أخبار

إلى "دوسة" و"أبو سن"..

} هل هي صدفة محضة أن يجتمع في حراسة أبواب العدل في السودان اثنان من أبناء بيوت العشائر الكبيرة في البلاد وزعماء الإدارة الأهلية؟! أم تدبير مسبق من القيادة العليا في الدولة التي وجدت في (أولاد القبائل) وأبناء النظار ضالتها في حراسة أبواب العدل ببلادنا، بعد أن تهامست المدينة – الفاجرة والفاضلة – بفساد آخرين كانوا قبل أولاد النظار حراساً لبوابة العدل، ولكن (أخرجوا) بالسترة ولزموا بيوتهم بعيداً عن الشأن العام.
} كيف في عهد أولاد القبائل والنظار لا تسترد حقوق العامة التي سطا عليها في غسق الليل آخرون، ونضرب هنا الأمثال لعل ود ناظر الشكرية مولانا “أبو سن” وود سلطان (الزغاوة) مولانا “دوسة” (يتدبران) في واقعة خطيرة وفضيحة كبيرة. كشف عن الواقعة المهندس “الحاج عطا المنان” السياسي والوالي السابق ورئيس لجنة التسيير المكلفة بإدارة نادي الهلال مؤقتاً، حتى نظافة ميدان اللعبة وإجراء انتخابات لاختيار مجلس شرعي لإدارة النادي الذي فر رموزه من قيادته كفرار العنزة الصحيحة من القطيع المريض!
} قصة شعار نادي الهلال تكشف عن (استهانة) البعض بالحق العام والتعدي باسم القانون والإجراءات في الظلام على حقوق الشعب السوداني. كيف لقاضٍ أو مستشارين قانونيين بوزارة العدل، مهما بلغ عددهم وارتفع مقامهم، أن يسجلوا شعار نادي معلوم بالضرورة، كنادي الهلال، لصالح فرد، مهما قدم من مستندات قانونية تثبت أحقيته بتسجيل شعار نادي الهلال في الملكية الفكرية؟! هل يمكن تسجيل شعار صقر الجديان رمز البلاد لصالح فرد؟! وهل يمكن تسجيل شعار الشرطة أو قوات الدفاع الشعبي أو شعار ولاية الخرطوم أو شمال كردفان لصالح جهة أو فرد؟!
} وكيف تم النظر من حيث المبدأ في ادعاء فرد ملكيته لشعار عام معلوم بالضرورة لكل إنسان، دعك من قضاة؟ الرجل الذي سجل شعار الهلال باسمه منذ سنوات بدأ في ملاحقة نادي الهلال بالقضايا القانونية، بحجة أنه المالك لهذا الشعار!! ويتحدث الرجل في الصحف عن استعداده للتفاوض من أجل التنازل عن شعار لا يملكه إلا بالغفلة وسوء التقدير وأخطاء الجهاز العدلي والقضائي منذ سنوات حينما منحه حقاً لا يستحقه.
} القضية التي كشف عنها المهندس “الحاج عطا المنان” لها أبعادها السياسية والأمنية، وهي ليست قضية نزاع قانوني في ردهات المحاكم، ولكنها قضية حق العام.
} وحينما وجد الرئيس “عمر البشير” أن المال العام سيذهب هدراً في قضية شركة الأقطان الشهيرة حينما ثار جدل قانوني حول الجهة الشهيرة التي يحق لها مقاضاة مدير شركة الأقطان غير الحكومية والمملوكة لاتحادات المزارعين، تصدى الرئيس للقضية باعتباره مفوضاً من قبل الشعب السوداني ومنتخباً ليدير شؤون البلاد، فوجه الرئيس بهذا التفويض بفتح بلاغات في مواجهة الذين استولوا على مال الشركة دون وجه حق.
} وبذات التفويض الشعبي للرئيس إذا عجز أولاد القبائل “دوسة” و”أبو سن” عن رد حق الأغلبية من الرياضيين وشطب التسجيل الذي تم لشعار الهلال لصالح شخص، فإن تفويض الشعب للرئيس “البشير” يمنحه حق التدخل واستعادة حقوق الجماهير التي سلبت منها دون وجه حق. فالهلال قبل أن يكون شعاره مسجلاً باسمه فإنه مسجل في وجدان أكثر من (15) مليون سوداني، إذا خرجوا في تظاهرة مطالبين بحقوقهم فإن الخرطوم ستنقلب إلى فوضى ويصعب التكهن بمآلات ما يحدث، وروابط الأهلة وقواعده إذا ما فشل السلطان “دوسة” والناطر “أبو سن” في رد الحق المسلوب، لن تعوزها خطوة التظاهر والاجتماع أمام القصر الجمهوري حتى يعيد الرئيس حق الجماهير الذي سلب منها دون وجه حق!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية