أخبار

ولكم التقدير..

} أبغض الكتابة عندي ما يزكي النفس الفانية، ويمجد الذات، ويعظم الكاتب من شخصيته، ويهدر حبراً على الورق الغالي للحديث عن نفسه.. ادعاء بطولة أو معرفة، أو حتى ادعاء تواضع وعفة.. لكن بعض المبغََض ليس منه بد، وللقارئ العتبى حينما نكتب عن أشياء خاصة في ثوب العامة.
} شكراً لأقلام كبيرة أحسنت فينا الظن من الزملاء المخلصين، ليقدموا لنا التهانئ بعد اختياري عضواً بلجنة تسيير نادي الهلال.. وشكراً لزملاء آخرين لا نشك في صدق نواياهم وحبهم للهلال انتقدوا بشدة اختيارنا لعضوية مجلس إدارة نادي الهلال.
} شكراً للأخ الأستاذ “الهندي عز الدين” رئيس مجلس الإدارة الذي طوقني بتهنئة فخيمة على أخيرة (المجهر)، التي طوقني “الهندي” منذ صدور الصحيفة بالكتابة في صدرها، فأضافت (المجهر) لتجربتي الكثير، ولها فضل عليَّ سيبقى طوقاً على العنق. وشكراً للبروفسير “عبد اللطيف البوني” الهلالي الذي غادر ديار عشقه مكرهاً منذ سنوات، وتركنا نحن وملايين أخرى في حب الهلال عاشقين بوعي، ومحبين بضمير، ومريدين ببصيرة.. وللأخ “محمد عبد الماجد” تقديري لمّا يكتب بوجع عن الهلال وتدمي حروفه قلوب آخرين يبغضون الهلال.. وشكراً لـ “أمير عبد الماجد” ولـ “وراق” ولكل من استبشر خيراً بوجودنا في مجلس الهلال، أو اعتبره منقصة وخيبة ودليل فشل لضعف يراه في تجربتنا.. ولكن جميع من كتب من المحبين لهلال السودان.
} لماذا تذكرت هنا قصة “مصطفى سعيد” في موسم الهجرة للشمال، حينما سئل من أين جئت، فقال ليس مهماً من أين جئت ولماذا جئت، فتلك قصة أخرى، ولكن المهم أنني جئت!! لو كان الاختيار تمثيلاً للصحافة الرياضية لذهب المقعد لأساتذة آخرين أعلى منا مقاماً وأكبر سناً، ولهم في بنك جماهير الهلال رصيد لا ينضب، ولو كان المقعد تمثيلاً للصحافة السياسية لذهب المقعد لآخرين من أهل المعرفة والمقامات الرفيعة!! ولو كان التمثيل سياسياً فالهلال أكبر من أي حزب في الساحة الآن، ولو كان في السودان حزب له رصيد بحجم جماهير الهلال لنهضت في أرضنا جمهورية دكتاتورية الأغلبية الساحقة، ومن ذهب لاعتبار وجودنا في مجلس الهلال أملته توازنات جهوية لبعض أطراف الوطن، فإن الوطن ليس ثوباً نخلعه.. فأين من غرة الأوطان نرتحل، كما قال الشاعر العراقي “عبد الواحد عبد الرزاق”، الذي لا نعلم نحن عشاقه أين هو الآن، وبغداد جريحة تموت في اليوم مرات، وتدمع عيون عشاقها من حضر موت حتى طبرق.
} إذا كان الاختيار لمجلس الهلال بأمر السلطة ولمدة ستة أشهر فقط، فإن “الميرغني” الصغير بالقصر الجمهوري جاء باختيار السلطة، و”المهدي” العقيد اختير بأمر السلطة، و”جمال” الوالي جاء للمريخ لأول مرة بأمر السلطة، وفي آخر مرة بأمر السلطة، والسلطة أمر واقع في حياة الناس، وعندما تنعقد الجمعية العمومية لنادي الهلال بعد توحيد الصف والتئام الجرح، الخيار لشعب الهلال، وحينها لن أقدم نفسي في قائمة رجل حتى لو كان الأخ “الحاج عطا المنان” الذي عرفته زاهداً في الدنيا مسترخصاً المواقع، نافعاً أينما ذهب.
} لا خيل عندي أهديها ولا مال، ولكن أنا من صلب الشعب الفقير الذي يدفع ثمن تذكرة دخول إستاد الهلال خصماً على حليب أطفاله وخبزهم الحافي.. وكسرتهم المرة، أولئك الصابرين على ليل الهزائم والانكسارات الطويل، والقابضين على خيوط الأمل والعشم أن يعود الهلال بعد الغياب، وتعود للمدرجات بريقها وهتافها، ومن أجل هذا وذاك أنا في محراب الهلال عبداً، وفي مجلسه الانتقالي عضواً، من أجل خدمة من أحب، وشكراً للهلال وجماهيره، وللزملاء الذين نحبهم ولو باغضونا بعنف لفظي، لأنهم يحبون هلالهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية