حظر المبعوثين (أفارقة) و(أمريكان)
} ماذا قدم المبعوثون (الأمريكيون) السابقون من خير للسودان، لِنرجو خيراً من المبعوث الجديد “دونالد بوث”؟!
} لقد ساهموا بفاعلية في زيادة أزمات السودان، واستدرجوا حكومتنا إلى أفخاخ اتفاقيات سلام مثقوبة ومضروبة من “مشاكوس” إلى “نيفاشا” إلى “أبوجا”، وتركوا لنا برتوكول (كمين) باسم السلام في منطقة “أبيي”، وما زال الكمين يحصد الأرواح ويهدد الأمن والاستقرار ويخرب أعراف التعايش السلمي بين (الدينكا) و(المسيرية) منذ (9) سنوات طويلة.
} مبعوثو الرؤساء (الأمريكان) لدى السودان شر مستطير، وعناوين مستمرة للأزمات والكوارث والتوترات بين السودان والجنوب.
} انظروا كيف تطورت العلاقات إيجاباً بين الدولتين في غياب المبعوث (الأمريكي)، و(الأفريقي) الرئيس “ثابو أمبيكي”!!
} نعم.. حتى المبعوث (الأفريقي) أو مَن يُسمى رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، كان هو ولجنته وبالاً على السودان، فقد فشلت كل الاجتماعات واللقاءات التي جمعت الرئيسين “البشير” و”سلفاكير” بترتيب ومشاركة الوساطة الأفريقية في “أديس أبابا”، وكنتُ شاهداً على أحد تلك اللقاءات (المفخخة) قبل ثلاث سنوات!! تخيلوا ثلاث سنوات مستمرة من اجتماعات الوفود الرئاسية والتنفيذية و(السياسية والأمنية المشتركة) بالعاصمة الإثيوبية، والنتيجة كانت صفراً كبيراً (على الشمال)!
} اختلف الوضع تماماً، وتغيرت النتائج عندما أعلن الرئيس “سلفاكير” – منفرداً – عن نيته في زيارة “الخرطوم”، ورحبت به حكومة السودان.
} زار “سلفاكير” الخرطوم، فكان الاختراق الكبير عبر اللقاءات المباشرة بين الرئيسين، ووفدي الحكومتين، ولم يكن حاضراً وقتها في قاعة الصداقة قبالة مقرن النيلين، لا المبعوث (الأمريكي) ولا (الأفريقي) ولا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة.
} إذن كلما ابتعد عن “الخرطوم” مبعوثو ومناديب الدول والمنظمات الدولية (المشبوهة)، تحسنت علاقات السودان مع جيرانه، وفي مقدمتهم دولة جنوب السودان، وهذا ما يجب أن يفهمه الإخوة في قيادة دولة (الجنوب) قبل أن تفهمه حكومة السودان.
} أمريكا لم تقدم للجنوب شيئاً، سوى النصائح (الملغومة)، و”جوبا” كانت في أمس الحاجة إلى مليارات صادر النفط (الدولارية) التي تأتي من “الصين” ودول شرق آسيا، وليس من وراء المحيط الأطلنطي! فهل تلقت خزينة البنك المركزي في “جوبا” (نصف) مليار دولار.. لا (مليار) من “واشنطن” طوال العامين المنصرمين.. (عامي الرمادة)؟!
} لا شيء يُذكر تسلمه الجنوب (كاش) من خزائن السادة (المارينز)!!
} إذن ما فائدة مبعوث أمريكي للسودان وجنوب السودان، (يبرطع) في بلادنا، ويفرض علينا الحلول التفجيرية والتفكيكية التي تشبه (برتوكول أبيي).. أحد إنجازات المبعوث الأمريكي الأول السيناتور العجوز “جون دانفورث”؟!
} أفضل قرار اتخذته حكومة السودان منذ سنوات في هذا الملف هو رفضها منح المبعوث الأمريكي تأشيرة دخول للخرطوم.
} غير أنني أتوقع تدخل وضغوط (أولاد أمريكا) في السودان، لتمييع القرار، والتراجع عنه تحت لافتة (العقلانية) و(الدبلوماسية).
} سبت أخضر.