حوارات

القيادي بـ(الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل) الأستاذ "الطيب أحمد المكي" الشهير بـ(ود المكي) في حوار مع (المجهر) (1-2)

يبدو أن هناك صراعات كثيرة في داخل (الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل) يؤججها موضوع مشاركة الحزب في الحكومة.. وموضوعات أخرى ربما.
في حوار سابق كنا أجريناه مع القيادي بالحزب الدكتور “علي السيد” أشار إلى أن هناك (تململ) في وسط قيادات الحزب، وقال (أنا مع كل ما يقوم به “أبو سبيب” وضد كل ما يقوم به ود المكي).. ووجه اتهامات لـ(ود المكي)، وذكر أنه يقود تمرداً جهوياً في داخل الحزب (الاتحادي الديمقراطي) يرمي إلى تفتيت الحزب.
فكان لزاماً علينا في (المجهر) أن نلتقي (ود الفكي).. ونطرح عليه الاتهامات ونسمع منه.. التقيناه وكان هذا الحوار.. فإلى مضابطه.

} هناك صراعات في داخل الحزب (الاتحادي الديمقراطي) وخلافات يبدو أن موضوع المشاركة أججها.. ما رؤيتكم أنتم للمشاركة؟
– أنا أعتقد أن موضوع المشاركة وما المشاركة هذا (شَرَك) رمانا فيه المؤتمر الوطني (وخلانا ننقسم على بعضنا البعض).
صحيح المشاركة نحن رفضناها، وقلنا نحن في خط الحراك الجماهيري نرفض هذه المشاركة لأنها لا تليق بماضي وحاضر ومستقبل الحزب (الاتحادي الديمقراطي).. لكن هل سيظل رفضنا هكذا مستمراً.. رافضين رافضين نطلقها هكذا في الهواء؟ نحن مع المشاركة على أسس تفضي إلى سعادة هذه الجماهير بأن تكون على ثوابت وطنية.
} المشاركة الواقعة الآن في تقديرك.. هل هي مبنية على أسس وطنية وتفضي إلى سعادة الجماهير؟
– نحن نقول عن المشاركة الحاصلة الآن أن السيد قال، أو الحزب أو الجهاز التشريعي قال، أو صاحب الرؤية السياسية قال (والله نحن شاركنا من منطلق أجندة وطنية).. لكن أين هذه الأجندة الوطنية التي شاركنا من منطلقها؟! ها هو ذا الوطن يتمزق وها هو ذا المواطن وقد جرى له ما جرى في أحداث سبتمبر و.. و.. ليست هناك إضاءة في الطريق تقول إن مشاركتنا لخير الوطن، ولا يوجد هناك شيء يحفزنا على الاستمرار في المشاركة أو يُخرج الوطن من (ورطته، الكل يوم زايدة).
فلذلك الأفضل أن نخرج منها و(نخليها لأهلها وهم أولى بلحم تورهم).
} مجموعتك الحراك الجماهيري.. هل هي حراك في داخل الحزب أنت تقوده؟ وبماذا ينادي؟
– مجموعة الحراك الجماهيري هي ليست مجموعتي وإنما هم كلفوني وشرفوني بقيادة هذا الخط، وأنا دائماً أقول بدلاً عن أن أكون رئيساً في جيش منهزم، فالأفضل أن أكون جندياً في جيش منتصر.. وأنا غير متحمس نهائياً لأن أكون على رأس أي عمل لأن فلسفتي دائماً هي الوسيطة في هذا الأمر (ما تكون رأس يقطعوه ولا ذيل يدوسوه).. هذه هي قناعتي لكن هؤلاء الناس أصروا عليَّ وأنا مازلت على رأس الحراك.
} بماذا ينادي الحراك.. ما هي أهدافه؟
– نحن باختصار ننادي برشد العمل السياسي في الحزب وتمكينه وتفعيله مع الجماهير وللجماهير، نحن مهمومون بوضع برنامج تنظيمي سياسي (وقِربو ما بنوكيها على الآخرين).. نريد من الآخرين أن يأتوا إلينا ويساهموا معنا في هذا الحراك السياسي.. لكن ليس كل أحد (الما بعرف ما بنديهو يغرف).
} القيادي بحزبكم الدكتور “علي السيد” اتهمك في حوار أجريناه معه بأنك تقود تمرداً في داخل الحزب على أساس جهوي؟
– أولاً: أنا أقول للشقيق الأستاذ “علي السيد” تحية واحتراما.. نحن رفقاء درب وأشقاء.. لكني أطلب منك أن (تهدئ اللعب).. وتعرف من نحن؟ نحن مجموعة الحراك الجماهيري نقوم على مرتكزات سياسية وتنظيمية، وظللنا نلتقي بالجماهير الاتحادية في كل مظان وجودها، بداية يا “علي السيد” التقينا بالجماهير في غرب أم درمان في منطقة (الفتح)، وفي مظاهرة سياسية دخلنا مدينة (الفتح) غرب الحارات ومعنا طاقم منظمة حقوق الإنسان السودانية، وهي منطقة عبارة عن سودان مصغر تقطنها كل قبائل السودان.. هؤلاء الناس مرت بهم كارثة السيول والفيضانات والأمطار الأخيرة، نحن ذهبنا إليهم ووقفنا معهم (وما في ولا حزب وقف معهم غيرنا نحن، ولا المؤتمر الوطني حتى).. وقفنا معهم وناصرناهم وطالبنا بأن يملكوا أساسيات معيشتهم وحقوقهم.
وبعدها ارتحنا وتحركنا إلى مناطق شمال أم درمان (الشقيلاب) (والكوداب)، والتقينا بجماهيرنا الاتحادية بقيادة العمدة “نور الدائم الخضر”، وكان معنا العمدة “أحمد عبد الله” من مناطق (الحتانة) وشمال أم درمان.. وظللنا مع الناس نناصرهم في أحداث هبة سبتمبر.
نحن شغالين يا “علي السيد” و(يا زول ما تكتر كلامك، المؤتمر بجي والعنده بليله بعشِّي بيها).
نحن وصلنا مرحلة تكوين القطاعات في جسد الحراك الجماهيري الذي انتظم كل محليات الخرطوم، وكونَّا قطاع المعلمين وقطاع الطلاب، وقطاع المعلمين يا “برعي” شهده أكثر من (21) معلماً يا من وقعت نيابة عن المعلمين في حراك الضرار.. وماشين نحو قطاع الطلاب والمرأة وسوف نرسل لك لتحضر معنا يا “علي السيد”.
} يبدو أن هناك صراعات كثيرة بين حراكات مختلفة داخل حزبكم الاتحادي.. ماذا تعني بحراك الضرار؟
– أنا أفتكر أن الحياة قائمة على الصراع والصراع يكون أجمل ميزة إذا تطور إلى ما فيه الخير، لكن صراع النفاق والمكر وتكسير الغير ومحاولة اغتيالهم هذا نحن ضده ونمقته.. الصراع الذي تكون وراءه أجندة والذين على رأسه يعرفوننا ونعرفهم.. والأفضل أن (يرعى كل زول في حواشته وما يدخل حواشات الآخرين بالليل).
} أستاذ (ود المكي) هل هناك صراع بينك و”أبو سبيب”؟
– مولانا الشيخ “أبو سبيب” قامة نحن نجلها ونحترمها كثيراً.. ومولانا “حسن” إن لم يكن من جيل الاتحاديين الأول، فهو من الجيل الثاني الذي أخذ عن الجيل الأول.
أنا أجله واحترمه وكانت هناك اتصالات بيننا.. ولكن ماذا نعمل مع مكر الآخرين! الرجل كان بيني وبينه لقاء في دار الأصل عندما كونوا جسمهم، وأنا ذهبت إليه ووضعت يدي في يده.. وقدمت طلباً مني أن يظل هو على رأس الجسم وأصررت على ذلك، فقال لي (يا ود مكي أنت صاحب مبادرات واشراقات).. فقلت له (العين لا تعلو على الحاجب).
وظللنا متواصلين لعدة أيام بالتلفون، ثم فجأة أصبح لا يرد على مكالماتي ولا على رسائلي.. وآخر رسالة أرسلتها له كانت بتاريخ 24 /10 /2013م، أنا محتفظ بها إلى الآن للذكرى والتاريخ – كما كنا نقول عندما كنا تلاميذ بالمدارس.
وتناول (ود المكي) جهازه الموبايل وأراني الرسالة التي أرسلها لـ”أبو سبيب” والتي يقول فيها (تحية طيبة، اتصلت عليك كثيراً، أرجو الرجوع).
ويواصل الأستاذ (ود المكي) ولم يرد عليها أيضاً وتوقف التواصل بيننا، لذلك أنا أقول إن ذلك الجسم خُلق كجسم ضرار.. رغم أننا سبحان الله اتفقنا على بعض الأهداف.
} أي جسم تعني؟
– الذي على رأسه “أبو سبيب”.
} أي الجسمين نشأ أولاً؟ مجموعتك أم مجموعة “أبو سبيب”؟
– بالتأكيد (حقنا نشأ أولاً).. سبقناهم بأكثر من شهرين، لكن عندما شعروا بأننا – أنا أقصد الآخرين ولا أقصد “أبو سبيب” والآخرين أصحاب الأجندة الخفية القيادات العنكبوتية التي تريد أن تحافظ على مراكزها.
} الحراك الجماهيري الذي تقوده جسم إصلاحي؟
– نعم.. نعم.. ونحن مهمومون ونريد من كل الاتحاديين أن يكونوا معنا في هذا الحراك، وأن يرجع كل اتحادي إلى جماهيره في منطقته وفي مدينته وفي حيه ويحرض الناس على الالتفاف على الخط الجماهيري الاتحادي.
} بمناسبة (يرجع كل اتحادي إلى منطقته).. هناك اتهام موجه لك من دكتور “علي السيد” بأنك تركت منطقة (كرري) وذهبت إلى (الكدرو) إلى حيث أهلك وعشيرتك وقمت بعمل جهوي؟
– أشكرك.
– أنا عندما أقول يرجع لمنطقته أعني منطقة وجوده.. والإمام “علي” كرم الله وجهه قال (الإنسان حيث يوجد لا حيث يولد).. وأنا أعتقد أن هذه المقولة ثبتت قيم ومفاهيم كثيرة.. أنا أقول (يرجع كل زول لمكانه يعني كل زول لما يليه).
} أنت رجعت إلى (الكدرو) إلى حيث أهلك وعشيرتك؟
– أنا جماهير الشعب السوداني الشرفاء كلهم وجماهير الحركة الاتحادية هم أهلي وعشيرتي، وأنا ما من (الكدرو) أنا من منطقة (شندي).
نحن عندما قفلت دار الحزب الاتحادي في وجهنا ومنعونا من الدخول – ولم يتعاطف معنا أحد من السياسيين – جميل جداً تعاطفهم مع “أبو سبيب” الآن جميل جداً – لكن لم يفغر واحد منهم فاه دهشة أو يرفع عقيرته (يا أخونا أنتو ناس (ود المكي) ديل ورفاقه ناس دكتور “فاروق” وناس “تاج السر الطيب” وناس “عماس” ومجموعة كبيرة جداً من القيادات الناس ديل قفلتوا في وجههم الدار ليه؟).
في (الكدرو) هناك دار يستأجرها الاتحاديون وهؤلاء لا يعرفون ذلك، لذلك يقولون عدس.. “علي السيد” لا يعرف أن الاتحاديين يستأجرون داراً للحزب هناك.. ولافتة الدار مكتوب عليها دار الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.. استضافونا وقالوا لنا (يا أخوانا تعالوا مرحب).
} ما أجرتوها أنتم ناس الحراك الجماهيري؟
– لا أبداً.. الدار أجرتها قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي في بحري الكبرى.. أجروها من جيوبهم.. قالوا لنا تعالوا قاموا باستضافتنا وظللنا نمارس العمل هناك من اجتماعات ولقاءات.
} وتركت (كرري)؟
– كيف أتخلى عن (كرري) وهي إحدى القلاع التاريخية التي أتشرف بالانتماء إليها.
} تركت تنظيم الحزب في (كرري)؟
– التنظيم الاتحادي في (كرري) تطوَّر وشمل كل المحليات، وكل محلية أصبح بها جسم حراك جماهيري.. أخليها كيف ونحن شغالين.. قلت لك بعد مناطق أم درمان نحن ذهبنا إلى مناطق (الخوجلاب).
} يعني لم تخرج من التنظيم في (كرري)! لم تترك ناس “أبو سبيب” وتنتقل إلى (الكدرو)؟
– ناس “أبو سبيب” في أم درمان يقولون إن معهم عدد كبير جداً من محليات الولاية، لكن الذي أنا متأكد منه أن محليات الولاية تضم أيضاً تيارنا.. واحتراماً للأستاذ “أبو سبيب” أنا إلى اليوم ما مشيت أم درمان احتراماً للأستاذ.. واتصلت بالمشرفين السياسيين “ميرغني بركات” في أم بدة و”يحيى مكوار” في جبل أولياء و”عكاشة بابكر الطيب” في شرق النيل و”حسن حضرة” في بحري و”تاج السر محمد صالح” في الخرطوم، وكلمتهم لأنني أعرف أنه سيظهر أناس يقولون إن (ود المكي) تجاوز المؤسسية وليت كانت هناك مؤسسية، ولكن ليست هناك مؤسسية هناك فقط أجسام هلامية.. أنا تحوَّطت ولكن رغم ذلك كانت المؤامرة.. المؤامرة لحقتني لكنني أحمد الله نجوت منها، فهناك شيء واحد أنقذني منها وها أنا أعلن ذلك على الملأ.. أنقذتني منها حكمة مولانا السيد الميرغني.
} كيف؟
– حكمته وتحسبه السياسي كيف؟ غدر بي الآخرون وقالوا إن (ودي المكي) يعرّض كوادر وقيادات الحزب وتاريخ الحزب لمسألة خطيرة جداً جهوية، وهناك كان الموقف الذي يمتاز بالحكمة من مولانا السيد الميرغني أمد الله في أيامه. جاءني توجيه من مكتب السيد الميرغني أن يا (ود المكي) يدعوك السيد إلى الحضور غداً في (أبو جلابية)، وأن تحضر معك تقريراً مفصلاً عن ما تم في مناطق (القرية) و(الفتح)، وكتبت التقرير وذهبت والتقيت مولانا في يوم 13 /8/ 2013م، في (دار أبو جلابية).. وذلك التقرير الذي أمتلك منه نسخة الآن والنسخة الأخرى مع السيد، كان تقريراً وافياً وفيه قلت لمولانا (أرجو كريم توجيهكم للقيادات بالتواصل مع الجماهير.. وكان تعليقه الذي أحتفظ به.
– الإجابة في الجزء الثاني من الحوار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية