شهادتي لله

أسودنا وتماسيحنا في "الشارقة"!!

– 1 –
} يبدو غريباً جداً أن تهتم إمارة “الشارقة” بدولة الإمارات العربية المتحدة بإنشاء واحدة من أكبر (حدائق الحيوان) في منطقة الشرق الأوسط والأدنى، بينما تفتقد “الخرطوم” عاصمة دولة الغابة والصحراء، الجبال، والتلال والبوادي، والأنهار حديقة عريقة كانت موجودة أصلاً قبل نحو (مئة عام) تضم الأسود، والنمور، والتماسيح، والأفيال والطيور والثعالب والسحالف والزراف والغزال وغيرها من الحيوانات البرية والمائية!!
} الخرطوم الأعرق في تأريخ حدائق الحيوان، حيث كانت هنا حديقة مع مطلع القرن العشرين بعد دخول (الانجليز) للسودان بسنوات قلائل، فأين هي الآن؟!
} قرأنا خبراً العام الماضي عن توقيع مذكرة تفاهم بين ولاية الخرطوم وشركة إماراتية، لإنشاء مجمع بيئي ضخم على مساحة (مئة فدان) جنوب أم درمان حول منطقة المطار الجديد، يحوي بداخله حديقة عالمية للحيوانات، ولكننا وبعد مرور أكثر من (عام)، لم نسمع ولم نقرأ جديداً عن هذا المشروع الحلم، (لا حس ولا خبر)!!
} التحية لإمارة “الشارقة” وحاكمها، وإدارة البيئة فيها التي تهتم بأسودنا وطيورنا وحتى (تماسيحنا)!!
– 2 –
} والفندقة في الخرطوم، وكل السودان تعاني..! فندق عريق مثل (فندق السودان) يتحول لسكن لشركات بترول أجنبية، و(الفندق الكبير) – قراند هوليداي فيلا – تحاول إدارته جاهدة تجديده، وإحياء مناشطه، ولكن لا حياة لمن تنادي!! (تخيلوا) لو أن هذين الفندقين وعلى هذا الموضع السياحي (الاستثنائي) قبالة هذا النيل الشامخ العجيب، كانا بذات الهيئة والجغرافيا والمساحة في “القاهرة” أو “بيروت” أو “دبي”، هل كانت ستخلو (غرفة واحدة) لأربع وعشرين ساعة؟!
} في “الخرطوم” تطارد (المحلية) الفنادق ويدخل عمالها تحت حراسة شرطتها وبأمر نيابتها لمصادرة (كراسي) و(ترابيز) مطاعم الفنادق، بسبب عدم دفع رسوم (العوائد)!! (تخيلوا) مرة ثانية أن هذا يحدث في عاصمتنا (الحضارية)!!
} إنهم يحاربون الاستثمار، والسياحة، وتطور الاقتصاد، بينما تعتمد بلدان عربية وأفريقية وأوربية في نصف ميزانيتها على إيرادات السياحة!! والسياحة ليست كلمة مرادفة للعهر والفجور كما يتوهم الكثيرون، فالملايين من (الخواجات) والآسيويين الذين يزورون سنوياً (المتحف المصري) جوار (ميدان التحرير) بالقاهرة، وأهرامات (الجيزة)، والمعابد الفرعونية في صعيد مصر حيث تمتد آثار الحضارة (النوبية) من “أسوان” إلى “البجراوية” مروراً بـ”مروري”، هؤلاء لا يدفعون مليارات الدولارات بحثاً عن النساء، والمراقص، والخمور، لأنهم جاءوا أصلاً من بلدان تعاني (تخمة) من هذه (الملذات)!! لكنهم ينقبون في التأريخ، ويستمتعون بالحضارة.
} سيدي والي الخرطوم.. عاصمة (الأفارقة) و(العرب) تبحث عن فنادق راقية ومحترمة، وسياحة على النيل، وحدائق – لا حديقة – للحيوان في كل (المحليات).
} جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية