(500) قتيل في أحداث «جوبا» وفرار «مشار» إلى جبل «لادو»
أفادت معلومات أولية بمصرع أكثر من (500) قتيل في أحداث الجنوب الأخيرة، بينما أمرت وزارة الخارجية الأمريكية أمس (الثلاثاء) مسؤوليها غير الأساسيين بمغادرة جنوب السودان وحذرت رعاياها وفقا لـ(رويترز) من السفر إلى دولة الجنوب ونصحت الموجودين هناك بمغادرة البلاد فوراً.
ونفت حكومة جنوب السودان ما تردد على وسائط الإعلام الأجنبية بانتقال القتال للمقر الرئيسي لقيادة الجيش في العاصمة “جوبا” فجر أمس (الثلاثاء)، بعد يوم واحد من إحباط المحاولة الانقلابية،
وأوضح وزير الإعلام والبث بحكومة جنوب السودان “مايكل مكوي” أن ما حدث كان مجرد أصوات إطلاق النار من شخص مسلح (معتوه) صعد إلى أعلى بناية بوسط العاصمة “جوبا” وقام بإطلاق النار بشكل عشوائي على المارة، مبينا أن الموقف تم احتواؤه وعادت الأجواء إلى طبيعتها بالكامل.
وكشف الوزير في حوار مع (المجهر) أمس (الثلاثاء) عن التفاصيل الكاملة للمحاولة الانقلابية التي وقعت بجوبا، وعن مكان تواجد د.”رياك مشار” حالياً، وقال إنه انسحب مع فلوله المهزومة برفقة حاكم ولاية الوحدة السابق “تعبان دينق” واستقرا في جبل “لادو”، بعد أن احتمى “مشار” بالسفارة الأمريكية في جوبا وخرج منها الى مبنى الأمم المتحدة (يوناميس). وأكد “مكوي” تواجد “باقان أموم” داخل مدينة جوبا ويجري البحث عنه. وأوضح أن “ربيكا” أرملة الراحل “قرنق” متواجدة في منزلها، ونفت صلتها بالانقلاب وأن الرئيس “سلفاكير” وجه بعدم التعرض لها احتراماً للراحل “قرنق”. وكشف عن اعتقال (10) من القيادات الكبيرة التي دعمت الانقلاب من بينهم الفريق “مجاك أكوت” نائب مدير جهاز الأمن السوداني في حقبة الفريق أول “صلاح قوش”، و”دينق ألور”، ووزير الداخلية السابق “قير شوانج”، ووزير المالية السابق “كوستي مانيبي”، ووزير الدفاع السابق “جون لوك”، والحاكم السابق لولاية البحيرات المهندس “شول طونق مياي”، وسفير جنوب السودان السابق بأمريكا “آيزك لوال”، و”وياي دينق أجاك، والوزير في مكتب رئيس حكومة الجنوب السابق “شرينو أتيم”. وشن “مكوي” هجوماً عنيفاً على الذين يروجون إلى أن الصراع الحالي والانقلاب أبعاده قبلية بين النوير والدينكا، وقال إن المجموعة المتمردة تضم مختلف الجهات والقبائل بجنوب السودان.
وقطع “مكوي” بأن الأوضاع بجوبا هادئة تماماً، وكشف عن عمليات مطاردات وتعقب نفذتها قوات الجيش الشعبي داخل الأحياء أمس، وكشف عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى الذين تم نقلهم إلى المستشفيات، وأضاف: (لا توجد أرقام والحصر لم يكتمل لكن هناك إصابات خطرة).
في غضون ذلك نقلت (سودان تربيون) أن دوي إطلاق نار كثيف سمع حول منزل المفتش العام لشرطة جنوب السودان “بينج دينق كوال”، الذي يُعتقل فيه مسؤولون كبار على صلة بما وصف بأنه محاولة انقلابية.
ويعتقد أن شخصيات كبيرة تابعة للحركة الشعبية معتقلة في منزل “كوال” أبرزها “مجاك أقوت”، ووزير البيئة السابق “أغيار ألونج”، ووالي ولاية البحيرات السابق، “ماياي”، ووزير الاستثمار السابق “أويا دينق أجاك”، ووزير الدفاع السابق “جون لوك”، ووزير الثقافة السابق “سيرينو أتينج”، ووزير الاتصالات السابق “مادوت يل”.
من جهته، قال وزير داخلية جنوب السودان “أليو أيوني أليو”، إن هذه التطورات هي جزء من عملية أمنية تهدف إلى (تطهير المنطقة من المشتبه بهم الموالين لمشار).
ودعا الوزير أهالي جوبا لعدم الذعر، وقال إنه ليس هناك قتال، وإنما عمليات تمشيط للمناطق التي يعتقد أنها تأوي المشتبه فيهم لتسليمهم للعدالة.
من جهة أخرى، أبلغ الأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية الحاكم، “باقان أموم” صحيفة (الشرق الأوسط) الصادرة (الثلاثاء) أن الأوضاع في بلاده غير واضحة حتى الوقت الراهن، معرباً عن أسفه للأحداث الجارية، وداعياً إلى ضبط النفس.
ونأى “أموم” عن وصف ما حدث بأنه “انقلاب عسكري”، مؤكداً حدوث حملة اعتقال واسعة.
وقال: (لا بد من حل الأزمة سلمياً حتى تعود “الحركة الشعبية” لتقديم قيادة قادرة تستطيع وضع رؤية واضحة لبناء الأمة والدولة عبر الخيار الديمقراطي وتوفر السلام والاستقرار).
وبالمقابل، نفت أرملة زعيم الحركة الراحل د. “جون قرانق” “ربيكا” بشدة تورط نائب الرئيس السابق د. “رياك مشار” في الانقلاب.
وقالت إن العملية لا تعدو كونها انشقاقاً داخل صفوف الجيش الشعبي، متهمة “كير” بقيادة الجنوب نحو دكتاتورية جديدة.
وقالت “ربيكا” لوسائل الإعلام من منزلها داخل “جوبا”، إن “مشار” رجل ديمقراطي ولا يمكن أن يفكر في القيام بانقلاب.