علاج أزمة المؤتمر الوطني!!
يبدو أن الصراع داخل المؤتمر الوطني يمضي إلى نهاية يتوقعها الجميع ويتمنونها، أي بقاء الإصلاحيين داخل حظيرة الحزب مع احتفاظهم بآرائهم ومراجعة آليات القرار داخل المؤتمر لكي لا يكون كل تعبير عن الرأي تمرداً، ولا يضطر المتمردون لإصدار المذكرات التي توحي أنهم يتحدون قرار القيادة، لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة لإيصال الرأي الآخر.
ونحن عندما نطالب بمراجعة آليات إصدار القرار داخل هذا الحزب إنما نريده أن يكون قدوة لباقي الأحزاب، باعتباره أكبر حزب في السودان، وليكون هذا العمل مقدمة لديمقراطية حقيقية داخل الحزب، وحتى يتحقق ذلك لابد من إعادة هيكلة الحزب.. لقد اعتاد الناس في السودان أن لا يعترضوا على أي قرار صادر عن رئاسة الحزب، وإذا حدث فإنه يكون تمرداً من القاعدة يستوجب المحاسبة والفصل.. ونحن عندما نطالب بإعادة هيكلة بنية اتخاذ القرار إنما نهدف إلى أن تكون هناك فرصة للتداول قبل الاتفاق على رأي واحد، ومتى ما اتفق على هذا الرأي فعلى الجميع الدفاع عنه حتى لو كانت لديهم ملاحظات حوله.
ونريد لبنية اتخاذ القرار أن تتكون من لجان فنية في مختلف التخصصات، وأن يكون على رأس كل منها رجل متخصص في عمل اللجنة، أي يكون هناك طبيب متخصص على رأس اللجنة الطبية، وبما أن (التكنوقراط) لا يفكرون في العواقب التي يمكن أن تحدثها القرارات، فلابد من وجود سياسيين خبراء في اللجنة، وأن تتفرع من هذه اللجنة لجان أخرى صغيرة قبل المناقشة والموافقة عليه.
اللجنة الاقتصادية يجب أن يكون كل أعضائها ليس فقط من المختصين في الاقتصاد، ولكن يجب أن يكونوا خبراء في مجال العلاقات الدولية وسياسيين عتيقين أصحاب خبرة في هذا المجال، لأن كل قرار لابد له من رد فعل خارجي، وتوقع رد الفعل الخارجي والاستعداد له يجب أن يسبق القرار.. ولابد للجنة من الاستعانة بالأرقام الحقيقية في عملها، مثلاً رقم الإنتاج الحقيقي للسلعة وعوائق الإنتاج.
أما لجنة الإعلام فلابد أن يكون لها فرع للإعلام الخارجي وآخر للداخلي، وأن تكون مهامها الأساسية وضع السياسة الإعلامية للبلد.. وهذا لن يتم إلا إذا تابعت اللجنة كل ما ينشر عن السودان ووضع طريقة للرد عليه، وهذا يتطلب وجود مجلة داخلية توزع للصحف تحوي كل ما يرد عن السودان في صحف العالم والرد عليه.. وهذه المجلة يجب توزيعها على كل السفارات مع أمر بالرد على الاتهامات، وأن يكون أعضاء اللجنة متنبهين إلى أن الصور تستخدم أحياناً للإساءة للبلد بطريقة ذكية، فيجب أن يكون لأعضاء اللجنة ذلك الحس الخاص الذي يمكنهم من التقاط أية إشارة سالبة في صورة أو تعليق.. كما يجب على أعضاء هذه اللجنة أن يكونوا مشرفين على البرامج التلفزيونية لأنها الوسيلة التي يمكن بها الرد السريع، وأن يشمل عملها الصحافة العربية أيضاً لأنها يمكن أن تُستغل للإساءة إلى السودان.. وأهم ما في عمل هذه اللجنة هو الرصد اليومي لما تنشره الصحف، والاجتماع لمناقشته قبل وضع خطة الرد عليه.
بالنسبة للجنة السياسية الخارجية، يجب أن تستوعب مترجمين لكل اللغات الحية لهم إلمام بنفسية أهل اللغة وطريقة تفكيرهم، حتى يأتي القرار مستوعباً لكل ردود الفعل، وأن تقدم هذه اللجنة تقريراً يومياً لوزير الخارجية بالقرار الذي انتهت إليه.
أهم ما في عمل كل هذه اللجان مراكز البحث التي تكون مجهزة بالمراجع المكتوبة والمسموعة والمرئية، وعلى اللجنة مراجعة كل المراجع قبل إصدار قرارها.. وأهم ما في هذه القرارات أن الجميع يلتزم ولو كان في نفسه شيء من حتى.. بقي أن نناقش آلية العمل التي يخرج منها القرار.
بالطبع كل أمر يجب أن يعرض على اللجنة، وقبل ذلك يجب أن تكون الصحف قد أشارت إليه.. وأن يدور نقاش حر بين أعضاء اللجنة قبل أن يصلوا إلى قرار مقنع للجميع، ولا يهم إذا احتاج النقاش إلى عدة أيام أو عدة أسابيع، المهم أن يصلوا في النهاية إلى قرار مقنع.. والجزء الأهم أن كل هذه اللجان ينبغي أن تضم أحد الإصلاحيين، وأن يكون صوته مسموعاً داخلها، وأن يلتزم بالقرار إذا صدر.. بهذه الطريقة لن يضطر أحد إلى كتابة المذكرات وإعلان التمرد.
{ سؤال غير خبيث
هل يعتقد ذلك القرد أنني غيرت اسم عمودي خوفاً منه أو من الذين يحرضونه.. وأقول لصاحب الأنف العجيب: أنت واهم.. ما رأي اتحاد الصحفيين؟!