أين (المارينز)؟!
} ما يحدث في جنوب السودان من انفجار سياسي وقبلي (مسلح)، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا لا تملك لرئيس أو حكومة ضراً ولا نفعاً، فقد انتفخ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “باراك أوباما” قبل يومين معلناً على العالمين أن حكومته أرسلت (45) جندياً من (المارينز) لإجلاء الرعايا الأمريكيين بالجنوب حوالي (150) شخصاً..!!
} (45) جندياً لا غير وصلوا “جوبا” ثم فروا بعد نجاح العملية بعد خسائر محدودة لحقت بإحدى الطائرات، وهو الخبر الذي صنعت منه بعض الصحف (هلولة). .!! (قوات من المارينز تصل “جوبا”..)!!
} هرب (المارينز) من أتون حرب (الدينكا- النوير) أو (سلفا – مشار)، ولنكون أكثراً إنصافاً ومهنية وموضوعية فإنهم في الأصل لم يأتوا ليبقوا بل لإجلاء رجال السفارة والشركات والمخابرات في “جوبا” و”بور”، وبقية أصقاع الأرض التي فرطنا فيها قبل عامين، وها نحن مقبلون على الاحتفال بعيد الاستقلال الـ(58) وفي القلب حسرة، وفي الحلق غصة!
} لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية بكل جبروتها وطغيانها أن تفعل شيئاً لإيقاف تمرد “رياك مشار” ومجموعات واسعة من (النوير) وبعض القيادات السياسية والتنفيذية المقالة بأمر رئيس الدولة “سلفاكير ميارديت”.
} اكتفت “واشنطن”.. رئيسها.. ووزير خارجيتها والمتحدثون باسمها بإطلاق التصريحات وإصدار بيانات تحذر من انهيار (الدولة) وانزلاقها نحو هاوية (الحرب الأهلية)، وهاتفوا “سلفاكير” مطالبين بضرورة وقف العنف والجلوس لطاولة الحوار مع نائبه “مشار”!!
} أين أمريكا العظمى التي رعت مفاوضات “مشاكوس” و”نيفاشا” لأكثر من ثلاث سنوات طويلة لتحقيق (هدف واحد) هو (انفصال) جنوب السودان عن شماله؟!
} أين أمريكا.. وطائراتها .. وبوارجها وأساطيلها.. ومخابراتها من كارثة الاحتراب القبلي الذي سيكون طاحناً ومدمراً إن تطاول أمده على أرض الجنوب؟!
} وأين الاتحاد الأوروبي من “بروكسل” إلى “لاهاي”.. ومن “باريس” حاضنة التمرد في دارفور وراعية المحكمة الجنائية وإلى “أوسلو” عاصمة المفاوضات ومؤتمرات (المانحين) الكذابين؟!
} أجلت “أمريكا” رعاياها.. من “جوبا” وكذلك فعلت “لبنان”.. ولا فرق..!! فلماذا يموت جندي واحد (أبيض) من (المارينز) من أجل هؤلاء الجنوبيين السودانيين (السود)!! في ستين ..!!
} أمريكا أكذوبة كبيرة.. وليت الأخ “علي كرتي” يعي ذلك، وينسى حكاية رفع اسم السودان عن قائمة (العقوبات)!!.
} فليتركونا عشرة أعوام قادمات في قائمة العقوبات، وعلى أية حال فإنهم لم يحتاجوا يوماً لـ(45) جندياً من (المارينز) لإجلاء رعاياهم من “الخرطوم”.