رأي

جراحة بيضاء على مفاهيم الانتماء الفكري والالتزام السياسي والتفعيل الحركي!!

اللوحة الإبداعية تتراءى أمام الناظر في ديناميكية (الاتحادي الديمقراطي المسجل) من خلال البرنامج الدافق والرؤية الإستراتيجية التي أطلقها الحزب في إقامة اللقاءات الثقافية والفكرية التي تغذي العقول والأفئدة في بحر السياسة المتلاطم الأمواج.
بناءً على تلك المعطيات الدالة لاحت في المشهد السيريالي عصارة مجهودات التحرك الذكي والعزيمة الأكيدة والطاقة الجبارة من جانب أمانة الاتحادي الديمقراطي بولاية الخرطوم تحت رعاية الأستاذ “أسامة هلال” وطاقمه المساعد التي انعكست في تنظيم ملتقى أشقاء الخرطوم بالحزب الذي فتح باب التداول والمحاججة على مصراعيه عبر الورقة الجامعة التي تناولت مفاهيم الانتماء الفكري والالتزام السياسي والتفعيل الحركي من خلال مساهمة علمية وبحثية وفكرية على وتر السياسة في عصر الألفية الثالثة واكتشافات الفضاء.
كان على المنصة مقدم الورقة الهادفة الأستاذ “حسن غفاري” أمين الفكر والثقافة بـ(الاتحادي الديمقراطي المسجل)، والأستاذ “يوسف الطيب” أمين أمانة التنظيم بولاية الخرطوم، والأستاذة “الزهو الصادق” أمينة المرأة بالاتحادي المسجل بولاية الخرطوم، بينما كان الحضور نوعياً ومحسوباً بمشاركة الوزيرة “إشراقة سيد محمود” ومعتمد ربك الأستاذ “طارق بريقع” والأستاذة “ساجدة يعقوب” نائب أمين الشباب بالحزب، فضلاً عن وجود الكوادر الوسيطة.
في الصورة المقطعية شكَّل منهج الأستاذ “حسن غفاري” في تقديم ورقته العميقة قدرة هائلة على اختراق مكنونات الحضور في سياق الارتكاز الواضح على المنطق والاستدلال والإبداع السينمائي، فقد اعتمد الرجل على مصوغات الانبهار والعلم في حديثه عن ماهية الانتماء الفكري وملحقاته وأبعاده من الانتماء الفطري والقسري وصولاً إلى الوسطية الفكرية وإشكاليات الاستقطاب!! وبذات القدر تناول “غفاري” مسألة الالتزام السياسي من خلال صوره وأشكاله وراح ينثر في حبيبات الموضوع بالتفاصيل الدقيقة والإشارات الموحية! فيما أطلق “حسن غفاري” معلومات ارتكازية عن التفعيل الحركي بشهادة عالية من التعمق والملامسة السحرية في جميع مجالاته.
لا شيء يثير المرء ويلهب أشواقه في عالم السياسة عندما يشاهد ملحمة ثقافية وفكرية تمثلت في ملتقى أشقاء الخرطوم الذي نظمه (الاتحادي الديمقراطي المسجل) خلال الأيام الفائتة، فقد كان حدثاً ملحمياً وينبوعاً عميقاً للاستنارة والإدراك والعصف الذهني على طريق التمازج بين السياسة والإلمام الحياتي.
وقد كانت المداولات والمناقشات تتقاطر بكثافة على ما تفرع من رؤوس مادة النقاش في الملتقى (الانتماء الفكري والالتزام السياسي والتفعيل الحركي) في جزالة وإبحار سحيق، حيث ظهرت المساهمات الحوارية الأنيقة عن مخاطر الهوس الديني في بعض البلدان، فضلاً عن الحرس القديم في الأحزاب السياسية وتعريفات الطائفية على النمط العصري الصحيح، علاوة على بضاعة الإصلاحيين.
ها هو الأستاذ “حسن غفاري” يقوم بجراحة بيضاء على موضوع النقاش في ملتقى الخرطوم باستخدام مقص الشفافية والعلم والضربات الذكية بلا دماء وإسعافات وجروح، فالثابت أن الجراحة البيضاء تسري في الدواخل وتبقى طازجة في الذاكرة وتمنح العافية في الجسد والعقل، وبذلك تفعل ما لا تفعله الجراحة الحمراء!!
كانت المداولات والتعليقات والمداخلات من الحضور على مستوى الحدث من ناحية المساهمة البليغة والمشاركة الوضاءة، ولا يفوتنا تناول ما ذكرته الوزير “إشراقة” في الملتقى، حيث أكدت دعمها اللا محدود من الناحية المادية والمعنوية لورشة أشقاء الخرطوم، ووصفت “إشراقة” التسريبات التي تحدثت عن هجومها حول أفكار ومبادئ “الشريف زين العابدين الهندي” بأنه حديث الإفك قامت به جماعة فاقدة للتوازن، علاوة على ذلك فقد أكدت الوزيرة وجود الحبل الممدود بين “الشريف زين العابدين” والزعيم التاريخي “مانديلا” في الأفكار والمساهمات الإبداعية والسياسية.
هكذا كانت وقائع ملتقى الأشقاء بـ(الاتحادي المسجل) تنبض بالحيوية والنشوة والجمال.. إنه مشهد جدير بالاهتمام والتدقيق في إطار مذاق فريد على مؤثرات الإيقاعات اللامعة.. عُوفيت الأستاذ “حسن غفاري”.. بُوركت الأستاذ “أسامة هلال”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية