجذب والصفاء والتعكير تلوّن العلاقة بين اللاعبين الأساسيين في الملعب السياسي: الحكومة وتحالف المعارضة من جهة، ومكونات تحالف المعارضة في ما بينها من جهة أخرى.
وبلغ الشد والتعكير أوجه بعد أن أعلن الطرفان (المعارضة والجبهة الثورية) عن تنسيق جديد بينهما، وانتقال الاتفاق والتعاون بينهما إلى مراحل متقدمة بغية إسقاط النظام.
حول ملف علاقة التحالف بالجبهة الثورية، والتقاطعات والخلافات في داخل تحالف المعارضة بشأنها، وملفات أخرى كان هذا الحوار مع القيادي بتحالف المعارضة رئيس المكتب السياسي بـالمؤتمر الشعبي د. “كمال عمر”:
} دكتور “كمال”.. نحن لا نريد أن نثير موضوع خلافكم مع حزب (الأمة) بعد أن طويتم صفحته.. لكن أريد أن أسألك: كيف تعلق على قول (الوطني) بأن حزبي (المؤتمر الشعبي) و(الأمة) برآه من مسؤولية أزمة (دارفور) وانفصال (الجنوب)؟
– نعم هذا سؤال مهم.. هذا هذا الكلام قاله “حامد صديق”؟
} أعتقد أنه “حامد صديق”..
– هذه انتهازية سياسية (ساكت)… انتهازية سياسية من قبل (المؤتمر الوطني). لا يستطيع لا (المؤتمر الشعبي) ولا حزب (الأمة) تبرئة (المؤتمر الوطني) من الجرائم التي ارتكبها في حق السودان. (ما بالسهولة دي يمكن للناس أن ينسوا أخطاءه.. وما بالسهولة دي ممكن يستغل الخلاف البسيط الذي حدث بين “الشعبي” و”الأمة” بهذه الطريقة). الجنوب ما انفصل في عهد حزب (الأمة) ولا في عهد (المؤتمر الشعبي)، لكن الكلام قيل في إطار أننا كمجموعة سياسية كلنا كان يمكن أن يكون لنا دور نقوم به في قضية الجنوب، لكن الانقلابات العسكرية (ما خلت) حزب الأمة يفعل ذلك.. والخيانة عندما انقلبوا علينا في السلطة (ما خلت) حزب المؤتمر الشعبي يقوم بذلك.
نحن أكثر حزب مهموم بقضية الجنوب.. لذلك أنا أقول إن محاولة (المؤتمر الوطني) استغلال المشادة والملاسنات في تبرئة نفسه هي انتهازية، لأن من يُدير أزمة دارفور الآن هو (المؤتمر الوطني) وهو من يُدير جنوب كردفان والنيل الأزرق.. ولن يكتفي بانفصال الجنوب.. (المؤتمر الوطني) يحاول (…)
} (مقاطعة): الاصطياد في المياه العكرة؟!
– نعم.. الاصطياد في المياه العكرة.. واصطيادهم هذا مردود عليهم.. لن يصدق أحد التبرئة، ويبدو أنهم عندهم أزمة براءة.. وعندما تشعر بأزمة براءة هذا يعني أنك تعاني من أزمة إجرام في منهجك.
نحن نُحمِّل (المؤتمر الوطني) مسؤولية انفصال الجنوب ومسؤولية ما يجري في (دارفور) و(النيل الأزرق) و(جنوب كردفان)، ونُحمِّل (المؤتمر الوطني) مسؤولية انهيار الدولة السودانية.
} وتحملون حزب (الأمة) مسؤولية ماذا؟! أنتم قلتم إنه مسؤول من انفصال الجنوب..
– هي قيلت في إطار اتهامهم لنا في (دارفور).. والشيء بالشيء يذكر.. نحن فقط لمناهم في تاريخ.. لكن الآن نحن نتكلم عن حاضر. بالنسبة للتاريخ كان بإمكاننا نحن وهم (….).
} مقاطعة: أنتم تلومونهم في الجذور.. تحملونهم مسؤولية جذور المشاكل؟
– الجذور هي مسؤولية الكافة.. ليست مسؤولية (الأمة) وحده.. الجذور هي مسؤولية (الاتحادي الديمقراطي) و(الأمة) و(الحركة الإسلامية) و.. جميعهم مسؤولون عن الجذور، وكان بالإمكان أن يحدث وفاق سياسي بصورة مضبوطة منذ وقت مبكر.
} إذن أنت تعني أن الانفصال مسؤولية الكافة؟
– لا أبداً.. انفصال الجنوب وأزمة (دارفور) مسؤولية (المؤتمر الوطني) لأنه هو الجهة الحاكمة.
} انفصال الجنوب مسؤوليته لأنه هو من عمل (نيفاشا)؟
– نعم، لأنهم هم الذين عملوا نيفاشا.. (مش عملوها وبس)، هم الذين خانوا نيفاشا.. نيفاشا براها ما كانت كافية لانفصال الجنوب.. هم عملوا نيفاشا وهم خانوا نيفاشا.
} دكتور “كمال”.. هناك أحاديث كثيرة نُشرت عن علاقتكم بـ (الجبهة الثورية).. وهناك تصريح نُسب إليك يقول (إن رؤساء الأحزاب في تحالف المعارضة قرروا التعاون مع الجبهة الثورية مطلقاً لإسقاط النظام).. هل أنت قلت هذا؟
– أنا لم أقل ذلك بهذا المنهج المبتور.. أنا قلت أولاً: العلاقة بيننا و(الجبهة الثورية) – حتى تكون هذه النقطة واضحة – هي ليست علاقة جديدة تعود إلى الأيام السابقة.. نحن حزب متهم بأن لديه صلة بحركة (العدل والمساواة).. ومتهمون بأن لنا صلة بـ(الجبهة الثورية).. كل الأحزاب الموجودة الآن في تحالف المعارضة لها صلة بـ(الجبهة الثورية).. لكن ما طبيعة هذه الصلة؟ عشان لما نحن نتكلم.. نتكلم بلغة القانون.. هل هذه الصلة بها وقائع تدخل تحت بند الجرائم الموجهة ضد الدولة.. هل تدخل في إطار أننا نسعى لتقويض النظام بالعمل العسكري.. الإجابة عن ذلك نحن نمتلكها في تحالف قوى الإجماع الوطني.
نحن أحزاب لدينا وسائلنا المغايرة يا “سوسن”.. نحن وسائلنا هي الديمقراطية السلمية المظاهرات والإضرابات، والعصيان المدني ولغاية الإضراب السياسي.. هذه هي وسائلنا نحن.. أما هم فيطرحون وسيلة تغيير النظام بالقوة العسكرية وبالقوة السياسية.. يعملون مزاوجة بين الأسلوبين العسكري والسياسي.. ونحن اتفاقنا معهم على النقطة السياسية وهؤلاء الناس..
} مقاطعة: ألم يستجد أمر جديد في علاقتكم بهم؟
– لم يستجد أمر جديد، بل بالعكس نحن عملنا آلية لتطوير العمل السياسي الذي بيننا وبينهم.. وهذا العمل السياسي الذي بيننا وبينهم نحن نريد أن نصل به إلى ماذا؟ نحن نريد أن نصل به إلى حكومة انتقالية.. نريد أن نصل به إلى حريات إلى ديمقراطية.. نريد أن نصل إلى سلام في البلد.. أهم نقطة في العلاقة التي بيننا و(الجبهة الثورية) هي أننا نريد أن نحقق السلام.. والسلام لا يتحقق إلا بالديمقراطية ولا يتحقق إلا بالحريات وبالعدالة.. هذا هو سر العلاقة بيننا و(الحركة الثورية).
} دكتور.. أليس هناك أي شيء آخر في هذه العلاقة؟ ألم تقولوا (قررنا التعاون مطلقاً مع الجبهة الثورية لإسقاط النظام).. طيب من أين جاء هذا الكلام؟
– (ما ‘نت عارفة)!! إن معظم هذه الصحف ومعظم أجهزة الإعلام يتحكم فيها حزب.. هذه أخبار الوطني.. وأخبار السلطة مدسوسة علينا وينسبونها لنا.. نحن نتحدث عن وسائل سلمية لإسقاط النظام.
} طيب ما الذي جعل “الصادق المهدي” يقول: إن من واجبنا جر (الجبهة الثورية) لإستراتيجية سياسية بدلاً عن الانجرار وراءها نحو إستراتيجية الإطاحة بالقوة العسكرية؟
– الذي جعل “الصادق المهدي” يقول هذا الكلام هو أنهم الآن (شغالين) في اتجاه جر (الجبهة الثورية) إلى العمل السياسي، أنا أفتكر أن أي شخص ناشط سياسي حكيم يفترض أن يكثف العمل السياسي مع (الجبهة الثورية) طالما كان هو يسعى معها لنفس المسعى، وذلك لإضعاف تيار الاحتراب، فكلما اقتربنا من (الجبهة الثورية) وكلما التقينا بها سنبعد شبح الحرب وشبح العنف عن وطننا.
وهؤلاء لا يريدون أن يفهموا.. (المؤتمر الوطني) هذا لا يفهم.. في هذه الدنيا يا “سوسن” هناك حزب سياسي لا يفهم هو (المؤتمر الوطني).
هم يعتقدون أن علاقتنا بـ(الجبهة الثورية) تمشي في اتجاه أننا نريد استعمال السلاح لتقويض النظام.. نحن نريد أن نستعمل شعبنا هذا ونكون جزءاً منه في ثورة شعبية تسقط النظام.
} طيب لماذا “الصادق المهدي” قال عنكم إنكم أصبحتم (ترلة) لـ (الجبهة الثورية)؟ هذه الأحاديث حين نأخذها في سياق واحد.. يبدو كأنكم اتفقتم مع (الجبهة الثورية) على شيء غير قانوني..؟
– والله ياخي العبارة ما كانت موفقة.. عبارة أننا (ترلة) لـ (الجبهة الثورية).. ونحن أيضاً وصفنا لـ”الصادق المهدي” بأنه (ترلة) لـ (المؤتمر الوطني) ما كان موفقاً.. (الاثنين ما كانوا موفقات).
} “الصادق المهدي” قدم لتحالف المعارضة خمسة اشتراطات رهن بها استمراره في التحالف.. منها إعادة هيكلة التحالف.. ومنها التغيير السلمي للنظام؟
– الهيكلة طرحها الإمام وقيل فيها كلام في داخل التحالف، والناس توصلوا إلى رؤية بأن تكون هناك ورقة تنظيمية لتفعيل الأداء.. يعني نحن قادرون على أن نستوعب ملاحظات حزب (الأمة).. لكن الوقت الآن ليس مناسباً لعقد ورشة.. الورشة الوحيدة التي يمكن عملها الآن هي عن (كيف نسقط النظام؟).
} “الصادق المهدي” هل طالب بإسقاط النظام عبر العمل السلمي؟
– (آاي).. الإمام يتكلم عن إسقاط النظام دون أن تكون هناك إجراءات بديلة بعد إسقاط النظام يُدخل البلاد في مشكلة.. نحن عندنا إجراءات بديلة.. عندنا المشروع الدستوري الانتقالي الموجود الآن وعندنا وثيقة البديل الديمقراطي.