رأي

ثورة في العمل الإسلامي..!!

انقسم الإسلاميون في السودان، وهذا ليس الانقسام الأول ولن يكون الأخير، ولكن بإمكاننا أن نجعل من هذا الانقسام عنصراً إيجابياً يصب في صالح العمل الإسلامي في السودان، أي نحوله إلى عامل إيجابي يفيد الإسلاميين والمسلمين، ويكون خيراً عليهم، وكل ذلك لن يتم إلا إذا أصبح الجميع يداً واحدة، ولن يصبحوا كذلك إلا إذا اتفقوا، وهذا الاتفاق لن يتم إلا إذا كان ميثاقاً للعمل الإسلامي في السودان لتجنب أخطاء إخوتهم في مصر.
هذا العمل يبدأ بالدعوة، وكل شيء يبدأ بها، والدعوة لا تأتي إلا ممن يحظى بقبول الجميع، أو من يجد منه القبول والاحترام وكلمته مسموعة لديه.. وليست هناك جهة تجد الاحترام لدى الجميع سوى الحكومة ومؤتمرها الوطني بحكم أن بيدها كل الخيوط والسلطة ووسائلها وآلياتها، كما أنها الوحيدة التي لها وجود في كل مكان.
في البداية نحدد المجموعات التي تنبغي دعوتها، وكلها منظمة في جماعات ولها قيادات ومكاتب وعناوين وهذا يسهل الاتصال بها، لو حاولنا إحصاء الجماعات التي تعمل ضمن دائرة العمل الإسلامي فسنجدها كثيرة متعددة، ولا يشك أحد في أن أهدافها جميعاً مصلحة الإسلام والمسلمين، وبين هذه الجماعات، بعض الجماعات التي ظلت في ميدان العمل الإسلامي لعشرات السنين وظلت تصارع القوى العلمانية، فاكتسبت بذلك خبرات كثيرة تنظيمياً وسياسياً، ويمكن الاستفادة من خبراتها في هذا المجال، وبعضها اختار أمور الدعوة، فانتشر في القرى وأقام المساجد والخلاوي والمعاهد والمدارس أو حلقات الذكر وتلاوة القرآن.. هذه كلها جهات إسلامية لا ينبغي إهمالها عند الدعوة إلى ميثاق العمل الإسلامي في السودان لأنها كلها تؤدي دوراً لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله.
ولنحاول تحديد الجماعات الإسلامية وتسميتها لنحصر عملنا فيها.. هذه الجماعات بعضها كما قلنا مارس ويمارس العمل السياسي منذ عشرات السنين واكتسب خبرات كثيرة، وشارك في النشاط السياسي ودخل في كل الصراعات ولم يهتم بما أصابه من أضرار.. الذي ينطبق عليه هذا الوصف هو حزب المؤتمر الوطني وكذلك حزب المؤتمر الشعبي وكل أحزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي.. هذه هي الأحزاب الرئيسية التي ينبغي أن تتصدر المشهد، ولا أظن أحداً يختلف معي في ذلك.. ويجب على الأحزاب الكبيرة أن تتصدى لأمر الدعوة إلى المؤتمر، وتحدد أجندة الحوار بما لها من خبرات كثيرة.. وهناك أحزاب تفرعت منها أحزاب مثل حزب الأمة والاتحادي والمؤتمر الوطني، لكن كلها يجب أن تشملها الدعوة.
وإذا تركنا الأحزاب السياسية جانباً، فإننا نجد أمامنا العشرات من الجماعات حددنا طبيعة عملها آنفاً، وهذه مارست العمل الإسلامي والدعوي دون تنظيم، لكن لها أتباعها ونشاطاتها الكثيرة.. كالطرق الصوفية والجمعيات الكثيرة، وأفراد كان لهم دورهم واحترامهم لا ينبغي إهمالهم.
وفي البداية تتوجب الإجابة عن السؤال الصعب المحرج: هل ينبغي إعطاء كل جماعة دوراً سياسياً تنفيذياً؟ أم يمكن لبعضها القيام بدور اقتصادي واجتماعي؟! بالتأكيد (كيكة) السلطة لا تحتمل التقسيم إلى مائة قطعة متساوية، وإلا أصبحت كلها ذات أحجام صغيرة لا تأثير لها. وهناك الجانب الاقتصادي وهو الأهم، ينبغي تكوين مكاتب مجهزة بإحصاءات دقيقة عن عدد الفقراء وأماكنهم، وأن تحدد الميزانية اللازمة لمساعدتهم بصورة دورية. بعد هذا العمل الشاق نأتي إلى الجزء الأسهل، وهو العمل التنفيذي، وهذا لن يكلف جهداً كبيراً إذا أحسنا العمل الاجتماعي والإحصاءات، بحيث لا تبقى لأحد حجة للحضور إلى الخرطوم لكي يعيش، وقد أصبحت بعض القرى خالية من السكان.
> سؤال غير خبيث
هل هناك إحصائية بعدد الفقراء في السودان؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية