رأي

الايدز في السودان

قالت السلطات الصحية إن هناك (8516) إصابة جديدة بالايدز في السودان، وهذا رقم مخيف، المشكلة ليست في عدد الإصابات ولكن في أن كل المجال مفتوح أمامها، لكي تتوقع زيادة بمتوالية حسابية فقد يصبح الرقم (2600) بعد أقل من عام، وقد يتضاعف أكثر ولا شيء يمنع زيادته. الحدود مفتوحة على الدول المجاورة والتي ينتشر فيها الفقر، إضافة إلى غياب الوعي والرعاية الصحية، كل هذا يضاف إليه نظرة بعض الشعوب حولنا إلى قضية الجنس فنحن نعرف أن البعض اتخذ منه (أكل) عيش يساهم فيه كل أفراد العائلة لأنهم بدونه يموتون جوعاً.. ربما كان الجانب النسائي في السودان لديه تقاليد وعادات وعقيدة تمنعه من الممارسات التي تسبب المرض، وليست هناك مشكلة، ولكن الشباب ليس هناك ما يمنعهم من الممارسات التي تسبب المرض القاتل، الذي لم يخترع له دواء ناجع فعال، ومازال كل يوم هناك ضحايا جدد معظمهم من الشباب.
الدعارة هي المتهم الأول ونحن لا ينبغي لنا دفن رؤوسنا في الرمال، فكلنا يعرف أن بعض الدول حولنا تصدر لنا المصابات بهذا المرض، لأن المرض في بداياته ليس له أعراض أو علامات. قصة السودان مع هذا الإستهداف بدأت منذ الحرب العالمية الثانية عندما جلب الانجليز آلاف العاهرات من قطر مجاور للترفيه عن جنود الحلفاء، وفي تلك الفترة لم يكن مرض الايدز قد ظهر، وكان المرض المنتشر وسط العاهرات هو السيلان. وهو مرض يمكن علاجه بالمضادات الحيوية وليس مثل الايدز يستحيل علاجه بها.
هناك إجراء فعال يمكن إتباعه وهو تسهيل الزواج، ونحن في هذا ننفذ ما أمرنا به ديننا الذي دعا الشباب إلى الزواج في وقت مبكر. وقد فطن أجدادنا إلى أهمية الزواج المبكر فكان الشباب يحرصون على الزواج من ابنة عمه التي تكون مخطوبة له منذ الطفولة أو الشباب المبكر، فمنعوا بذلك انتشار الأمراض الجنسية فقد كان هناك أمراض خطيرة أيضاً منعها الزواج المبكر. ولا أعرف لماذا توقف (العرس بالكورة) وهو زواج مبسط يشارك كل المجتمع في دفع تكاليفه ، وحتى في شراء مستلزمات المنزل ولا يحمل العريس هم هذه الأشياء. وكانت ألف زيجة تتم كل شهر وتنشأ أسر في جو صحي ولم نسمع عن انتشار أي مرض من الأمراض الجنسية حتى لو كان السيلان، لأن المجتمع استطاع إيجاد العلاج له.
لا شيء منع الآن قيام علاقات محرمة بين شبابنا وبنات المهاجرين الأجانب، ولا شيء يخيف الشباب من العواقب فكل من يرى شابة تسير بصحة جيدة لا يمكن أن يصدق أنها مصابة بهذا المرض القاتل، ولا يصدق أن المرض ليس له أعراض رغم أن حامل الفيروس يوزعه شرقاً وغرباً دون أن يظهر المرض.هناك إجراءات وقائية يجب اتباعها يمكن أن تكون وقاية لآلاف وينقذ حياتهم من موت محقق، تكون البداية باهتمام الإعلام بكل شيء عن هذا المرض مع استخدام الصور والرسومات، ولابد من مشاركة كل أجهزة الإعلام في هذه الحملة بما فيها الصحف والتلفزيون وبالإمكان الاستعانة بالدراما، لأنها تصل بسرعة للإنسان الذي لا يتابع الصحف أو إذا كان أمياً.
وهناك الإجراء الذي اتبعه الإمام “عبد الرحمن المهدي” وهو الزواج الجماعي بأقل التكاليف أو بدون تكاليف، وهذا الإجراء يمكن تكوين لجنة لرعايته والتبشير به وأن تتدخل الدولة ليتم هذا الإجراء تحت رعاية الوزارة المختصة، التي ينبغي عليها المساهمة في مالية هذا العرس الجماعي.
وهناك إجراء صحي أمنى يسهم كثيراً في مكافحة هذا المرض ينبغي إعداد محطات طبية على الحدود، يكون مهمتها إعادة الكشف على كل من يدخل السودان، ومنعه من الدخول إذا كان حاملاً للفيروس المميت.. ويجب أن يكون هذا شرطاً للسماح بالدخول للسودان، حتى لو أدى الأمر إلى ذلك منع الملايين من الدخول.
> حكمة اليوم
ماذا تقول (الأفراخ) بذي مرخ.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية