الديوان

أسرة «شرحبيل أحمد».. امتداد جينات إبداعية تتنفس الفن

الفنان “شرحبيل أحمد” حالة خاصة بكل ما تحمل الكلمات والمعاني، فهو مغنٍ وشاعر وملحن ورسام يعيش إبداعاً وفناً، تجذرت فيه هذه المعاني وامتدت لأسرته التي يتنفس كل فرد فيها الإبداع وينثر الفرح لعموم ربوع الوطن وخارجه.. فحبل أسرة “شرحبيل” السري يتصل بمواهب فطريه تزيدها الأيام تعتقاً ظل عطاؤها الفكري والأدبي والثقافي لا ينقطع على مر الأزمان، (المجهر) قلبت في عوالم أسرة “شرحبيل أحمد” لتقف على مكامن الجينات الوراثية الفنية.
الفن عشق الأسرة
حمل كل أفراد الأسرة الجينات الوراثية الإبداعية على بوتقة من الإمتاع والاستمتاع بدوزنة جيتار من رجل عملاق في أفكاره ومن امرأة (ذكية) أرضعت أبناءها حب الموسيقى.. أسرة منغمسة في عشق ليس بممنوع ناتج ومتجذر ومستند على إيقاع الحياة بنغمات جميلة.. أعطى كل منهم الساحة الغنائية بطريقته الخاصة حيث كان رب الأسرة الفنان “شرحبيل أحمد” مربٍ فاضل لوَّن حياة الأطفال بالرسومات والألحان، فعشق الجميع (عمك تنقو) ولم يقف على ذلك بل دفع مسيرة الفن بأغلى ما عنده، وعندما كان الآباء يمنحون صغارهم ألعاباً (بلاستيكية) كان هو يدندن لأبنائه بــ(الجيتار) فذهبت أناملهم جميعاً على خطى والدهم.
“شريف شرحبيل” يبكي ألحاناً
كل من ينظر بعينه لتجربة عضو فرقة (عقد الجلاد) ” شريف شرحبيل” يكاد يجزم أنه كان يبكي ألحاناً ويتحدث أشعاراً، فقد عاش في بيت ملئ بالآلات الموسيقية ووجد نفسه يمضي في خطى والده وأشده إصراراً على إثبات إعجاب الابن بأبيه، فكان “شريف” يذهب مع والده إلى دار النشر لتعلم أبجديات كتابة القصة المصورة والرسم كأنه لا يعلم أنه يحمل كل أشياء والده.. وبينما يمضي الوقت فتحت مسامعه على ألحان والده حتى صار صوته قوياً التحق بـ(كلية الموسيقى والدراما) في عام 1990م ودرس الصوت، وكان عضواً بكورال الكلية، لديه أنشطة أخرى مع فرقة (هرامبى) التي كانت تقدم أعمالاً باللغة الانجليزية والعربية، وربما هذا هو السبب الرئيس في وضع بصمة “شريف” في مجموعة (عقد الجلاد) التي توكل له مهمة كل الدندنات الغريبة كأغنية (حاجة أمنة) (رطانة).. أداؤه عالٍ يلامس الوجدان بسرعة خاطفة يجد متسعاً في قلوب كل عشاقه وله قاعدة عريضة خاصة به.
رقص جميل
ظهور الفنان “شرحبيل” في عدد من الحفلات لمجموعة (عقد الجلاد) يؤكد أنه يتبادل مع “شريف” نفس الشعور والإعجاب ويبين مدى مساندة الوالد لابنه حتى وإن كان في ذات المضمار، وكثيراً ما يتشاركا الغناء بأسلوب جاذب يتفاعل معه كل الحضور، فتقشعر أبدانهم ويتمايلون مع إيقاعهما يمنياً وشمالاً وتلحظ البهجة في أعينهم ولا تحتاج لتفسير.
ملكة والألحان
لم يبخل الفنان “شرحبيل” على ابنه “شريف” في وضع الألحان، فقد حاز “شريف” مع أستاذه “شمت محمد نور”على جائزة أجمل لحن لأغنية (غادة) وغير ذلك لحن أغنية (يا محبوبي) و(صوت الاستحالة) وأخريات ليؤكد أنه استحالة أن يفرط في شيء يحمله والده.
حتى الخصال
تواضع الفنان “شرحبيل أحمد” وطيب خاطره هو أكثر شيء يمكن ملاحظته بمجرد التحدث إليه، فبرغم قامته السامقة في الغناء يجيد التعامل الراقي مع كل أنواع البشر من معجبين وأصدقاء.. لا تفارقه الابتسامة وهذا يظهر في جميع إطلالته في حفلاته وخصوصاً عندما يدعو الجميع للرقص (تعال يا جميل ما تبقى بخيل يا اللابس البنبني)، لذلك صارت أغنياته متنفساً لكل الهموم وجيتاره الآلة المحببة للناس.
كل هذه الخصال سكبها في ابنه “شريف”، وعند حضور أي حفل لـ(عقد الجلاد) تجد “شريف” (لايص) بين الجمهور يتجاذب معهم أطراف الحديث ويلتقطون معه الصور حتى أن أفراد (الفرقة) يظلون في حالة ترقب لعودة “شريف” من خلوته مع الجمهور.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية