أخبار

قوات «سلفاكير» تسيطر على «بانتيو»

نشبت ظهر أمس معارك ضارية بين القوات الحكومية في الجنوب والمتمردين بمدينة “بور” عاصمة ولاية جونقلي التي سيطرت عليها قوات منشقة يقودها “بيتر قديت”.
وقالت مصادر جنوبية مطلعة لـ(المجهر) إن الطائرات المروحية المقاتلة شنت طلعات جوية متواصلة وقذفت القوات المتمركزة في شرق مدينة “بور” محدثة خسائر فادحة. وفي الساعة الواحدة من ظهر أمس بدأ هجوماً برياً واسع النطاق للقوات الحكومية على المتمردين شاركت فيه وحدات من سلاح المدفعية مدعومة بالدبابات والراجمات، وبدأت معركة كبيرة في أطراف مدينة “بور” لدحر واستعادة السيطرة على المدنية، وفي ولاية الوحدة الغنية بالنفط استعادة القوات الحكومية السيطرة على الأوضاع وفرضت طوقاً عسكرياً لحماية آبار البترول من التخريب، بينما اشتدت المعارك بعد ظهر أمس في “بانتيو” و”فارينق” وقتل المتمردون ثمانية من المهندسين العاملين في حقل “سرجاك” للنفط جمعيهم من الجنوبيين بعد إخلاء الأجانب من المنطقة. وفي تطور جديد للأحداث تمرد اللواء “جميس كونق” قائد الفرقة الرابعة التي تمثل عصب ولحم المتمردين الشماليين من قطاع الشمال. وفر المتمرد “جيمس” نحو منطقة “مابيل”.. فيما أجلت السلطات الحكومية د. “جوزيف ماتتويل” والي ولاية الوحدة.
إلى منطقة “ميوم” بعد أن تمددت العمليات الشرسة لكل أطراف مدينة “بانتيو”، حيث تلاحق القوات الحكومية المتمردين للقضاء عليهم إلى ذلك يعقد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم اليوم مؤتمراً صحافياً بمقر السفارة لشرح تطورات الأوضاع في جنوب السودان ومسار العمليات الجارية الآن، ونفت مصادر مطلعة في “جوبا” مزاعم المتمردين بالسيطرة على مدينة “توريت” بشرق البلاد.
وفي السياق وعد رئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” والنائب السابق له د. “رياك مشار”، بعثة الوساطة الأفريقية بـ (إجراء حوار غير مشروط) ـ حسبما قال السفير الفرنسي في الأمم المتحدة “جيرار أرو” في وقت تبنى فيه مجلس الأمن الدولى بالإجماع إعلاناً غير ملزم يطالب (الطرفين) بتحمل مسؤولياتهما ووقف الأعمال الحربية والبدء الفوري في الحوار.
من جهته أطلق وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” دعوة تحذيرية للرئيس “سلفاكير” ونائبه السابق “رياك مشار”، عندما قال:(حان الوقت كي يسيطر قادة جنوب السودان على الفصائل المسلحة التي تخضع لهم، وأن يكفوا فوراً عن الهجمات على المدنيين).
وأعلن أن موفداً أمريكياً خاصاً توجه إلى جنوب السودان، للتشجيع على الحوار بين الفصائل المتخاصمة.
وطالب “كيري” الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس “سلفاكير”، بوضع حد لموجة العنف بين المجموعات الاثنية والسياسية المختلفة في جنوب السودان.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن هذا القرار اتخذ بعد اتصال هاتفي (الخميس) مع رئيس جنوب السودان “سلفاكير ميارديت”.
وأضاف ليلة (الخميس) اتصلت بالرئيس “كير”، وطلبت منه كرئيس لكل الجنوبيين، أن يحمي مواطني جنوب السودان، وأن يعمل على المصالحة).
وكان السفير الفرنسى “أرو” بحسب الوكالات يقدم لوسائل الإعلام إحاطة عن المشاورات العاجلة في مجلس الأمن، الذي يرأسه في ديسمبر حول تدهور الوضع في جنوب السودان.
وقال “أرو” (أبلغنا أن الرئيس والنائب السابق للرئيس و”ربيكا” أرملة “جون قرنق”، وافقوا على ما يبدو على إجراء حوار غير مشروط)، ولم يقدم مزيداً من التفاصيل.
في غضون ذلك أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إصابة أربعة جنود أمريكيين أمس (السبت)، عندما تعرضت الطائرة التي كانوا سيقومون بواسطتها بعملية إجلاء، لإطلاق نار في “بور” من قبل مجهولين .
وأوضح المتحدث في بيان (بعد إصابتها برصاص أطلق من الأرض لدى اقترابها من المدرج، تحولت الطائرة إلى مطار آخر خارج البلاد وألغيت مهمتها). وكانت الطائرة ستجلي أمريكيين من “بور” عاصمة ولاية “جونقلي” في جنوب السودان. وفي ذات السياق نصبت قوات تتبع لدكتور. “رياك مشار” اللواء “كوني شول” حاكماً مكلفاً على ولاية “الوحدة” التي يأتي منها أغلب إنتاج الجنوب من النفط، في وقت قال قيادي بالحركة الشعبية إن “مشار” يسيطر الآن على ولايتي “الوحدة” و”جونقلي”، بينما تم إجلاء الحاكم الفعلي “جوزيف مانتويل” من الولاية .
من جانبه قال القيادي في الحركة الشعبية د. “لوكا بيونق” عبر الهاتف، لشبكة “الشروق” (إن “مشار” يهيمن الآن على ولاية “جونقلي” أيضاً وهو موجود هناك).
واعتبر “بيونق” هيمنة “مشار” على “جونقلي” تمثل مكسباً عسكرياً كبيراً، ويؤكد أنه غنم معدات عسكرية ضخمة كانت أرسلتها الحكومة إلى هناك، من أجل القضاء على تمرد “ياو ياو”.
وقال: إن تركيز “مشار” من أجل الهيمنة على مناطق النفط بولايتي أعالي النيل والوحدة، سيشل انسياب البترول، وسينعكس ذلك سلباً على الخرطوم وجوبا.
وأكد “بيونق” أن “مشار” لديه قوات في ولاية شرق الاستوائية، والأنباء الواردة من هناك تقول إنها استولت على “توريت”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية